العرب و الاسلاميون و محنة دارفور

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 01:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-04-2004, 02:56 PM

هلال زاهرالساداتي–القاهرة


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العرب و الاسلاميون و محنة دارفور

    العرب و الاسلاميون و محنة دارفور

    هلال زاهر الساداتي - القاهرة


    حركت مأساة دارفور الدامية مشاعر الناس في كل مكان في العالم الذين تربط بينهم وشيجة إنسانية ووصلت إلى أعلى هيئة دولية تفصل في خصومات الدول و مشاكلها وهى لا تبنى قراراتها على الظن أو الشك ولكن بما يثبت لديها من أدلة و إثباتات , و اصدر مجلس الأمن قرارا بما يشبه الإجماع عدا أثنين من الدول امتنعت عن التصويت وهما الباكستان و الصين و يأمر القرار حكومة السودان لوضع حد للفظائع التي يرتكبها الجنجويد وان تنزع سلاحهم وان تيسر وصول الإغاثة إلى المنكوبين من سكان دارفور , و أمهلت حكومة الجبهة شهرا لإنجاز ذلك الأمر وان لم يتم ذلك فستفرض عقوبات عليها

    لقد ظلت حكومة الجبهة تصر أمدا طويلا على النفى و الإنكار و المغالطة على وجود فظائع في دارفور بينما كانت آلتها الجهنمية الجنجويد تعيث أبشع الفساد في الأرض تقتيلا و تعذيبا للرجال و النساء المدنيين الأبرياء , واغتصابا لحرائر النساء , وحرقا للمساكن , و سلبا للممتلكات , و قلعا للزرع , واخراج الناس من ديارهم يهيمون في القفار بلا ماء أو طعام , و حتى الذين نفدوا بأرواحهم لاجئين في الجارة تشاد طاردتهم عصابات الجنجويد الدموية الهمجية للاعتداء عليهم . مما قرأناه من تقارير شهود العيان من منظمات دولية محترمة و صحفيين و موظفي إغاثة و أعضاء جمعيات إنسانية و خيرية و موفدين من هيئة الأمم المتحدة ختمها كوفي عنان السكرتير العام للأمم المتحدة و كولن باول وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية , وكل هؤلاء أفادوا و قرروا أن ما يحدث في دارفور اكبر كارثة انسانية في العالم اليوم . ونحن الذين لم نذهب إلى دارفور شاهدنا على شاشة التلفزيون ما نقلته لنا قنوات الفضاء العربية وغير العربية من دارفور من صور الدمار و العذاب الذي صب على أهل دارفور من الاثنيات الإفريقية غير العربية , وبدت الصورة واضحة جلية لكل ذي عينين , ولا يراها أو يتجاهلها إلا من كان كفيفا أو أعمى بصيرة أو مغرضا , و برغم ذلك كله ظل وزراء الجبهة يكذبون و ينكرون و يضللون وكان اعلاهم صوتا وزير الخارجية الذي كان أكثرهم إنكارا ثم يرضخ في اليوم الثاني و يثبت ما أنكره بالأمس مما يستحق معه وصفه بصوت الكذب أو وزير النفى و الإثبات ! و كلهم على هذه الشاكلة فان نظام الجبهة القومية الإسلامية أسس من أول يوم على الكذب و بينهم و بين الصدق خصام دائم , وهم لا يعملون بما جاء في كتاب الله في قوله (( ولا تلبسوا الحق بالباطل و تكتموا الحق و انتم تعلمون )) ( البقرة/42 ) وقدر يآن ايقلاند مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن الحصيلة الإجمالية للقتلى في دارفور يمكن أن تكون بلغت خمسين ألف شخص حتى الآن منذ 17 شهرا ..

    ونذكر ناس الجبهة إن كانوا مسلمين و مؤمنين حقا بقول الله تعالى : (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه واعد الله له عذابا عظيما )) , أخاطب متعلمي الجبهة بهذا التذكير لأن الجنجويد في جهلهم و حيوانيتهم مثل أنعامهم سواء فهم تتار القرن الواحد وعشرين , وان كانت هذه المذبحة لآلاف الأنعام دون داع لحركت الشفقة في قلوب وان قدت من حجر فما بالك إذا كانت تلك الآلاف من الضحايا من البشر ؟!

    قرأت آخر تقرير صدر من منظمة العفو الدولية Amnesty International بتاريخ 19 يوليو 2004 باللغة الإنجليزية على موقعهم في الإنترنت و التقرير طويل و بالتفصيل مبنيا على شهادات أدلى بها اللاجئون و اللاجئات في تشاد لأعضاء و عضوات منظمة العفو الدولية , وقد رفعوا هذا التقرير لمنظمة الأمم المتحدة وحكومات الدول و منظمة الاتحاد الأفريقي و عديد من المنظمات الأخرى وقد ركز التقرير على اغتصاب النساء و الإساءة إليهن وآذيتهن من قبل الجنجنويد وقوات الحكومة من القوات المسلحة و الدفاع الشعبي وطلبت المنظمة من هيئة الأمم المتحدة إيفاد لجان تحقيق للنظر في هذه المعلومات ومن بعد تقديم المتهمين للعدالة لينالوا جزاءهم ولتعويض الضحايا عن ممتلكاتهم ومعاناتهم .

    وذكرت المنظمة أن الاغتصاب أستعمل من جانب الجنجويد وقوات الحكومة كسلاح من أسلحة الحرب غايته تحقير وأهانة والحاق العار بالمستهدفين فالنساء ينبذهن أزواجهن و ينظرون إليهن كعار لاهلهن , والرجال ينكسرون لانهم يعيرونهم بأنهم ليسوا رجالا يدافعون عن نسائهم , وتتغنى الحكامات من الجنجويد بذلك .. ومن تعقيدات الاغتصاب هو حمل بعض النساء ووضعهن أطفالا غير مرغوب فيهم بحسبانهم أولاد العدو والعار , وهناك أخطار أخرى جسيمة من انتقال الأمراض الجنسية وأخطرها الإيدز , فعواقب الاغتصاب جسمية ونفسية واجتماعية . والقانون الدولي يجرم الاغتصاب وكذلك قانون العقوبات السوداني ووضع لها عقوبة رادعة ربما تصل إلى الإعدام . و أنقل بعض شهادات الضحايا , ويمكن الاطلاع عليها في تقرير المنظمة في الإنترنت لمن يقرأون الإنجليزية, وقالت المنظمة إنها رمزت بالأحرف الأولى لأسماء الضحايا واحتفظت بالأسماء الكاملة لديها نسبة للحفاظ على سلامة الضحايا من انتقام السلطات أو الجنجويد :

    قالت م وهى امرأة في الخمسين من العمر من بلدة فوربرنقا : (( لقد هوجمت القرية خلال الليل في أكتوبر 2003 , وجاء العرب بالسيارات والخيول . قالوا : (( يجب قتل اى امرأة سوداء حتى الأطفال ))

    وفي مقابلة للاجئ من كنيو مع امنستى انترناشونال أجرتها معه في تشاد في مايو 2004 قال أن مقاتل من الجنجويد قال لهم (( قال لنا عمر البشير يجب أن نقتل جميع النوبة . لا مكان هنا للزنوج مرة أخرى ))

    (( عبيد ! نوبة ! هل عندكم اله ؟ تفطرون رمضان ؟ حتى نحن أصحاب البشرة الفاتحة لا نراعى الصيام ؟ انتم السود القبيحين تدعون ذلك .. نحن ربكم ! ربكم هو عمر البشير ! . (( أنتم السود قد أفسدتم البلد . نحن هنا لنحرقكم , سنقتل أزواجكن وأبناءكن وسنضاجعكن ! وستكونون زوجات لنا )) هذه كلمات مجموعة من الجنجويد كما نقلتها مجموعة من نساء المساليت في معسكر (Goz Amer) لللاجئين في مقابلة مع منظمة العفو الدولية في مايو 2004 . لقد أخرج نظام الجبهة شيطان الجنجويد من القمقم فهل يستطيعون إدخاله في قمقمه مرة أخرى ؟ ومما أطلعت عليه كتابات كثير من الكتاب الصحفيين المصريين و كذلك دعوة مرشد الإخوان المسلمين المصريين لمؤتمر إسلامي لبحث مشكلة دارفور , و من أسف شديد – لم تخرج آراءهم عن نظرية المؤامرة الخارجية علي النظام في السودان من أمريكا و اليهود و الصليبيين و يقصدون بهم المسيحيين , و أنها مقدمات لما حدث في أفغانستان و العراق و انهم يتسابقون للاستحواذ علي بترول السودان , و مشكلة الكتاب الصحفيين المصريين , وهم اقرب إلينا من غيرهم , انهم يجهلون السودان و يصدرون في كتاباتهم عن هذا الجهل حتى انهم يخطئون في كتابة أسمائنا و أسماء القبائل و المدن , ومن ذهب منهم مؤخرا إلى دارفور تبني وجهة نظر الحكومة من أفواه المسؤولين و لم يذهبوا إلى معسكرات المنكوبين في تشاد و لم يشاهدوا القري المحروقة و لم يتكلموا عن المجازر التي راح ضحيتها الآلاف المؤلفة من المدنيين و اغتصاب النساء , و السلب و النهب و انتهاك حقوق الإنسان و الجرائم ضد الإنسانية , الشيء الذي وثقته تقارير لجان هيئة الأمم المتحدة و منظمات الإغاثة و المنظمات الإنسانية الدولية و منظمات حقوق الإنسان بالذهاب و العمل في دارفور ولا يزالون يعملون هناك في دارفور و تشاد . لم نسمع منهم تنديدا أو استنكارا أو شجبا -كعادتهم – لما يحدث من بشاعات و فظائع في حق إخوانهم من المسلمين السودانيين و إن كانوا لا يعلمون فسكان دارفور كلهم مسلمين من عدة قرون و كثير منهم حملة و حفظة قرآن , و العرب , حكامهم و شعوبهم ران عليهم صمت كصمت القبور و نستثني منهم الشيخ الغيور زايد بن سلطان و شعب الإمارات الذي بادر بإرسال الاغاثات و حكومة و شعب مصر الشقيقة فالعرب نجحوا من زمان في القول و رسبوا في الفعل , و لعله دار في خلدهم إن الحرب دائرة بين العرب و الزنوج فانحازوا بحميتهم الجاهلية إلى صف العرب , و لو دري أعراب جنجويد السودان رأي العرب في انتمائهم إليهم لما اشططوا في أوهامهم العرقية !

    و أقول لاخوان مسلمي مصر المنحازين لنسختهم السودانية من إخوان السودان , لا تماروا في الحق و لا تجاملوا رصفاءكم في السودان علي حساب الحقيقة و علي حساب أهل دارفور .. يا سادة ! إن أهلنا في دارفور تراق دماءهم في كل يوم , و إن نساءهم يغتصبون , وان منازلهم تحرق , وان ممتلكاتهم تسلب , وانهم يطردون من أرضهم . إننا سودانيون فحسب فينا المسلمون و فينا المسيحيون وفينا الوثنيون و لا إكراه في الدين أو العقيدة , و عشنا امدا طويلا عروبيون و زنوج في وئام و سلام , و قضية دارفور هي قضية سياسية اجتماعية حلها في إرجاع الحقوق إلى أهلها و تهيئة العيش الكريم و إعطاء إنسان دارفور حقه في الثروة و السلطة , و ليس إنسان دارفور و حسب بل جميع أهل السودان في شرقهم و غربهم و شمالهم و جنوبهم

    و بينما كان المسلمون يتجادلون و يدعون إلى مؤتمر للكلام كانت دول الغرب المسيحية كأمريكا و فرنسا و بريطانيا و منظماتها الإنسانية و الخيرية تسارع بإرسال الاغاثات بالمؤن الغذائية و الأدوية و أطقم العاملين من أطباء و عاملين إلى دارفور و ما زالوا يعملون هناك لتخفيف معاناة أهلنا و إنقاذهم من الموت جوعا أو الأمراض , كما تعمل حكوماتهم لكف شرور الجنجويد … هذه هي أعمالهم , فأين انتم منهم ؟!


    هلال زاهرالساداتي–القاهرة

    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de