|
كـلُ إ نـاءٍٍ بمـا فيـه ينضـحُ
|
كـلُ إ نـاءٍٍ بمـا فيـه ينضـحُ
( صلاح شكــــوكو )
ســؤال ظللت أردده بيـني وبين نفسي كثــيرا … و هــو هـل اللاعب السـوداني لاعب طموح ؟؟؟ بمعـنى آخــر هــل اللاعب لـدينا له دوافــع ذاتيــة تتجــدد مع مراحلــه العمــرية ؟؟؟ وهـل يمتلك اللاعـب عنــدنا مكــامن وطاقــات داخليــة تدفعــه نحــو التطــور والتقــدم ؟؟؟ قد يبدو الســؤال منطقيــاً في حــد ذاتــه .. ولكنــه قــد لا يبدو ملحــاً بما يستوجب إثارتــه الآن .
لكنني على قناعــة من أن هــذا الســؤال واقـعي ويستحق الإثارة والأولوية لإرتباطــه باللاعب باعتباره أهـم عناصـر العمليــة الرياضيــة بعــد التخطيــط .. والاعتبــار الثــاني أن التخطيــط عمليــة فلسفيــة فيهــا ما فيهـا من الاختــلاف وتبــاين وجهــات النظــر .. لـذا كان لابــد لنا من أن نبــدأ بالمتفــق عليــه قبــل الخلافيــات التي سـوف تأخــذ منا وقتـــاً نحــن في أمــس الحاجـــة إليـــه . أولاً دعـونا نتفــق على أن اللاعــب عنـــدنا رغم تميــزه بعقليـة أدائيـة مقدرة إلا أنه لم يستطيع أن يوظـف هذه الملكـات الإبداعيــة توظيفــاً جماعيــاً .. إلى جانب الضعـف الواضـح في اللياقـة البدنيــة لديه . .. مما يجعــل شكـل الأداء الرياضي عنـدنا يتأرجح بين بالعشوائية من جهـة والمجاهـدات الفرديــــة من جهة أخـرى .. وبالتالي تغيب عنا روح الأداء الجماعي المنظــم .. وقد ظللتُ أسمــع مقــولة صدقـها الناس على عـــلاتها .. وهي أن أداء اللاعب عنـدنا يشبـه أداء اللاعب البرازيلي .. وهذا في ظني قـول لم يجانب الصــواب إلا في جانب واحد هو جانب المهــارة وبقدر محدود … بينمــا نحن بعيــدين كل البعــد عن الأسلوب البرازيلي الذي يعتمــد على المهارة الجماعيــة والتكاملية و التي تغطي على بعـض العيــوب أحيــاناً .. وخير شاهـد على ذلك ضعـف مستوى ( رونالدو ) بعــد إصابته الشهــيرة والتي عاد بعــدها بأداء ضعيف فنيــاً لكنــه وظّف بقــدر عالٍ من الكفاءة التي أخفت عيــوبه وجعلته يحــرز أهــداف الفــوز في كأس العـــالم بل ســاهم زملاءه اللاعبون بذات الروح الجماعية في إخراجــه من الحالة النفسيــة التي لازمتــه بعــد الإصــابة ..
و ربمـا كان للبنيـان الجسمـاني الضعيف الـذي يميز البنيـة السودانيـة أثرٌ مبـاشر في أسلـوب اللعب لدينـا .. باعتبـار أن السـودان يقـع في إطـار المنطقـة الواقعـة جنـوب الصحـراء الأفريقيـة والتي يتمـيز البنيـان الجسمـاني فيهـا بالنحـافة والضعف العــام .. وتتمثـل هـذه الـدول في شكـل حـزام عرضـي يمتـد من أثيوبيـا وإريتريـا شرقـاً مـروراً بالسودان وتشـاد حتى موريتانيــا ومــالي .. إضافة للجـانب الاقتصادي الذي أرخى بظـلاله على هذه المنطقـة تحديداً مما أثرّ في مختلــف مناحيهــا .
من جانب آخـر فإن سيطـرة بعض المفاهيـم الباليـة على لاعبينـا أيضاً قد أثرت بـدورها بشكل مباشـر على الأداء الكلي .. مثـال ذلك الميـل الفطـري عندنا للعب الاستعراضي وفواصـل المراوغـة المتكـررة التي يستجيب لها الجمهور لكنها في الفكر الرياضي تعتبر نوعـاً من البـطء الحـركي بل تعتبر إهــدارا لعنصر الوقت .. في وقت أصبحت فيه الكـرة الحديثـة تعتمـد بصـورة مباشـرة على السرعة والمهـارة والقـوة مع الجانب التكتيـكي والخطـطي .
إن المهـارات والملكـات التي يمتلكهـا اللاعب عنـدنا هي نتـاج لجهــده الـذاتي الخاص وبمعـاونة بعض الظـروف التي تحيــط به .. بدون وجـود أي أثر للمؤسسات التوجيهيـة في حياتـه .. وما أن يصــل اللاعب عنـدنا للدرجـة الأولى حتى ينتـابه شعـور داخلي بأنه قد وصـل وبالتـالي تمـوت لـديه كل الطموحـات الرياضيـة والأحاسيس الجياشـة والدوافـع نحو التطـور والنمـاء ( !!!! ) فيصـاب بداء الغـرور وحب الظهـور ..
إن اللاعب لدينا لاعب غير متطـور إذ لم نسمع عن لاعب فكّـر يومـاً في تطـوير نفسـه بـأن جاء إلى الملعـب في غـير أوقات التمـارين أو قبـل التمـرين الرسمي بوقت كافٍ لأداء بعـض التمـارين الخاصـة لينمي من خلالهـا بعض بواطـن الضعف لـديه .. (( كالتسديد نحو المرمى أو الضربات الرأسية أو زيادة فعالية القـدم اليسرى أو نحو ذلك )) . .. كما لم نسمع أبداً عن لاعب زار نادٍ آخر لمتابعـة تمارين مدربه للاستفادة من خبرته أو نحـو ذلك … وبدلاً عن ذلك نجـده يبـدد طاقاتـه ويستهلك قـواه في اللعب بالحي وفرق الجيـش والشــرطة والمصــالح المختلفــة والسهــر ومجالسة (( كماسرة الإعلام و سماسرة الأوهام )) والتطفل على الحفلات الخاصـة والعــامة و أماكن الزحام .. بينمــا المتأمــل لسيرة ومسيرة اللاعبــين الدوليــين في العــالم الخــارجي يجـــد أن اللاعب هناك يفسح وقتـــاً مقـدراً للإهتمـام بنفسه وتطـوير قــدراته الخاصــة .. إرتقاء بقدراته وبمستوى اللعبــة .
علمـاء النفس يقــولون أن الدوافـع في الإنسـان موجـودة و كامنة بالفطـــرة لكـن الإنسـان هو الذي يحركهـا .. والدافـع قـد يكـون مختـزناً في شكل ( غيرة ) أو ( أمنية ) أو ( رغبة ) .. إلا أن تحريكه ليصبـح واقعـا ملموساً هـو المقيـاس الحقيـقي والترجمـة الواقعيـة لعمليـة التطـور والنمـاء .
إذن ما الذي يمكن أن يحـرك أو يخفـي هـذه الـدوافع في الإنسان ؟؟؟ هل هي الأسـرة ؟؟ أو المدرسة ؟؟ أم النادي ؟؟ من المـؤكد أن الأسـرة والنادي والمدرسـة هي المحـفزات الثلاثة للاعب نحـو التطـور والتقـدم ( إن أدت وظيفتها على الوجــه الأكمـل والأمثــل ) .
بالتالي فإن أي خلل في أي فيهـا يمكـن أن يؤثر سلبـاً في شخصيـة اللاعب ومستـواه .. ذلك أن الأسـرة دائماً ما تفضـل المدرسـة على حساب الموهبــة وبالتالي تسهـم دون وعي منهــا في تعطيـــل ملكـات الطفـل و إبداعاته و مواهبــه الكامنة … أما المدرسـة فهي بذات القـدر تؤثر على هذه الملكات والدوافع في التلميـذ لاهتمامهـا بالجوانب الأكاديميـة البحتـة دون المواهب النشـاطات الأخـرى والتي تعتـبرها خصما على التحصيـل العلمـي للطالب و بذا يصبـح التحـالف قـويا بين المدرسـة والأسـرة ضد الملكات والمواهـب ( إلا فيما ندر ) .. أما النـادي والذي يعتبر المحطـة الاستيعابيـة التي تحتضـن اللاعب في قالبه الأدائي .. والتي يصـل إليهـا اللاعب بعد معاركـةٍ وجهـدٍ كبيرين بل سباحة طويلة ضد التيار ... يصل إليها مجهـداً واهناً .. وقد تلعب الصدفة في ذلك دورا مؤثراً .. وهذه المرحلة قد تلازم أو قد لا تلازم مرحلة الدراسة وقد يتسرب منها .. لكنهـا تلازم البيت حتمـاً .. لكن بتـأثير أقـل نسبيـاً .
والنادي وبأدواته ومعيـناته و باعتبـاره المؤسسـة التربوية الأدائيـة التي يناط بها تقـويم اللاعب وإيقـاظ الـدوافع فيــه لم يستطيـع القيـام بواجبـه على نحو فاعـل ودقيـق وذلك لضعـف عـام في الهيكلية وأسلـوب التفكـير والإدارة الرشيـدة بمستوييها الفـني والعـام .
في تقـديري الخاص أن الأندية عنـدنا لا تعرف معـنى التقــويم من خـلال إيقـاظ الدوافع والملكـات .. ذلك أن الأنـدية تخلط دائما بينهـا .. فنجـدها تمـارس أسلـوبا أشبه بأسلـوب السيرك والتهـريج عند استثارة اللاعب وتحفيزه .. فكـم من مرة سمعنـا أحـد الإداريين هنا أو هناك قد صـرح (( بأن هناك حـوافز كبيرة في إنتظار اللاعبين عنـد الفـوز .. أو أن هناك مكافـأةً لكل لاعب يحـرز هـدفاً )) ظــناً منه أن هذا التصريح كافٍٍ لإيقـاظ الدوافع عند اللاعبين بينما هو في حقيقـة الأمر أسلوبٌ يولـد حالـة من التـوتر و الانفعـال بين اللاعبين .. بل يولـد حـالة من الرغبـة الفــردية في التميّز .. إذ أن هذا الأسلـوب يشبـه تمامـاً المكافـأة التي تقـدم لحيـوانات ( السيرك ) عند النجـاح في كل حـركة تؤديهــا .
وخطـأ آخـر تُقـدم عليـه إداراتنا وهو التفضيـل بين اللاعبين وكأنهـم غير مشاركين في مباراة واحدة .. أو بين اللاعبـين في الملعـب و الاحتياطيـين بينمـا هـم جميعـا جنـود في خنـدق واحـد يؤدون بروح الفـريق الواحـد .
إن سياسـة ( الحافـز والدوافـع ) ينبغـي لها أن لا تكـون ( بالقطـاعي ) وفي المناسبات .. بمعـنى أن تكـون نظـاماً مؤسسياً على المستوى العام .. يراعى فيها المســاواة بين اللاعبين .. ولا مانـع من تخصيص جــوائز للمبرزين منهم .. أو لأكثر اللاعبـين انضبـاطا حتى يكون الإنضباط سمة عامة .. إذ لا يستقيــم أن نخصص حافــزاً لمن يحـرز هــدفاً ونحـن ندرك أن فرصـة حارس المـرمى في ذلك ضعيفـة جـداً … حتى الأهــداف إن جاءت فلن تتعــدى ثلاثة أو أربعة مما يعني أن ثلثي الفريق محرومون من ذلك الحافـــز .. وقد يُحرم اللاعبين من الحافز بسبب الهزيمة رغم ظهورهم بمستوى مشرف … ودعوني هنا أن أستشهد بحادثـة قد تبدو غريبة بعض الشيء حدثت للاعب النادي الأهلي القاهــري عبد المنعـم حسين ( قرن شطه ) في مباراة بين الأهلي ومنتخب الكويت .. إبان فترة المــدرب ( هيدوكوتي ) وفيهـا أحــرز اللاعب ( قرن شطه ) هـــدفاً في مرمى منتخب الكويت إنتهت عليه نتيجة المباراة .. لكنه تعرض إلى عقـوبة ماليـة .. وعنـدما استفسر عن ذلك قال له المدرب :- لأنك تجـاوزت المهمـة المحــددة لك !!! ترى ما الـذي كان سيحدث من أصحـاب العمامات المطـرزة لو حـدث هــذا لدينــا ؟؟
إننـا وبهـذه السياسـة التحريضية نكــون قد ساهمـنا دون وعي منا في نوع من التحفــيز الفــردي الذي يقتـل الدوافــع الجماعيــة وعودنا اللاعبين على أسلوب المكافآت الانعزالية وعمقنا روح الأنانية فيهم .. وبالتالي فإن اللاعب عنــدنا سيظل يعيش على المبادرات المرحليــة والفردية .. بل سيعيش حياته الخاصـة والعامـة بذات الطريقـة العشوائيـة ولن يتعلـم ترتيب أوقاتـه ولن يدرك انه جزء من أوركسترا كاملة يكون فيها ضارب ( الرق ) لا يقل أهمية من عازف الكمان والفنان .. وبذا لن يدخـل الانضبـاط في حياة لاعبنا أبداً .. طالما كانت السياسة و الموازنـة التي يعتمـد عليهـا ليست واضحـة المعـالم و بذا سيظـل هذا اللاعب مطيـة للصـدفة التي تشكل حياته وتصنـع منــه نجمـاً متوهجــاً أو آفلاً .
أخيراً إن كانت هذه هي الأشيـاء التي تؤثر على الدوافـع والملـكات الإبداعـية في اللاعب فمـن أين نبدأ حركـة الإصلاح ؟؟؟ ورغم أن القضيـة شائكة بعـض الشيء لارتباطها بالسياســة الكليـة للأداء إلا أننا ينبـغي أن نبــدأ بأسس معينـــة مثــال ذلك :-
• تصحيـــح المفاهيــم الرياضيــة بكاملهــا . • تصحيــح المفاهيــم التربوية لتستوعب الملكات والمواهب الإبداعيــة . • إشاعــة نوع من التوافق بين التربيــة والهوايــة . • إعــداد جيــل من الإداريين التربويين وإبعاد المتطفــلين منهــم . • إبعــاد التجـار وإداريي الشيكات وسماســرة الأسواق من التعامـل المباشر مع اللاعبين . • إعداد مقبرة جماعيـة (( للإعلام الانهزامي المسموم )) واستنباط مصـل وقائي للأصحاء منهــم . • تنقية الوسط الرياضي من المتطفلين .. وأرباب المصالح .. وتجار المصالح .. وحملـة المباخـر والمـداحين والمنداحين وملبي دعوات الفتنــة و العـداء . • فتـح النوافـذ المغلقـة .. وإضـاءة المخابئ المظلمـة لإيجـاد جو صحي للممارسـة النقيــة .. • وأد التعصب والتحـزب والعـداء الرياضي من خـلال محاربـة بؤر الإفسـاد في الصحـافة الرخيصة . • ( ……………………………………………………………………. ) .
لقطــــــــــــــات :-
• لا علاقة لهذا الموضوع ( توقيتاً وموضوعاً ) بتصريحات كمال شداد حول زيارة جمال الوالي لمعسكر المنتخب القومي فقد كان من المقرر نشر هذا الموضوع في الأسبوع الماضي إلا أن بعض الظروف حالت دون ذلك . • توقعنـا عبر مقالنـا السابق أن نكـون ( ملطشة ) من قبـل اخوتنا المصريين وقد كان … بفريق يفتقــد إلى أدنى مقومــات كـرة القـــدم … لعب بلا خطـــة .. تغطيــة مكشوفـة .. تحركات مشبوهة .. لعب عشوائي .. لاعبين لا يدركون قيمة الوطنية ولا عظم المسئولية .. أداء باهت بمــدرب فاشــل ... و أدق تعبير للفاجعة ( الواجعة ) كانت صــورة لعـنترة بن شــداد وهــو يخرج بعد المبــــاراة في حمـاية الشـــرطة . يا شـــــداد شـــــــــده وبــــتزول !!! • أستغـرب أن لا نجــد فريقــاً يحفـظ لنـا ماء وجـه الكـرة السودانية من بين ( 33 ) مليون نسمــة … ( أتحدى كمال شداد أن يعطيني مهلة شهرين و مليون جنيها و7 كرات وملعب .. وليدعو منتخب البرازيل ليرى كيف نشـرف له الكـرة السودانيـة بلاعـبين لم يسمـع عنهـم .. وهـذا تحـدي أنا مسؤول عنـه ) . • أستغرب … لإحتفــاظ إتحاد شــداد بهــذا الحــداد الــذي ثبت يقيناً أنه لا يدرك حقائق الأشياء .. وقديما قيــل أن الرجال أربع .. من بينهــم ( رجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري ) .. ولا أدري متى يـدري من لا يـدري أنه لا يـدري ؟؟؟؟ . • في هـــذا الجــو المتأكسد تُدفــع الملايين لتسجيل اللاعبين .. إنه نوع من (( القلق )) الرياضي !! تموت الأُسدُ في الغابات جوعاً ولحمُ الضأن تأكله الكلاب ... إنه إستلاب يا أولي الألبـــاب .. أليس بينكـــم رجــلٌ رشــيد ؟؟ يتـــألم ويحترق من أجــل الوطــن ؟؟ • أستأذنكـم أحبـــتي .. أحبـة الحـروف .. في إستراحة قصـيرة .. أتفـيء فيهـا ظـلال الوطـن .. أتزود فيها من عبق النيل .. وتلقائيـة أهلنـا .. وكتاحـة جّونـا ورمضـاء أرضنا .. أتمـدد فيها عـبر الوطـن .. أتحسس من خـلالها ذاتي .. أستشعر فيهـا وجـودي .. أجـــدد الفراسـة في عيـــون من نحبهـم .. حتى لا تنمـحي من ذاكـرتنا تلك الصـور الرائعـة لإنسـان بلادي .. وحتى لا ننسي تلك القسمات التي نستمد منهـــا معنى الحيـــاة . • أخي ورفيق دربي ( عزالـدين الصبــابي ) رجل أديب مغرم بالأدب .. شاعر رقيق رقــراق مورقٌ ( لا يعرف الناس عنه ذلك ) أهفو شـوقاً إليه ففي شعـره لون من الألق النــدي .. الآن يتحـرك في أعمـاقي فرحٌ خفي أحسب أن مبعثـه لقـاء أحبتي ومنهـــم هذا العـز الموشـــح بالنقـــاء ..
آخـــــــــر لقطـــــــــة : -
( يستحضرني في هذا المقـام حـادث طريف حدث لي مع رجــل إلتقيــته في إجازتي الماضية وأنا في إحدى وسـائل المواصلات تفـرّس الرجل في وجـهي ثمّ قــال لي :- شايفـك يا أخــوي لكن ما عــارف وين ؟؟؟ لم أحــاول إسعـافه إلا بالصمـت لكن الرجـل عـاد ليقــول لي :- إتذكرتك !! ما كنت يا أخـوي سـواق حافلــة في خـط بُري ؟؟؟ لم أتمالك نفسي فجلست أضحك بين الناس حتى التفت جميــع الناس إلىّ .. لم يكن ضحكي على المهــنة الجــديدة .. ولا استحقــاراً لأهلهــا .. ولكن لهذه التلقائيــة والأريحيــة التي لا تجــدها إلا في بلادي .. والعجيب انه دفــع لي أجرة الرحلـة رغــم إلحاحي عليــه .. وبعدها لم يلتفت صاحبي للوراء فقـــد غاص في زحمـــة الحياة وهو يعــدّلُ وضــع عمامتــه المتهدلة بين كتفــه ورأسـه وهو يقول لي :- طيب يا فــرده !! ) .
صلاح محمد عبد الدائم ( شكوكو ) [email protected]
|
|
|
|
|
|