|
كهربائيات
|
كهربائيات
ضياء الدين بلال
Email: [email protected]
هلاويس
قبل أن يغادر الخرطوم في سفريته التي لم تعقبها عودة.. التقيت بالدكتور علي الحاج محمد بمباني المؤتمر الشعبي في مقره العام بالرياض.. كان يجلس على مكتب صغير تخلو طاولته من الاوراق والمستندات.. مجموعة من الصحف كانت مبعثرة على سطح المكتب دون ان يهتم بجمعها.. يبدو انه كان يتصفحها بامتعاض شديد ـ بدت لي عيناه شديدتا الاحمرار خليط من سهر مقلق وغيظ محبوس.. لم يكن الجلباب الذي يرتديه قد وجد حظه من الاهتمام بحيث لا يتسخ ولا «يتكرفس».. والعمامة التي كانت على الرأس لم تجد عناية الالتفاف.. وقتها كانت العلاقة بين الوطني والشعبي على سطح متقد.. وجرح الانقسام كان لا يزال طرياً.. داخل هذه المعركة.. كان لعلي الحاج معركته الخاصة التي يرفع فيها عن نفسه تهمة الفساد المالي في قضية (طريق الانقاذ الغربي).. كتاب الاعمدة كانوا يلتفون على المادة «.159.» إشانة السمعة.. فيقزفون الرجل بالحجارة.. ويربعون اياديهم كأنهم لم يفعلوا شيئاً.. وتصريحات المسؤولين عن طريق (الانقاذ الغربي) تمس جلباب الرجل ولا تأخذ بتلابيبه... وهو في كل مرة يردد (خلوها مستورة.. خلوها مستورة).. في تلك الايام اطلق علي الحاج تصريحاً ساماً حينما قال (بعد حل المجلس الوطني واعلان حالة الطوارئ.. انهارت كل القوانين ولم يعد هنالك قانون فاعل سوى قانون الحركة)..!!
اذكر بعد يومين من ذلك التصريح.. وعلى طريق الحرية عند تقاطعه بشارع السيد عبد الرحمن.. وقعت عيناي علي حادث مثير.. سائق عربة بكس.. اقتحم بعربته صينية المرور ولم يسلم الشرطي الذي كان عليها من الاذى!!.
مضى علي الحاج لمنفاه الاحتجاجي بمدينة بون الالمانية.. ليطل عبر الفضائيات العالمية بزي افرنجي انيق موسوماً بنعم المكان.. وتوالت حوادث الحركة علي طريق مدني المشؤوم.. وعلى طريق التحدى الملغوم بالحفر والمفاجآت 43 قتيلاً و64 جريحاً في حادثة واحدة.. اصبحت اخبار الحوادث المرورية مثل اخبار الطقس (أبوحمد 40 درجة.. والقطينة 43 قتيلاً) وعلي الحاج في المانيا يستدفئ من الصقيع باخبار حرائق دارفور!! ومزيداً من الطين يا إله..!!
رائحة الانقلابات نجت لاغوس النيجيرية من محاولة انقلابية وكادت اخرى ان تعصف باسياسي افورقي.. كانت اما اعادته للجبال او ساوته على قبر.. وارستيد المسكين لم تحصنه من الانقلابات شرعيته الانتخابية.. ولم يحمه من نزعات الشياطين الخضر صليبه المعقود علي عنقه ولا صلوات رفقائه القساوسة فاطيح به دون ان يجد من يبكي عليه والرئيس الليبيري تايلور اخرج من قصره دون ان يسمح له حتي بمسح دموعه.. ومحاولة انقلابية في الخرطوم لم يتضح خيطها الاسود من الابيض بعد.. ومنظمة الوحدة الافريقية التي وعدت بمنع الانقلابات في افريقيا ومقاطعة الانقلابيين تم انقلاب اخضر عليها وتحولت إلى اتحاد فضفاض مترهل كل ما ابتسم «حط على شفتيه الذباب»..
من جدة إلى أم بدة قبل الاعلان عن نتائج انتخابات جامعة الخرطوم كانت الصحف قد نشرت خبر اكتساح المؤتمر الوطني لانتخابات عدد من المجالس المحلية بالولايات بنسب ثمانينيه وتسعينيه.. الانتخابات المحلية المؤتمر الوطني ينافس حلفاءه في الحكم (حزب الأمة الاصلاح والاخوان المسلمين والاتحادي المسجل).. ومتضامناً مع هؤلاء ينافس اعداءه السياسيين في الجامعات وبخسارة انتخابات جامعة كسلا والخرطوم يتضح ان اكبر خسارة اصابت الحركة الاسلامية من وصولها للحكم عبر سيطرتها علي كباري الخرطوم.. انها بدأت تخسر دوائر الخريجين واتحادات الجامعات التي كانت تسيطر عليها في الديمقراطية.. واصبحت تسعد وتحتفل وتصفق لنفسها اذا حققت انتصارات في مباريات ودية في شمال وجنوب كردفان أو افلحت في اصطياد واستقطاب عضوية حلفائها.. ما اسوأ ان تقطع تذاكر للسفر لجدة.. ودون سابق اخطار تجد نفسك في «أم بدة»..!
«اجازة» تحت الطلب» في اكتوبر الماضي.. وعند اقتراب شهر رمضان او بالاصح في يومه الاول.. رفعت المفاوضات في نيفاشا.. لان الوفد الحكومي اراد ان يقضي الشهر الكريم خارج منتجع (سمبالوج).. وعند قدوم راس السنة واعياد الكريسماس ذهب الدكتور جون قرنق ليقضي تلك المناسبة مع زوجته ربيكا واطفاله الصغار بنيروبي.. وفي عيد الاضحى قرر النائب الاول ان ينهي جولة التفاوض ويتجه الى الاراضي المقدسة لتأدية فريضة الحج.. اما في اعياد النسيم اليوم فان طه وقرنق لايزالان موجودين بنيفاشا لكن الوسطاء غادروا المكان للاستمتاع بشم النسيم بعيداً عن دخاخين التفاوض.
في السابق هل تذكرون.. كانت اشد اوقات الحرب ضراوة تتم في المناسبات الدينية.. في شهر رمضان وفي ايام العيد.. كانت الحرب لاتوقفها المناسبات بل تزيدها اشتعالاً.. ولكن الآن سلام «النديهة» هذا (تعتر ليهو) أي مناسبة عابرة.. ليقع على الارض فتتسخ ثيابه.. التي ينظفها على عجل.. ثم يمضي مترنحاً لحضور حفل التوقيع اما في حديقة الزهور او في حفر القبور.. حيث لا تنتهي المراسم بنهاية الدفن!!.
الجزائر وصافرة الحكم ابن فليس الذي حصل على 8% من الاصوات في الانتخابات الجزائرية.. وفاز منافسه بوتفليقة بـ 5.83%.. رفض ابن فليس الاعتراف بالنتيجة لانها مزورة.. دون ان يشير لحادثة تزوير واحدة.. ولا يدري الرجل بأنه بذلك يسئ الى نفسه اكثر من خصمه.. اذا كان بالامكان تزوير الانتخابات بهذه النسب الكبيرة دون ان يقدر علي ضبط حادثة واحدة.. كيف يستطيع ان يحمي بلداً من الاختراق والفساد وهو رئيس دولة مهددة بكل ذلك وغيره.. حديث ابن فليس يذكرني بالفرق السودانية التي تهزم 6/صفر ثم تعود لتتحدث عن ظلم الحكام وسوء الميدان.!!
اضبط الاستاذ عاري امريكا التي تحمل عصاتها وباستاذية متغطرسة تقود حملات تفتيش للوقوف على نظافة واتساخ الملابس الداخلية للدول.. بعد دخولها العراق ثبت للجميع ان الاستاذ لا يرتدي ملابس داخلية اصلاً حتى تكون نظيفة او متسخة.. وبعض العرىِّ - صديقي الطيب برير - تفضحه الثياب.. ألم تقل ذلك؟!!
|
|
|
|
|
|