|
الاعلام المسموم ضد النوبة
|
بسم الله الرحمن الرحيم0 الاعلام المسموم ضد النوبة عبدالغني بريش/الولايات المتحدة الامريكية جاء توقيع برتوكولات السلام السودانية في نيفاشا الكينية في الاشهر المنصرم ليعلمنا جميعا دورسا جوهريا واساسيا،ولكن كثيرين يريدون تغطية الشمس بالغبار حيث انبرى عدد من اصحاب الاقلام المسمومة للتقليل من اهمية الحدث(خاصة البرتوكول الخاص بالجبال والنيل الازرق)وللقفز على عظمة شعبنا النوبي العظيم وقدراته الخلاقة رغم محدودية جاهزيته وامكاناته لم يتعظ اصحاب هذه الاقلام ومن لف لفهم من المترهلين والمهرولين والمطبلين بل ظلوا سادرين في غيهم يوزعون سمومهم مرة من خلال الكتابات واخرى من خلال اطلالاتهم غير الباهية عبر الشاشات التلفزيونية او ما يسمونه با(الفضائية السودانية)ولعل من الانصاف ان نقول ان هؤلاء وامثالهم لم يفلحوا في التاثير على شئ وسيظل السلاح الذي نطق بطهره وقدسيته اشد صلابة وجسارة من اقلامهم العرجاء،سوف يعرفون انهم لم يعرفوا بعد، ان مالهم سيكون الخزي والاندحار والخسران والتلاشي وسيعرفون ان كان لديهم المقدرة او بعض البصيرة للاكتشاف انهم سيذوبون ويتلاشون تماما ويكون البقاء للشعوب0 ان الاعلام السوداني درج على التبجح بانه يسعى الى تثبيت الوحدة الوطنية خاصة بعد برتوكولات نيفاشا الاخيرة ولذلك طاف تلفزيونه الاقاليم الجنوبية المختلفة للوقوف على العادات والتقاليد وتراثياتها وكانت هذه الزيارات الاولى من نوعها للتلفزيون السوداني رغم ان تاسيسه يعود الى الستينيات من القرن الماضي،قام التلفزيون باجراء لقاءات مع قادة الجنوب من الحركة وغير الحركة وقادة محليين وسلاطين وكجرة ليتلوا عليهم بان هدفه هو الوحدة لان السلام جاء(والسلام بتع سودان كله جنوب شمال)والمتتبع للاحداث السودانية يعرف تماما ان شعار الوحدة لايدخل السوق الآ في الحالات الحرجة والضاغطة،انتقل التلفزيون السوداني من الجنوب بكل طاقمه بما فيهم كبيرهم ورئيسهم السيد(أحمد الطيب البلال)الى دارفور ليفاجئنا في احدى لقاءاته بان السودان كله مهمش--ياللعار ويا للتضليل والتدجيل، اذن ماذا تفعل انظمتنا وحكوماتنا اذا كان السودان كله مهمش هل تنتظر ان ترفع كل مناطق السودان سلاحها حتى تقوم بتنميتها 0 ان انتقال التلفزيون الى دارفور كان لاعطاء صورة غير حقيقية للمواطن السوداني وتصوير المشكلة انها فتنة اول باول، واقناع العرب بان اسرائيل وراء الحملة الدولية ضد السودان وان اسرائيل نفسه موجود في دارفور، وان العقيد قرنق ايضا متورط في مشكلة دارفور،وانهم سيحولون القوات الاجنبية الى ا شلاء مبعثرة اذا تدخلوا عسكريا في دارفور، لكن كل هذه كانت محاولات يائسة لم تكتب لها النجاح وبقيت مشكلة دارفور المشكلة الانسانية الاولى في العالم،طاف التلفزيون اثناء وجوده في دارفور على المدن والقرى الدارفورية لاول مرة في تاريخ المنطقة معلنا بان ما يحدث هناك لايعدو ان يكون صراعا قبليا بين قبائل المنطقة حول المراعي والمياه واصفا الاعلام الغربي بانه معادي للاسلام ناسين هذا الكم من المنظمات الغربية التي قدمت الاغاثة لاهالي دارفور،قد شاهدنا ايضا لاول مرة عروض لرقصات شعبية دارفورية وصور لبعض العادات والتقاليد والتراث لهذه المنطقة حتى تساءل بعضهم ما اذا كانت هذه العادات سودانية فعلا(نتيجة الاهمال المتعمد)اليس هذا هوالاعلام المسموم؟ الغريب في الامر كله ان هذا الاعلام لم يذهب الى اقليم جبال النوبة ولم يلتقي اي من قادة المنطقة من الحركة او قادة محليين او مكوك او كجرة ،بل انه يخجل تسمية هذه المنطقة بجبال النوبة مشيرا اليها بخشم مليان ولاية جنوب كردفان في كل محافله الرسمية والشعبية،ان مثل هذا المسلك خطير وعظيم، الغرض منه الاستفزاز والاستخفاف بشعبنا النوبي الباسل الذي رجح كفة الحركة في اطول حرب اهلية شهدتها القارة الافريقية القرن الماضي جاهلين ان قرار الوحدة او الانفصال هو بيد النوبة،كان حريا بهذا الاعلام ان تزور جبال النوبة لان النوبة كانوا اكثر الناس ترحيبا وسعادة بالبرتوكولات الست ،ولعل هذا الاعلام يعلم تماما بان تجاوزه للنوبة ينطوي على مخاطر حقيقية سيهدد الوحدة التي يتغنى بها هؤلاء البشر0 ان مايطرحه هؤلاء وامثالهم من افكار ملوثة ومشوهة ومبتورة ضد النوبة لن تساوي اصفارا وعليهم وقبل فوات الآوان ان يقلعوا عن حمل سلاحهم بالعرض وان يدركوا ان رصاصة انسان نوبي على عدوه اكثر قوة وحدة وفعالية من كل افكارهم المشوشة والمشوهة،انهم خبثاء من اصحاب الضمائر الغائبة او الخزية ان وجدت،اننا هنا ندق ناقوس الخطر ونرفع بطاقة حمراء لكي يقلع هؤلاء عن هذه الافكار المشينة وعليهم ان يتلمسوا سبيل العودة الي المسار العادل الذي يحكم مشاعروافكار الشعوب السودانية0 ان الاعلام يعتبر السلطة الرابعة في المجتمعات الغربية او الديمقراطية ويلعب دور الرقابة او الاقصاء احيانا فمثلا في القرن الماضي الاعلام وحده الذي اجبر الرئيس الامريكي (نيكسون)على الاستقالة في فضيحة(وترغيت) وفضيحة (ايران كونترا) التي ادت الى فقدان ثقة الامريكان في رئيسهم (جيمي كارتر) وفضيحة (مونيكا ليونيسكي) التي كادت ان تؤدي الي تنحية الرئيس الامريكي (بيل كلينتون) ومؤخرا شهدنا كيف لعب الاعلام في خسارة الحكومة الاسبانية اليمينية التي ايدت الحرب على العراق،وايضا انه الاعلام الغربي الذي كشف فضائح (سجن ابوغريب العراقي)وليس الاعلام الشريك في الجرائم ضد الشعوب0 ان اعلامنا السوداني في حد ذاته( فضيحة )يحتاج الي اعلام نزيه لاقصاءه لانه جزء من الانظمة والحكومات التي لاتهتم حتى لو لقى كل السودانين حتفهم وهذا ما يحدث الان في دارفور،هؤلاء البشر وحدهم الذين قدموا شيخهم العجوز السيد الترابي كاله للسودانين ومنقذ لهم وهم وحدهم الذين ادخلوه السجن وهددوه بقطع راسه هذا هو اعلامنا بعد اكثر من اربعين عام من الاستقلال ،ومع ان اعلامنا (really nasty and disaster) الآ ان تجاهله وتجاوزه منطقتي جبال النوبة والنيل الازرق امر له عواقبه الوخيمة 0
|
|
|
|
|
|