|
بشار الأسد ,,البديل يؤجل الرحيل
|
إسماعيل البشارى زين العابدين حسين
بشار الأسد ,,البديل يؤجل الرحيل
بعد قراءته الكامله لسيناريوهات الثورات التى سبقت ثورة الشعب السورى عليه ,إستطاع نظام بشار بمساعدة روسيا كحليف إستراتيجى أن يجعل من الثورة السوريه حربا أهليه ولم يدرك المجتمع الدولى ذلك إلا بعد فوات الأوان ,فبشار يعلم يقينا بأن ماتم فى تونس لن يحدث فى سوريا وماقام به الناتو فى ليبيا من المستحيل تجربته مره أخرى فى سوريا, بالفيتو الروسى والصينى والدعم الإيرانى ,ومصر ليست سوريا حقا وحقيقه ,ولو سقط بشار ببساطه فستصبح روسيا ضمن دول العالم الثالث ولن تجد دوله تنظر إليها كحليف إستراتيجى وسينفض سامر الدول الضعيفه من حول الدب الروسى ويحاولون التقرب من القطب الواحد وهو أمريكا بل قد يقود البعض حملة لإعادة النظر فى أمر تلك الخمس دائمة العضويه وحق النقض الذى أصبح أقرب للعب الأطفال الناريه التى تحدث دويا فقط , ثم إن عامل الزمن كان عاملا مساعدا ومهما فى بقاء بشار لأن الثورات التى سبقت أطاحت بأنظمه جلها مواليه أو فى وفاق مع الغرب وخاصة فيما يتعلق بأمر الإرهاب ! ولكن ملامح الأنظمه التى حلت محل النظم الشموليه المباده أظهرت تقدم مايسمى بالإتجاه الإسلامى وخاصة تنظيم( الأخوان )وعامل الزمن هنا هو تربع هذه الجماعه فى كلا من تونس ومصر لفترة قاربت العامين فى تونس وعاما فى مصر ولكن ظهور التململ والضيق من ممارسات هذه الجماعه والتى وصلت مرحلة التظاهر والإعتصام والمطالبه برحيل تلك الأنظمه المنتخبه جعل الغرب يتأنى فى دعم الثوار بالسلاح رغم الدفع السخى من قبل بعض دول الخليج لماذا ؟ لأن بقاء معاناة الشعب السورى خير من إقصاء نظام على أقل تقدير هو ضد جماعات التطرف الدينى والمجئ بهذه الجماعات لسدة السلطه ممايشكل تهديدا للمصالح الغربيه بالمنطقه أو دخول البلاد فى فوضى عارمه كحال ليبيا, ثانيا لم تبد تلك الشعوب قبولا بحكم الأخوان فى مصر وتونس وفى الأخيره تمت تصفيات لبعض رموز المعارضه فى ظل حكم هذه الجماعه مما ينذر بتمدد حركات التشدد والتطرف فى هاتين الدولتين فجماعة الأخوان تحافظ على قنوات تواصل مع كل الحركات الجهاديه وقد تتفق معها فى التحالف مرحليا ووحدة الهدف الإستراتيجى , وتتواتر التسريبات والمعلومات عن تفويج العديد من كوادر الجماعه لسوريا من معظم الدول العربيه والإسلاميه بغية السيطره على مسار مياه الثوره بحيث تصب فى النهايه فى بحيرة الأخوان ومن هنا كان الهاجس الذى جعل الغرب مترددا ففى حال تم قطف ثمار الثوره السوريه لمصلحة الأخوان يكون قد إكتمل( الهلال الأخوانى ) المسمى بالسنى وعلى الغرب( الصوم) لرؤيته فقط فساعد الأخوان يكون قد إشتد وقد يديرون ظهور المجن للغرب فلو قدر للجماعه أن يتمدد سلطانها من تونس غربا مرورا بمصر وحتى سوريا ولا ننسى أردوغان فى تركيا الطامع فى إستعادة الخلافه العثمانيه (الأخوانيه) وبما يملك الأخوان من مال وإعلام وإمكانيات هائله قد يغيرون الخارطه السياسيه لكل دول المنطقه وماتلك التحركات المناوئه بالخليج إلا إستشعارا لهذا الخطر , وفى يوم 13/8/2013 تقول قناة الجزيزه نقلا عن الصحافه الأمريكيه أن نظام الخرطوم يقوم بتزويد ثوار سوريا بالسلاح !وهذه المعلومه هى قديمه جدا بالنسبه لأجهزة المخابرات الغربيه , فعملية رصد مثل هذه الإنشطه لاتغيب عن أعينهم ومسألة الإجابه على الأسئله ذات الصيغه ,من ؟ومتى .وأين؟وكيف؟ولماذا؟ تكون إجاباتها تم توثيقها تماما!!!إذن أصبح الغرب فى موقف لايحسد عليه ,فإن إستلم الأخوان زمام الثوره السوريه وهذا هو المرجح بما لديهم من كوادر مقاتله وإداريه وقدرات ماليه وإعلاميه تفوق الوصف بجانب الدعم القطرى سيقوى عودهم كما قلنا ويخرجون على الغرب وقد يقوموا بتغيير معظم الأنظمه بالمنطقه ويشهرون العصيان ويسعون لتوحيد جهودهم فى مواجهة إسرائيل أو إرهابها وإبتزاز الدول الغربيه للحصول على بعض المكاسب للفلسطينيين ,بقيادة حماس ليثبتوا لشعوبهم أنهم الأقوى ولكنهم لن يمنحوا تلك الشعوب مقدار حبة من خردل من الحريه ,وأمر آخر يجعل الغرب أكثر ترددا هو ذلك الحراك الذى أشرنا إليه فى كلا من تونس ومصر مما ينذر بثورة شعبيه عارمه تطيح بتنظيم الأخوان فى المنطقه تسانده علنا بعض الدول الخليجيه وأخرى سرا ويستطيع أى مراقب أن يلاحظ تنامى المد الإخوانى فى كل من الأردن والكويت والأمارات أما النظام السودانى فهو يعتبر فى نظر الغرب فاقدا للشرعيه ولايجوز التعامل معه مباشره إلا عبر وسطاء ,ولكن بغياب البديل الواضح المعالم يحاول الغرب غض الطرف عن ممارساته فى إيصال السلاح للثوار لإبقاء جذوة الصراع مشتعله .والبديل هو المشكله التى تواجه الغرب قبل الشعوب فى هذه المنطقه , فتعاقب الأنظمه العسكريه والقمعيه بمختلف منابتها والتى إستمرت منذ خروج المستعمر سعت بكل ما أوتيت من قوه لتمزيق أوصال العمل السياسى والحزبى إلا عبر واجهات هذه الأنظمه من أحزاب تابعه للنظام والنظام هو الدوله فتم إفقار تلك الأحزاب وإختراقها وتمزيق النسيج الإجتماعى وتوطين الطائفيه والعشيره والقبيله وأصبح من المستحيل الحصول على أغلبيه لأى نظام حكم فى المنطقه العربيه ويخشى الغرب دعم الأحزاب السياسيه والأحزاب أشد خشية لدعم الغرب مما يجعلها توصم بالعماله والإرتزاق ويذهب بشعبيتها !! وللحقيقه لا يوجد من يدفع بدون مقابل ولكن لايمكن أن يكون كل مقابل ثمنا أو رهنا للوطنيه والمواطنه فمنظمات المجتمع المدنى الغربيه تبلغ الآلاف وتقدم خدماتها فى كل المجالات الصحيه والتعليميه ورعاية الأمومة والطفوله والكوارث وممالايمكن حصره ,فهل إذا تم دعم النشاط السياسى أو العمل الحزبى سيكون هنالك شيكا على بياض يكون على الحزب التوقيع عليه وسداده بأجل معلوم ؟ إستفاد النظام السورى من هذا الواقع وتلك التجارب التى تمت بتونس ومصر والساحه السوريه هى صوره تم نسخها نسخا كاملا من واقع حال كل شعوب منطقة الشرق الأوسط لاوجود لأحزاب سياسيه تلتف حولها الجماهير فقط جماعات من الشباب وأحزاب قديمه بمعنى الكلمه لم تتجدد ولم تجدد طرحها بعامل القهر والكبت وجماعات من النشطاء أو المعارضين الذين هم فى حقيقة الأمر ليسوا بساسه بالمعنى المفهوم ولكنهم أكاديميون أو أدباء أو ناشطون يرفضون مايجرى فى أوطانهم وعندما ضيق عليهم النظام هاجروا بمحض إرادتهم أو هربوا ولم يكن لهم تنظيم سياسى أو تجمع مدنى يجمع بينهم ويوحد رؤاهم ليخططوا بطرق علميه لكيفية إسقاط النظام ويضعون إجابة للسؤال المحورى وهو كيف يديرون الفتره الإنتقاليه لمابعد سقوط النظام ؟؟وحتى التواصل مع دول الجوار فى نظر بعضهم نوعا من العماله !!ويدرك الكل أن أى نظام فى أى دوله من دول العالم يبحث عن السند الدولى من جيرانه قبل شعبه وخاصة تلك الأنظمه القمعيه !من هنا كان فشل المعارضه السوريه وعدم إجماعها على قيادة فقط لتقوم بإدارة المرحله الإنتقاليه !! وكان من الممكن لتسهيل عملية إسقاط النظام الإلتفاف حول قيادة عسكريه من الضباط الذين إنشقوا عن جيش الأسد لاتكون له تبعيه أو ميول لأى جماعه أو تنظيم حزبى ويتم التوافق بل والتواثق على ذلك ,ولكن يبدو أن إغتيال العقيد عبد الفتاح يونس فى ليبيا كان لإبعاد هاجس العسكر نهائيا والرجل كان الأكثر بريقا ويمكن أن يحدث إلتفاف حوله ولكن أصابع الإتهام التى أشارت لرئيس المجلس الإنتقالى المحسوب على الأخوان هى التى جعلتهم يتوارون فى ليبيا وتحدث الفوضى حتى اليوم وأصبحت ليبيا دوله فى حالة فراغ (فاشله) مرحليا وهذا هاجس آخر يضاف لتأخير رحيل الأسد ويجعل الروس يتمسكون بموقفهم تدعمهم بعض الدول التى كانت متردده إستنادا على مايجرى فى ليبيا محذرين من تكرار التجربه فى سوريا والكل يعلم يقينا بأن بقاء الأسد كرئيس كسائر الرؤساء فى العالم أصبح أمرا مستحيلا , روسيا والصين وإيران وحزب الله يدركون ذلك ولكن هنالك ترتيبات تجرى على قدم وساق كما يقال منها البديل وشكل هذا البديل ومدى أثره وتأثيره فى منطقه حساسه تمور مورا بالصراعات الداخليه والإقليميه ووجود مصالح للدول الغربيه والشرقيه على حد سواء ومايسفر عنه رحيل الأسد من إفساح مساحه لفكر أو كيان أو تنظيم أو جماعه أو طائفه ومدى التأثير الذى يحدثه هذا التحول!!الشرق الأوسط الجديد بانت معالمه بما تمت تسميته بالربيع العربى ولكن إعادة ترتيب الأوراق لإستمرار اللعبه تبدوا صعبه ومعقده فالوضع أشبه بطاولة قمار قام أحدهم بسحب ورقه من أوراق اللعب أو مجموعة أوراق اللعب وإسرائيل هى كرت (الجوكر) لأن كل الأنظمه التى تعاقبت منذ حرب 48 كانت تستخدم الوجود الصهيونى عنصر جذب للجماهير كى تلتف حولها والعماله للغرب وإسرائيل كانت سببا فى غياب الممارسه الديمقراطيه فى المنطقه فأورثت الشعوب جهلا وزهدا بل وخوفا من معترك السياسه وكانت الحصيله فراغا كبيرا !!وإسرائيل هذه كانت عندما ولدت قام على رعايتها بن غوريون وليفى إشكول ورابين وإباإيبان ودايان وبارليف وقولدا مائير هؤلاء وقفوا فى وجه كل الأنظمه العربيه لو حسبتهم لوجدت كل شخص يقف مقابل دوله كامله من تلك الدول التى قامت بمحاربة إسرائيل وفى نهاية المطاف كسبت إسرائيل الحرب فى كل الجولات وتغيير تلك الأنظمه يخلق فراغا هائلا يصب فى مصلحة إسرائيل !!ولو آمن الأخوان بالديمقراطيه حقا وصدقا وتركوا أمر (التمكين )أو(أخونة) الدوله بالتغول على الدساتير ومنظمات المجتمع المدنى وأجهزة الدوله وإرتضوا بالتداول السلمى للسلطه بدساتير وضعيه وتركوا العمليه السياسيه تسير سيرا طبيعيا قد يكون ذلك فى مصلحتهم مستقبلا أكثر من اليوم ولكنهم بتعطشهم للسلطه ومانالهم من قهر فى ظل أنظمة الإستبداد جعلهم يفكرون فى القصاص لإنفسهم ضاربين عرض الحائط بكل شئ وكأنهم يقولون دفعنا الثمن ويجب أن ننال نظير مادفعنا !!!سيذهب بشار آجلا أم عاجلا وعزوف الغرب عن دعم الثوار ظاهريا قد لايكون كذلك فى السر وأقوال الروس المعلنه قد تختلف عمايقولونه لبشار ومبعوثيه ولكن تبقى الحقيقه الغائبه عن بشار وشعبه ورؤساء وشعوب المنطقه أن الخارطه السياسيه تجرى عليها تغييرات كبيره فمنذ معاهدة (سايكس بيكو) لم تجر تعديلات فى المنطقه وهنالك تعديلات مقترحه فى الملاحق السريه لتلك المعاهده قد تعاد صياغتها أو يسمح بنشرها على الملأ وعلى الجميع المتابعه ولكن تبقى الحقيقه للمره المليون على الأنظمه أن تؤمن بأن التغيير سنة الله على الأرض وعلى الشعوب والذين يدعون الوصايه أو المقاومه للأنظمه أن يرضوا بالقليل ويسعوا لنيل الكثير فإسرائيل عندما إرتضت بالتقسيم رفضه العرب ولم يعترفوا بتلك الحدود ولكنهم اليوم لو تراجعت إسرائيل لحدود 67 فسيقولون إنتصرنا ولو تراجعت لحدود 48 فسيقولون قمنا برمى إسرائيل فى البحر !!ليبحث الغرب عن البديل ولكن على البديل أيا كان أن يدرك قواعد اللعبه وهى خدمة شعبه على المديين القريب والبعيد وأن يضحى بشئ اليوم مقابل أشياء غدا وعلى الشعوب أ ن تقبل بالقليل اليوم فقد قبلت بالمر المرير دهورا لماذا لاتصبر وتتوحد لتوحيد القياده ؟؟؟؟
إسماعيل البشارى زين العابدين حسين
|
|
|
|
|
|