|
دارفور أو الطوفان
|
حسن محجوب دارفور أو الطوفان
لا أعرف كثيراً عن سنغافورة ولكني قرأت أن اهلها يتكلمون لغات كثيرة ولا يجيدون اياً منها وهذا ينطبق تماماً على المعارضة في بلدنا فهي تتحدث في اشياء كثيرة من غير أن تحسن من إدائها في إيجاد آليات تجعل منها واقعاً سياسياً ملموساً يعيشه الناس وتستفيد منه الاحزاب الحاكمة لا ان تجعل منه مدعاة للسخرية والتزمر . بالأمس الأول سافر السيد الصادق المهدي إلى دارفور ضمن وفد حكومي معتبر وعاد ليردد أن مأساة دارفور استفحلت وشكلت خطراً يهدد الجوار واضاف في شجاعة يحسد عليها ( دارفور أو الطوفان ) ثم اخذ في الحديث المكرر عن المشاركة القومية ناسياً أو متناسياً انه كان ضمن وفد حكومي نيابة عن آخرين جلهم من أنصاره الذين يشارك بعضهم في اذكاء نار الحرب المندلعة في دارفور ؟ . المعارضة في بلدنا تتحدث عدة لغات ولا تجيد أياً منها مثل سكان سنغافورة ولأن مساحة التصريحات اكبر بكثير من المواقف الجادة المبنية على رؤية واضحة تظل دارفور هي الضحية وكبش المحرقة ، لممارسات ساسة تعوزهم الجدية ولو إلى خطوة واحدة صادقة يرتدون من بعدها إلى الوراء . السيد الصادق لم يأت بجديد وما قال به عن الوضع الإنساني هناك قال به كثيرون من النظام ومن خارج النظام لأن افرازات الحروب ومطاحنها لن تكون إلا ذلك فماذا فعل الصادق المهدي وغيره من من شاركوا في تلك الوفود ليلجموا على أقل تقدير أوليك النفر المنضوين تحت الويتهم وشاركوا في إذكاء نار الحرب نيابـة عنهم او بالاصـالة عن أنفسهم . تصريحات السيد الصادق المهدي جاءت مخيبة للظن وتنطوى على قدر ليس باليسير من إدارة ظهر المجن لمشاكل لا تحتاج إلى لغات كثيرة مشحونة بهذا الكم من التخويف العاجز . في بلدان شاسعة مثل السودان يتكلم الناس لغات كثيرة ويجيدون التخاطب بها مثلما يدركون ان مشاكلهم الآنية لا تحتاج إلى كل هذا الضجيج والضوضاء من أجل مشاركة قومية أو حلاً منفرداً تقوم به اطراف النزاع مع الحكومة ، ودارفور التي أصبحت قبلة للوفود والمبعوثين الدوليين وعلى صدر النشرات الأخبارية تدرك أن لمطامع الساسة يد خفية في إضرام نار الخلافات كما صرح بذلك السيد الصادق المهدي عقب زيارته إلى أقليم دارفور الملتاع . حسن محجوب نهاية المطاف
مامعني ان يقوم مسؤول كبير بزيارة بلد من البلدان وفي جعبته كماً هائلاً من الإتهامات المسبقة كما فعل كولن باول وزير خارجية الولايات المتحدة قبل زيارته المزمعة للسودان ؟ . الإجابة من وجهة نظري لا تعدو بأن السيد كولن باول لا يريد ان يقدم للبلد مساعدات لوجستية تسهم في حل النزاع الذي حزم حقائبه من اجله لأن أقليم دارفور لا يعاني جراء الحرب الأهلية فقط ، انما يعاني أيضاً الجفاف الذي الذي قاد إلى كوارث كبيرة أدت إلى المجاعات والنزوح والموت وكوارث اخرى لم تات على اسنة الرماح أو فوهات المدافع التي تحملها بعض الجماعات المتحاربة . ما تحتاجه دارفور الكبرى كما يحلو لبعض الاشقاء هو تنمية انسانها أقتصادياً بحيث يمكنه الخروج من دائرة المجاعات الشريرة وتنميته ثقافياً حتي يتثن له الوقوف على مشارف هذا العالم الذي يتغير كل لحظة تحت اقدامنا واسماعنا وابصارنا . دارفور الكبرى أو الصغري لا تحتاج إلى كيل المزيد من الاتهامات وأن عربا رحلا يحملون اليها الدمار والغناء بقدر ماهي محتاجة إلى التنمية والأخذ بيد انسانها الجائع والملتاع بفعل الكوارث الطبيعية والأوبئة التي لا تحملها فصائل أو جماعات وعلى وزير الخارجية الأمريكي السيد كولن باول أن يعي ذلك جيداًويحمله ضمن أوراقه للمنطقة عوضاً عن هذا الكلام المعاد . زيارة السيد كولن باول إلى السودان وإلى مناطق أخرى في المنطقة حملت بين ثناياها اشارات ومعاني كثيرة ومن بينهما حجم حجم الكارثة وتداعياتها في دارفور وعلى الرغم من الترحيب الكبير الذي قوبلت به هذه الزيارة المزمعة من كافة السودانيين يبقي السؤال قائماً سؤال كل البلدان والازمنة وهو هل في نية المبعوث الأمريكي المساهمة في حل مشكلة دارفور والمشاكل الأخرى الكثيرة العالقة في هذه العربه الكونية الصغيرة التي مافتئت تعاني من الكوارث والحروب والمرارات ؟ . اقول للأجابة عن ذلك اننا نعيش في عالم ما عاد يقبل الأراء والأقوال العجلي كما حدث في العراق ومرحباً بالوزير الامريكي ومن يأتي من بعده إذا حسن النوايا نهاية المطاف .
|
|
|
|
|
|