دارفور الجريحة مسرح جريمة القرن

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 05:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-04-2004, 01:54 AM

د. بشارة صقر


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دارفور الجريحة مسرح جريمة القرن

    دارفور الجريحة مسرح جريمة القرن



    اصبحت دارفور الصامدة مسرحاً للجريمة , تلك الجريمة التي تمت تخطيطها وتنفيذها بدقة من اجل تقطيع اوصالها "حتة حتة" ودفنها في مكان مجهول الي الابد ولكن انهر الدماء الطاهرة التي جرت في سهولها وفيافيها ودوي الصرخة التي اطلقتها " القتيلة" وهي تغتصب وتذبح من اجل الاستغاثة قد وجدت آذانا صاغية من الذين يملكون ضميرا وحسا ونفسا بشرية في كل اصقاع الكون . لقد خططت نظام الموت لجريمتها ايّما تخطيط وجهّزت لآلتها الجنجويدية والباشمرقية والانتنوفية والعسكرتارية وغيرها من ادوات الموت و السحق والتقطيع وجمع كل هذه الوحوش المتعطشة للدم ثم اطلقتهم في قري دارفور ومدنها , فاقبلوا تقتيلا وتقطيعا لبني دارفور العزل و احرقوا الاخضر واليابس وقلّعوا الزرع والضرع و غصبوا العرض والارض وحولوا في لمح البصر كل تلك البقاء الجميلة من وطني بتاريخها وحضارتها , باحلامها وطموحاتها الي "ارض محروقة".

    لقد خطط مجرم النظام لجريمته ايّما تخطيط ليكون "الخبطة" او "القشة" التي تقصم ظهر دارفور ويحولها الي مستنقع لصراع "زرقة" و "حمرة" ليبقي هو في قصره علي ضفاف النيل يرقص تيها ومرحا كلما سمع عن قرية احرقت او طفلة "اغتصبت" او شيخ مسن "ذبح" فوق المصلي في لحظة تضرع الي الله.

    اكثر من اربعون الف قتيل وآلاف القري المحروقة واكثر من مليون نازح ولاجئ ومعدل وفيات يصل الي (12) فرد في اليوم لكل 10,000 شخص ( بين لاجئين يقارب عددهم المليونين) هي حصيلة "حصاد" مجرم النظام من جريمته في دارفور . لقد كان بامكان النظام ان يوجه جيشه وآلياته وجنجويده وباشمرقته وانتنوفه لمجاربة الذين ينازلونه في فيافي دارفور والذين هم فيها يتحكمون ويسرحون , ولكن من قال ان النظام المجرم الجاسم في قصر الخرطوم يريد "المنازلة" , من قال انه يريد امنا او سلما او حياة لدارفور . ومن قال ان مجرم النظام يريد سوي تحويل وجهة الثورة الهادرة التي انتظمت في دارفور الي وجهة اخري عنوانها "الموت للدارفور" لانسانه وحيوانه , عدوا كانت او صديق مرتزق متجنود او مدنيا اعزل داخل بيته في قريته .انها جريمة عنوانها الموت لدارفور خططها ونفذها مجرم النظام من اجل احداث قطيعة بين دارفور والثورة , وبين انسان دارفور واي امل او طموح للنهوض والتنمية والتطور والقيادة والريادة كما كانت اجدادهم الذين بنوا امجادا واسسوا حضارات آثارها مازالت تتلالا في دهاليز المكتبات وحفريات كنوزها جاثمة فوق الارض دليلا للشموخ والاصالة. لقد اراد مجرم النظام ان ينتزع طفولة دارفور من احضان الطبيعة الخضراء حيث ترقص علي انغام العصافير وتسرح وتمرح مع "الشلة" في ليالي "الشليلو" الي طفولة من كوابيس يتقاذفها مهالك الموت وفظائع التروما , بل حول المجرم "خضرة" الطبيعة الدارفورية الي حمرة الدماء المتدفق انهراً بمحرقة القتل والحرق. اراد مجرم النظام في الخرطوم القضاء علي امة دارفور باسرها وانتزاعها من جزورها واحداث قطيعة بينها وبين الحياة , وهكذا نفذ النظام جريمته بدم بارد دون ان يرمش له جفن او يرق له قلبا للحظة ليسأل : ما ذنب "الطفولة" في "ثانوية الطويلة" التي تعرضت الي الاغتصاب الجماعي من قبل الوحوش المرتزقة تحت بصر عسكرتاريا النظام ولم يسال ما ذنب فلاح اعزل في سفوح جبل مرة حصدت روحه آلة الجنجويد القتلة , وما ذنب القري الجميلة....... "كلكل" و "كرنوي" و "ابوقمرة" و"جنينة" و"ساسا" و "قارسلا" و "سلية" و"كشكش" و "جفال" و "قراداي" و تكلتكل" و " فوجي" و "جرجيرا" و " ترللي" ووو...وووو.....الخ سويت بالارض .

    وما ذنب قرية جميلة علي ضفاف "خزان " دمرتها الانتنوف" في لمح البصر. لم يسأل المجرم الخفافيشي في قصر الخرطوم لماذا يقتلون كل هؤلاء , لان وظيفته القتل و التدمير , ورزقه موقوف علي تقطيع اوصال الابرياء في فيافي دارفور.

    نظام الموت لا يملك أي بنية اخلاقية يجعله يدرك معاني "الحق" و "الحقيقة" و "الحقوق" . فهو نظام قائم علي دعائم استبدادية , ومن البديهي نفوق الاخلاق في ظلال الاستبداد.

    وفي ذلك يقول عبدالرحمن الكواكبي:



    " اقل ما يؤثره الاستبداد في اخلاق الناس , انه يرغم حتي الاخيار منهم علي الفة الرياء والتفاف ولبئس السيئتان, وانه يعني الاشرار علي اجراء غي نفوسهم آمنين من كل تبعة ولو ادبية , فلا اعتراض ولا انتقاد ولا افتضاح لان اكثر اعمال الاشرار يبقي مستورة , يلقي عليها الاستبداد رداء خوف الناس من تبعة الشهادة علي ذي شر وعقبي ذكر الفاجر بما فيه . ولهذا شاعت بين الاسراء قواعد كثيرة باطلة كقولهم: اذا كان الكلام من فضة , فالسكوت من ذهب , وقولهم البلاء موكول بالمنطق . وقد تفاني وعاظهم في سد افواهم حتي جعلوا لهم امثال هذه الاقوال من الحكم النبوية, وكم هجوا لهم الهجو والغيبة بلا قيد , فهم يقرؤن ((لا يحب الله الجهر بالقول)) ويغفلون بقية الآية وهي ((الا من ظلم)) . (89)



    هكذا يبدو عالم المستبد ساحة آمنة يرتع ويمرح فيها شواطين البشر , اوليس "هلال" الجنجويد المجرم سار "نجما" في سماء الخرطوم يطلب العلم "علي جهله المنهجي" في سفاراته ويلتقي بالقنوات و الوكالات في فضاء بيته وهو "يطبطب" علي راس ابنه فيما آلته الجنجويدية القذرة يذبح الطفولة في ربوع دارفور . انه الاستبداد الذي وفّر له الامن والطمأنينة رغم انه قاتل "الامن" والطمأنينة.

    اما كبيرهم الذي علمهم "سحر" القتل وفنون الاجرام فقد ترعرع في طفولته "يسوس" الحيوانات" في حديقة الخرطوم" ولما كبر جاء يسوس البشر و"يرعاهم" كما لو كانوا "حيوانات", فلا فرق عنده بين "ذبح" الحيوانات او ذبح "سكان القري" ولهذا امر جنجويده بذبح "المدنين" في قراهم وسرقة مواشيهم لذبحها في "مسالخ نيالا " لان " كل عند الجنجويد ذبح".

    الجنجويدان "الخفافيشي" و"الهلالي" هما راس الهرم وقاعدته اللذان خططا ونفذا جريمة الالفية المشينة علي مسرح دارفور , الاول قابض علي مفاصل البلاد و رقاب العباد ظلامي اخطبوطي لا يعمل الا في الليل ينسج خيوط الموت لينفذها الاخرون الاغبياء فهو يدير جرائمه من وراء الحجاب . فقد نفذ انقلاب الجمعة الاسود ودبر محاولة اغتيال مبارك ودحرج بشيخه الي عتمة السجن ثم دبر محرقة دارفور



    , والثاني مرتزق طفيلي وقائد مليشيات الموت الذي خرج من ظلام السجن الي ربوع دارفور متعطشا الي الدماء , فشكلا تحالفا شيطانيا ستأتي حتما علي ما تبقي من اخضرالسودان ويابسها كما اتت محرقتاً لدارفور.



    د. بشارة صقر























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de