|
|
 مكوك السلام السوداني ينطلق بعد قليل
|
تعلن وكالة الفضاء السودانية بأنه بعد قليل سوف ينطلق أول مكوك فضائي سوداني متوجها إلي كوكب المريخ يحمل معه قمرا اصطناعيا صنع خصيصا للاحتفال بمناسبة إعلان التوصل إلي سلام بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان في ضاحية نيفاشا بالجارة الشقيقة كينيا التي قرر السودانيون أن يكنوها بكينيا الحبيبة إلي قلب كل سوداني لمساهمتها الغالية في رعاية المفاوضات وتوفير المناخ المناسب والداعم للتوصل إلي سلام تحرقوا إليه كثيرا.
بات جميع السودانيين داخل وخارج السودان ومعهم المحبين والمتعاطفين علي مستوى دول وشعوب العالم في حالة ترقب وعد للساعات المتبقية من عمر انقضاء سنوات الحرب والجوع والتشرد والبؤس والمرض ، ذالك الحيوان الخرافي ذو السبعة رؤوس ( الغول) ولكننا علي ثقة بأننا سنتمكن من صرعه مهما حاول المقاومة وسوف لن ندعه يطل علينا بوجهة الكالح من جديد.
صحيح لا أحد يعلم الغيب ألا الله ولكنه وهبنا نعمة العقل التي تسمح لنا بالتفكر وقراءة المقدمات والتنبؤ بما يمكن أن تسوقنا إليه سلبا أو إيجابا. وبقراءة لميزان القوى الدولي لعملية التفاوض الجارية حاليا بضاحية نيفاشا الكينية وبدعم مطلق ورعاية مباشرة من الدولة الكبرى في العالم الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى لا تقل أهمية من خلال موقعها في الخارطة الدولية وبتصميم الطرفين وقوة إرادتهما للتوصل إلي حل لهذه المشكلة التي عطلت انطلاق السودان للالتحاق بركب الدول المتقدمة ، كل ذلك يشير بما لا يدع مجال للشك بقرب أزوف ساعة الرحيل للسنين العجاف واستقبال بدموع الفرح السنابل الخضر.
وأقولها صراحة لا مجال للتراجع أو الفشل لأن في ذلك ليس فشل لأحد الطرفين أو كليهما ، ولكنه ينسحب مباشرة علي فشل إرادة المجتمع الدولي عامة والولايات المتحدة الأمريكية خاصة. وأرجو أن تتحرر الأفكار من النظر للأمر من الزاوية الضيقة وهو مصلحة أمريكية أو الإدارة الأمريكية الحالية من إنجاز هذه العملية التفاوضية ، بالطبع لا يمكن نفي ذلك ولكن المصلحة السودانية هي الأكبر وهي التي يجب أن تكون الثابت وليس المتغير كما يتوهم البعض أو يحاولون ذلك عن وعي أو بدونه ، والفشل لا سمح الله معناه قراءة الفاتحة علي روح وطن بأكمله. فهل يعقل أن يسمح أحد طرفي التفاوض بذلك؟. وإلا فما معنى القبول بالدخول في هذه العملية من بدايتها أصلاً. وفي حالة التأكد من أيلولتها إلي ذلك المنحدر ألا يحق للمجتمع الدولي التدخل لإنقاذها؟. وتبرير ذلك ببساطة ما كانت هذه العملية التفاوضية أن تحدث من أساسها لو لم تكن إرادة المجتمع الدولي حاضرة منذ البداية. هذه هو المنطق السياسي السليم القاضي بعدم حدوث الأشياء فجأة وبمحض الصدف ، يتنافي ذلك كلية مع منطق القانون الدولي والعلاقات الدولية. ومن هذا المنطلق صدرت قانون سلام السودان بمعاقبة الطرف المعيق للعملية التفاوضية في حالة الفشل لا سمح الله وفي ذات السياق الوعد بالمكافئة وإعفاء الديون وتسهيل المنح المالية في حالة النجاح والتوقيع النهائي علي اتفاق السلام.
صحيح يلحظ أي مراقب من تصريحات كلا الطرفين خاصة هذه الأيام الحرجة تفاؤلاً كبير وقلق ملحوظ في أوساط الحركة الشعبية لتحرير السودان واستنكار لتباطؤ الجانب الحكومي لإتمام عملية التوقيع النهائي بالسرعة المطلوبة ، وتفاؤل حذر من الفريق الحكومي المفاوض مع اتفاق الطرفين علي تجاوز كل العقبات وما تبقى ليس إلا مجرد تفاصيل بسيطة لا تستحق أن تأخذ كل هذا الوقت.
والسلام لا شك يعنى الكثير للسودانيين الذين عانوا من الحرب ومن ويلاتها وتكون مقابل ذلك وعي مضاد لكل ما له علاقة بسفك الدماء وهدرها ، بل ذهبت كثير من التحليلات حتى لدى العامة تروي بأن الجيش السوداني وضباطه أيضاً باتوا علي نفس المستوى ويشاطرون الشعب السوداني الذين هم جزء منه ذات المشاعر وليسوا مستعدين نفسيا العودة للمربع الأول ولسان حالهم يقول دعونا نعيش بسلام كغيرنا من البشر وننعم بالراحة والسكينة. لقد أفرط الناس في التفاؤل وهذا حقهم لأنهم أدركوا وصوتوا لوقف الحرب ونزيف الدم والصور الآتية من دارفور العزيزة خير شاهد علي ذلك ، حياة المعسكرات المليئة بالذل والهوان ، فيلم تراجيدي مأساوي يسيء إلي كل سوداني ، كأن العالم بأسره يتفرج علي عورة السودان ، لحظة تسدد الطعنات القاتلة إلي هيبة الإنسان السوداني وشعوره بالمرارة والانكسار.
السلام يعني تصحيح الصورة والمسار وخلق واقع جديد لرسم سياسات صحيحة تعين علي تجاوز هذا الماضي الرهيب. السلام يعني إعادة الأمن والطمأنينة لأهلنا في السودان عامة وفي دارفور والشرق والجنوب والمناطق الثلاث علي وجه الخصوص، لأنها مناطق حرب. وخلاصة القول أنه سيكون هناك اتفاق سلام وسوف ألتزم جانب الموضوعية في الحكم عليه رغم ثقتي بأن الحركة الشعبية التي أنتمي إليها سوف لن توقع علي سلام غير عادل مهما كانت الضغوط و المساومات. ورغبتنا في السلام تبررها تصريحات مسئولينا علي أعلي المستويات وتقديرهم العميق لرغبة ومشاعر الشعب السوداني وحرصهم علي ترجمة ذلك علي أرض الواقع وما تم تقديمه من تنازلات يشهد بذلك. ونحن علي ثقة بأن التاريخ سوف يكتب ذلك بأحرف من نور ، فحبنا لهذا الشعب العظيم يحتم علينا أن نكون علي قدر المسئولية ساعة النداء وها نحن نستجيب لذلك بقناعة حقيقية ونقول السلام ولا شيء غير السلام. ونزف البشري لأهلنا جميعا حيثما كانوا وندرك أن ذلك بداية المشوار نحو سودان جديد ينعم فيه الكل بالطمأنينة والأمن والرخاء ونناشد جميع السودانيين والشباب بصفة خاصة المساهمة في بناء الوطن وهو يحتاجهم جميعا والكل سوف يجد مكانه حسب تأهيله لموقعه المناسب والمشرف.
معا من أجل سودان جديد
بدر الدين أبو القاسم محمد
عضو الحركة الشعبية لتحرير السودان
ليبيا ......طرابلس
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست