|
المحظور..في دار فور..!!
|
المحظور..في دار فور..!!
بقلم : توفيق الحاج-فلسطين
الصورة في دار فور ليست كما يهول لها الغرب وعلى رأسه العراب المهيمن أمريكا وليست في نفس الوقت كما يهونها البعض في السودان ، فللطرفين مصلحة مؤكدة سواء في التهويل أم التهوين .
.. .. ..
الغرب الذي لم يتخل قط عن نزعته الاستعمارية و إنما بدل ثوبها الكريه القديم بأثواب من نفس القماش ولكنها فضفاضة أكثر وبألوان زاهية براقة مخدرة..!! تكمن مصلحته في إشعال الفتن السياسية والعرقية في الشعب الواحد والمرور من خلال عدم الاستقرار إلى مصادر الثروة للسيطرة عليها تماما كما فعل ويفعل في معظم دول العالم الثالث ، بينما تكمن مصلحة النهج الاستاتيكي في التغطية على أخطائه الموروثة والآنية في تهميش دور القبائل والانتصار لبعضها على البعض الآخر لتحقيق أهداف قصيرة النظر وضيقة الأفق..!! فمن حق كل القبائل دون استثناء الاستفادة من عائد المشاريع الاقتصادية خاصة وأنها تربض على مخزون هائل للثروة ،وكذلك الاحترام الكافي لتقاليدها وأعرافها ، لذا كان واجبا التنبه المبكر و الفطن للتربص في الداخل و على الحدود من أعداء وحدة السودان و إعداد خطط سريعة وحكيمة لمعالجة المضاعفات الطارئة حتى لا تخرج أزمة دار فور عن حدود السيطرة.
.. .. ..
إن مأساة درا فور تكمن فيما فعلته ميليشيا "الجنجاويد " بدعم من هذه الجهة اوتلك من تهجير قسري للآلاف وتحولهم إلى لاجئين تهدد أطفالهم المجاعة وتحصد آمالهم في حياة مستقرة آمنة..، وكذلك فيما تفعله الأيدي الغريبة العابثة التي لا تحب للسوادن الخير والتقدم .
.. .. ..
أنا كلاجئ أتفهم جدا وأخجل من معاناة لا جئي دار فور بغض النظر عن صور الفضائيات الموظفة بخبث مع ملاحظة التباطؤ العالمي المتعمد في توفير مواد الإغاثة بهذه الحجة أو تلك ،لكي تستفحل الأمور وتصبح مبررا كاف لتدخل الأفاعي وفرض العقوبات ومن تم الحصار تماما كما حدث في السيناريو العراقي بالأمس القريب..!!
.. .. ..
إنني أعتقد أن ما روجته أطراف غربية ورددته بغباء أطراف عربية عن اغتصاب جماعي وتطهير عرقي هو محض افتراء لم يقم على دليل حتى اللحظة و إنما هو محاولة سمجة ووقحة للضغط على الحكومة السودانية
.. .. ..
لو كانت دار فور في محيط إسرائيل لما تنبه إليها أحد من حماة حقوق الإنسان في أمريكا ومن لف لفها ولا أدل على ذلك ما جرى ويجري في مخيمات جنين و رفح وبيت حانون ..، وقرارات مجلس الأمن التي أجهضت أو نخر فيها صدأ اللامبالاة والصلف الإسرائيلي..!! شاهدة على أن العدل والإنصاف في العالم الغربي يرى بعين واحدة ولا يسير إلا باتجاه إسرائيل وان يلومها أحيانا بأرق العبارات عندما يفوق حجم مذبحتها الجديدة حجم المذابح السابقة..، حفاظا على قشرة التمدين التي تخفي خلفها الوجه القبيح..!!
.. .. ..
مع ذلك ينبغي ألا نجعل هذه الحقيقة مشجبا تعلق عليه أخطاءنا ونتبرأ من اجتهادات قصيرة النظر تعطي الفرصة للمتربصين لبذر الفتن وزرع الشقاق بين أفراد اللحمة الواحدة ، ويكفي أن أقول أن مشكلة دار فور يقارب عمرها على 50 سنة وعقد لأجلها أكثر من عشرين مؤتمرا للمصالحة كي يتصور القارئ عدد اللاعبين في الملعب السوداني الحزين ..، وان ما أخشاه ويخشاه معي كل عربي أم تلد أزمة دار فور "إسرائيل جديدة " بولادة قيصرية على أيدي أطباء أ أمريكيين مهرة في قسم الطوارئ بمستشفى إدارة الأزمات في البنتاجون ..!!
|
|
|
|
|
|