قراءة مختلفة لواقع متخلف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 10:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-25-2004, 11:31 AM

أنور محمد سليمان


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة مختلفة لواقع متخلف



    علي هامش الهامش :

    قراءة مختلفة لواقع متخلف

    انور محمد سليمان

    ازداد في السنوات الاخيرة استعمال مفردتي مركز وهامش لدرجة انها اصبحت من اهم مفردات لغة السياسة السودانية واستحال ان يخلو حديث او جدل سياسي من احداهماعلي الاقل واصبح التهميش و الهامش احد القضايا المركزيةالمهمة في السياسة ؛فباسم الهامش والمهمشين دارت احداث كثيرة أهمها و اخطرها اذمة دارفور (الدولية) التي تجاوزت مرحلة الاذمة السياسية لتصبح حرباً اهلية و كارثة انسانية هذا عدا عن أحداث الشرق وتخوم الجنوب وأقاصى الشمال 000 هذا الواقع وهذة الادعاءات تفرض علينا طرح السؤال التالى : هل يمكن فعلاً تعليق كل الاشكالات والظواهر السالبة واخفاقات السياسية السودانية على مشجب التهميش لما الاجابة على هذا السؤال من أهمية فى معرفة تأثير المعالجات التى قد توضع على مجمل أزمات الوطن 0

    وللاجابة على هذا السؤال فانه وفى المقام الاول يصح القول بان التهميش هو مصطلح جديد على الفكر السياسى الحديث نفسه فليس بين الدول التى يصدق عليها وصف حديثه دولة سبق وأتهمت بانها مارست التهميش ،من ثم فأن مفردة تهميش بحاجة لتعريف منضبط ،اذ ان علوم الاقتصاد والاجتماع تعرف مفهوم التخلف وهو مفهوم يختلف تماماً فى دلالاته عن مفهوم التهميش الذى نتحدث عنه وعلى ضوء ذلك ان أردنا تعريف التهميش فيمكن ان نقول بانه عدم اهتمام الدولة بفئات من تركيبتها السكانية سواء كان عدم الاهتمام هذا سياسياً بعدم اشراكها فى الحكم والادارة أواقتصادياً بعدم تنفيذ أى مشاريع تنموية لهؤلاء السكان ، وكما يكون عدم الاهتمام هذا قائم على أسباب عرقية فانه أيضاً قد يكون على أسباب جهوية (مناطقية )0

    وعدم اهتمام الدولة بسكان أوبمناطق –حتى نفرق بين التخلف والتهميش – تعنى أن هؤلا السكان أو تلك المناطق تتوافر لها كل اسباب وعوامل ومقومات التنمية الاقتصاديه والتطور السياسي ورغم ذلك تختلق الدولة مبررات تعوق التنمية والتطور أوعلى الاقل تغفل وتتجاهل رعاية التنمية فيها0

    كما يصح القول أيضاًبان توصيف الصراع الجوهرية ومن ثم يعرقل جهود تحقيق تسوية جذرية ، وهو توصيف سطحى يفتقد للدقة وللتفكير السليم، فما يحدث ليس صراع مركز وهامش وانما هناك فئة تستقرفى المركز (ليس المركزكله ) هى التى تستفيد من التوجه السياسي للدولة وسياسات التنمية المتبعة وتحقق مكاسب سياسية ومالية بصورة مضطردة وتعمل علي حماية هذه المكاسب بشتى الوسائل (( بالدين والعرق والجهة وخلافه ) هذة الفئة ( المركزية ) تتكون من افراد ياتون بالأساس من كل الاطراف ولو عدنا جيل أوجيلين الي الوراء لوجدنا المركزالذي يتحدثون عنه أرض جرداء وخاوية ثم إن مصطلح تهميش ظهر الى السطح في خصم صراع الحركة الشعبية ضد هذا النظام وبدأ الحديث عن الجنوب والمناطق المهمشة ذلك لان قضية الجنوب لم تعد بحاجة للمزيد من الأسانيد وانما فى اعتقادى – شعرت الحركة الشعبية بان تصوير الصراع على أنه بين الجنوب والشمال ليس فى مصلحتها السياسية ومن ثم ارادت ان تحشر النظام فى ((المركز )) بأن تلوح بقضايا كل المهمشين ...

    وقد ترى الحركة ان ماقامت به هو خطوة سياسية مشروعة فى مواجهة نظام يمثل فئه محدودة تستفيد من إستمرار الوضع السائد وتعمل على تأليب جماهير الشعب ضد الحركة بأساليب مختلفة ومبررات دينيه وعرقية ودهوية وسياسية لكن يظل من الضرورى وضع الصراع فى أطره الحقيقية لأن الانتصار على النظام لايعنى الانتصار علي الواقع المتخلف الامر الزى لايتحقق مالم تتم توعيه كل الشعب بالاسباب الحقيقية لمعاناته ومن ثم تكون المعالجات قاعدية وجذرية متزامنة فى كل أنحاء البلاد .

    كما أن مفردة تهميش تفترض وجود خطط تنمية منتظمة ومدروسة يجري تنفيزها قبل أن تفترض أن هناك تعمد إستثناء واقصاء مناطق محددة أومجموعات سكانية من هذة الخطط وتعمد إفقار تلك المناطق والمجوعات السكانية . بينما فى الواقع ان اشكال السودان الحقيقى هو غياب خطط التنمية المدروسة و المؤسسة على معطيات الارض و احتياجات الانسان و التى ترتكز على العلم فقط ان مشكلة السودان هى التنمية فى ذاتها و ليس توزيعها على مختلف المناطق0

    إن الاسباب الزائفة للصراع و المبررات الخادعة هي التى قادت البلاد للوضع المتردي الذى تقبع فيه حالياً ففى السابق كان يتم إلقاء اللوم علي الاحزاب وسلطتها فتأتى حكومات العسكر لتمارس ذات الفشل ثم يتم تحميل الدكتاتورية والتسلط مسئولية التدهور لتأتي الاحزاب وتبدأ دورة فشل جديد، واكبر دليل علي حالة الزيف والخداع التى تذخر بها حياتنا السياسية هو ماتقوم به الفئة المتسلطة حالياً اذ بدأت تتخلى عن الشعارات وتسقط الثوابت واحدًا تلو الاخر وثبت بذلك أن التمسك بالسلطة لحماية المصالح التى تعبر عن تلك الفئة هى البرنامج الحقيقى ، وان ماعدأه أسباب لحماية المصالح التى تعبر عن تلك الفئة هى البرنامج الحقيقى ، وان ماعداه أسباب زائفة لمجرد الاستهلاك السياسي والاعلامي . &n bsp; إن غياب الخطط التنموية الذي أفرز التدهور الأقتصادى المتسارع وتفشى الفقر وسط قطاعات واسعة من السكان يدل على أن التوصيف الحقيقى للحالة المسماة تهميش هو التخلف وأن مايعانى منه السودان شماله وجنوب شرقه وغربه هو درجات متفاوته من التخلف0

    إن حالات نمو والتطور التى شهدتها بعض المناطق وعلى رأسها المركزهى أشبه ما تكون بحالات نمو اعشاب الخريف بمعنى انه نمو لا يد للدولة فيه لكونه نمو فطري وبأسباب تشابه نمو العشب ( الامطار / خصوبة التربة 00000 الخ) فلاسباب تاريخية واجتماعية هناك مناطق اكثر استعداداً لتقبل التنمية ومشاريعها وبالمقابل هناك مناطق عصبية على التنمية ولديها درجة إستجابة منخفضة في مواجهة كل ماهو حديث وهنا تبقى الاشارة الى أن علي علماء الاجتماع والتخطيط التنموي والساسة دراسة أسباب ذلك التخلف والعمل على معالجته وفق أسلوب علمي يعتمد على التجربة (الصواب / الخطأ ) فقط وعدم تكرار الأخطأ القديمة باللجؤ الى الحلول الميتافيزيقية والسحرية .

    إن تعليق فشلنا كله على شماعة التهميش هو أمر بائن الخطل ومقدمة منطقية لقشل جديد عند ذوال هذا التهميش المزعوم لان التخلف المتجزر والمستوطن سيبقى قائماً مالم يتم الالتفات اليه والعمل علي إستئصاله . إن حالة التخلف التى يرزح تحتها السودان لاتلام عليها الانقاذ وحدها كما لايمكن ان يوجه اللوم الي جهة سياسية تتحمل مسئولية هذا الواقع وانما يلام عليها مجمل الذهن السياسي السوداني علي وجه الخصوص ومن هنا فقط تكون البداية صحيحة .
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de