|
وقع الفأس فى الرأس للجنجويد والإنقاذ
|
إن العالم اليوم قد تغير في شاكلته تماما وفي كل أثوابه بدءاً من السياسة إلي كل شيء يخطر على البال, وبات الشأن الداخلي والمفاهيم و المبادىء والمثاليات التى كان يعتقد أي نظام أو شعب أنها من اختصاصاته قد أصبح ذلك ضربا من الخيال, فما دار في كوسوفو ورواندا وما يدور الآن في العراق ماثل أمامنا بوضوح. إذا نحن في السودان لسنا بمعزل عن هذا الوضع العالمي الجديد لذا نتفاعل معه ونتأثر به شئنا أو أبينا. إن حكومة الإنقاذ منذ بزوغ قضية دارفور من عام تقريبا فى صورتها الثورية قد أخذت تتعاطى معها بصورة عنجهية وابتكرت أساليب من المراوغة والتعتيم على المعلومات عن ما يدور هناك وظلت تكيل التهم جزافا إلي حاملي القضية بأنهم عصابات نهب مسلحة وقطاع طرق وأحيانا أخرى بأنهم لا يمثلون إلا قبيلة معينة لها أجندتها الخاصة بها مستغفلا نفسه باعتقاده أن هذه الادعاءات المفتراه سيكون لها صدى على المستوى الداخلي والخارجي لخدمة مآربه النتنة ومتناسيا أن العالم اليوم قد أصبح قرية صغيرة تتناقل فيها المعلومات بسهولة و سرعة نظرا للتقدم الهائل في ثورة الاتصالات، فمثلا يستطيع المرء وهو على متكئه في نيويورك أن يتابع الأحداث التى تقع في (الطينة) في أقصى شمال غرب السودان والتى أصبحت خالية حتى من الجن الأحمر بفعل هؤلاء الأوغاد وهكذا كانت قضية دارفور في متناول المجتمع الدولي و التى اقشعرت أبدانهم لما دار هناك. بينما ظلت حكومة الإنقاذ تطلق عويلها طالبة عدم تدويل القضية مدعية أنها أنهت العمليات العسكرية وقضت على عصابات النهب المسلحة وأتمت إعادة اللاجئين ودعت إلى مؤتمر لتنمية دارفور وإلى ما ذلك من ادعاءات ومع ذلك فإنها تجد نفسها محاصرة من كل حدب وصوب مرغمة على قبول الأمر الواقع وذلك بعد تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الذى طالب المجتمع الدولي بالتدخل عسكريا في دارفور إن لم تستجيب حكومة الخرطوم . وكان لها أن تتدارك موقفها قبل وقوع الفأس فى الرأس وتستجيب لنداءات ونصائح أبناء دارفور و الوطنيين من أبناء السودان حيال هذه القضية ، فلقد وضعت الحكومة السودان في موقف لا يحسد عليه بتعريض الوطن للتدخلات الخارجية من فرض وصاية وأشياء أخرى لا يعلمها إلا الله وعليه فإن النظام عليه تحمل تبعات كل ما يطرأ عن ذلك، وهذا عن الإنقاذ. أما بالنسبة للجنجويد فإننا نلاحظ من تتبعنا لتصريحات المسئولين على مستوي الدولة بعد إشهار العصي والجزرة من قبل الأمم المتحدة والعين الحمرة من الولايات المتحدة أنها تنصب على أن الدولة ساعية في بسط الأمن سواء كانوا من الجنجويد أو غيرهم وهذا دلالة واضحة على أن الحكومة تريد أن تتنصل من أحبابها الجنجويد ومن الأفاعيل التى ارتكبوها معا، بصريح العبارة ليست تعنينا المجازر التي ارتكبها الجنجويد وعليهم تحمل مسئوليتهم وحدهم وهذا ما نبهنا إليه أهلنا الجنجويد ولكن وقع الفأس فى الرأس لهم أيضا. فيصل عبد الله دوسة – الأحساء - السعودية
|
|
|
|
|
|