|
|
 التهميش والتمرد وإتعكاساته السالبة على السمعة السودانية الرائعة التى كنا نب
|
التهميش والتمرد وإتعكاساته السالبة على السمعة السودانية الرائعة التى كنا نباهى بها الأمم
ابتدر صديقى الخليجى الذى زاملته فى العمل لسنوات عديدة وهو فى حالة إرتباك ملحوظ تجاه فهم تعقيدات ومضاعافات الأحداث المأساوية الجارية فى دارفور حديثة معى قائلا : - اكاد لا أصدق بان مشاهد الذبح والدمار التى يقال بانها من دارفور السودانية مصدرها أشخاص سودانيين مثل الذين يعملون بين ظهرانينا فى دول الخليج العربية فالجميع هنا يتحدث باعجاب وتقدير كبيرين عن سماحة أخلاقكم ونبلكم وكرمكم وتسامحكم وصدقكم وترابطكم الإجتماعى الفريد حتى إحصائيات الشرطة التى ترصد كافة مستويات الجريمة والمخالفات التى يقترفها بعضا من العمالة الأجنبية العاملة فى الخليج تقول فى مضابطها بان سجل السودانيين العاملين فى الخليج جريميا هو الأنظف بين سائر الشعوب التى تعمل هنا، وإزاء هذه الحقائق التى لا بد لاى متابع للشأن السودانى من إستصحابها اليس من حقى ان أتشكك بان يكون هذا السودانى المؤتمن فيه والذى يوكل له معظم الأعمال الحساسة التى تتطلب الأمانه والأخلاق العالية هو الذى يقوم بجميع الأعمال الوحشية التى نشاهدها على شاشات التلفزة فى هذه الأيام وإذا كنت تصر بان تلك الوقائع القبيحة مصدرها السودان الحبيب وليس ليبيريا أو رواندا أو اى دولة أخرى فى إفريقيا السوداء والتى تعودنا ان لا تأتينا منها إلا أخبار العنف والقتل والإغتصاب فكيف تريدنى ان أقنع نفسى ومعارفى وأصدقائى بان هذا الــــــــــــزول السودانى الطيب والذى يمتاز بهذا الكم الهائل من الشهامة والأمانه هو الذى يقف وراء هذا الدمار والنهب المسلح الذى يطال كافة المصارف والبنوك ومراكز الإغاثة العاملة فى منطقة دارفور وأخرها فرع بنك الخرطوم فى منطقة غبيش بولاية غرب كردفان .. قل لى بربك هل هذا السودانى المسكون بالترابط الإجتماعى والأسرى يعانى من إذدواج فى الشخصية أو كما يقول أخوتنا الأطباء إنفصام الشخصية(schizophrenia) وهل لديكم قناع وردى تلبسونة حينما تعملون خارج بلدكم وأخر وحشى تلبسونة فى الداخل وارجوك يا زميلى وباسم الصداقة التى تربطنى بك ان لا تضيق ذرعا من عباراتى هذه أو تحسبها تجريحا أوإنتقاصا للصورة السودانية الزاهية التى رسمتموها كأروع ما تكون الصورة خلال مسيرة صادقة إمتدت لأكثر من ثلاث عقود .. حاول يا صديقى ان تأخذ عباراتى هذه فى إطار حرصنا الأخوى على سمعة السودانيين فضلا علىالحيرة التى شلت السنتنا واصابت ثقتنا فى شخصيتكم النمطية المحبة للخير فى مقتل فنحن تعودنا أن لا نرى فى السودانى إلا الخلق الإنسانى القويم ولا نرضى بغير ذلك بديلا وإذا كنتم ايها السودانين بهذه الصفات الأخلاقية الرائعة فلماذا كل هذه الأخبار السيئة التى تتدفق من دارفور وإذا كان أخلاق السودانيين كل لا يتجزأ حسب عشرتنا الطويلة لهم فى بلداننا فهل يا ترى تتغيير صورة بعضهم عند عودتهم إلى الداخل وحيث إننا تقريبا عايشنا السودانيين بكافة الوانهم وسحناتهم ومناطقهم ولم نلمس فيهم جميعا ما يدعونا إلى الشك بوجود تباين فى مكونهم الأخلاقى فهل يا ترى أجد عندك بعضا من الإجابات التى قد تشفى غليلى وتقودنا بالتالى لتأسيس فهم صحيح للشخصية السودانية التى أحببناها كثيرا.. بعد تسجيلى لكامل وقائع المحاضرة التى القاها زميلى الخليجى فى محاولة فهم التركيبة الكيمائية للشخصية السودانية والتناقضات المحيطة بها والتى تنقلها الفضائيات من أرض دارفور الحبيبة قلت له مهلا صديقى سأحاول إحالة هذا الأمر برمته لأصحاب الشأن فى الحركات الدارفورية المتمردة لعل وعسى تجد عندهم الإجابة الشافية التى قد تزيل عنك هذه الضبابية لان اى محاولة تنظير مطول من جانبى عن تأثيرات الحضارات القديمة فى السلوك الإجتماعى للشعوب قد تفضى إلى مزيد من التعقيد والإرباك لمحاولاتك المحمومة لفهم أبعاد الشخصية السودانية المعاصرة وربنا يعينك من وقع المصطلحات التى سيستخدمها المتمردين فى إطار إجابتهم لاستفساراتك المشروعة والتى يستخدمونها كمبررات لسفك الدماء والبلطجة وتشوية أخلاقياتنا السمحة المنطبعة فى أذهانكم .
فيصل طــــه / الريـــــاض
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست