عبد الباري عطوان..وانزلاق الأمة العربية

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 06:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-18-2004, 10:58 PM

يوهانس موسى فوك


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبد الباري عطوان..وانزلاق الأمة العربية

    عبد الباري عطوان..وانزلاق الأمة العربية

    يوهانس موسى فوك

    في المناخ الراهن، يبدؤ ان القبول بالنقد مسالة صعبة من الوهلة الأولى، غير أن الحق لابد أن يقال وان أصم المعنيون أذنيهم عن سماعه.

    يكاد يتفق العرب على أن العمليات الإرهابية التي تنفذها أنصار تنظيم القاعدة الذي يقودها أسامة بن لأدن، ضد المدنيين، والتفجيرات التي كانت تستهدف الغرب في بداياتها، لتطال العرب والمسلمين لاحقا، ما هي إلا نشاطات إرهابية تستهدف الغرب والعرب على حد سواء.

    ولكن، هناك نفر أخر ممن يجادلون على أن الإرهاب لم تكن يوما معرفا تعريف محايد، بمعنى أن ما يقوم به هولاء من تفجير انفسهم والأبرياء قد يكون أسلوبا من أعمال المقاومة ضد الاحتلال. إلا أن الفرق بين المقاومة والإرهاب تبقى رهان المصلحة الذاتية.

    أما الأستاذ مصطفى حجازي، فكان منظرا ومحللا بارعا حينما تصور الوضع الراهن، ونجح في تشخيص الحالة التي تعانيها العالم بأسره، في كتابه(حصار الثقافة)...بين القنوات الفضائية والدعوة الأصولية." وفى خضم انشغال المفكرين بهذه الحالة تحليلا، وتدقيقا ونقدا وتوصيفا للأسباب وعرضا للحلول، إذا بحالة جديدة تظهر على المسرح . ظهور خجول ومحدود في البداية، إنها سرعان ما بدا بالانتشار شمالا وجنوبا، مع تزايد الشكوك حول الحداثة وإمكانية ذهاب مشروعها بعيدا. إنها الأصولية العائدة، بوجوه مسميات عدة. أبرزها بالطبع الوجة الديني الذي ينال القسط الأكبر من الاهتمام، وتسليط الأضواء عليه في المجابهات السياسية والفكرية الحامية.إلا ان هذه العودة على البدء لا تقتصر على الأصولية الدينية، بل تتخذ أشكالا عرقية أو قومية متطرفة. أو هي تتخذ مزيجا من الدين والعرقية، أو الدين والعرقية أو كلها معا.

    ومن دواعي السخرية هنا ان بعض المثقفين، من الذين يدعى الثقافة وهم ليسوا بأهلها، أطلقوا على أنفسهم لقب "ضمير الامه العربية" وعلى قمة هولاء الأستاذ عبد الباري عطون ـ رئيس صحيفة القدس العربي والتي تصدر من لندن.

    وبالإشارة إلى عطوان فان الرجل قد تمكن حقا من الوصول إلى قلوب الكثير من الضعفاء، من خلال العبارات البلاغية الطنانه والخطابات الحماسية الذي يلغيه عطوان وهو يظهر متجهما ومنفعلا لإثارة عاطفة ضحاياه. وربما ابرز ما يوهم به العامة من الشعوب العربية هو استغلال مشاعرهم وأمالهم بإمكانية تحقيق الوحدة العربية وتوجيه اتهامات وانتقادات شرسة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واستخدام فكرة القومية العربية كحصان يجر بها عربته. كما يبدؤ ان عبد الباري عطوان يضع نفسه شان أفراد الطبقة الذكية، غير ان هذه الأفكار في حقيقة الأمر لا تعدو كونها تسعى لتحقيق المصلحة الذاتية. حيث أثبتت الوثائق قبل شهر تقريبا العلاقة المادية التي كانت سائدة بين عطوان والرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وان صحيفته "القدس العربي" تتلقى دعما مباشر من الزعيم العربي المذكور والذي كان مخلصا في نظر عطو! ان. وخير من أوضح مثل هذه العلاقة وعلق عليه بأصدق العبارات هو: الأستاذ صبري حافظ، في نشرته(الحرب ومأساوية علاقة المثقف العربي بالسلطة)، " أهم إشكاليات الواقع الثقافي العربي هي إشكاليات العلاقة المأساوية بين المثقف والسلطة. وهى إشكالية قديمة حديثة تطفو على السطح بين ان وأخر. وقد انشغل المثقفون العرب الآن بأحدث تبدياتها التي يشتط البعض ويدعوها بخيانة المثقفين، بعدما كشفت عنه أزمة الخليج من ذيلية الكثيرين من المثقفين للسلطة ونبعيهم لأهوائها، ومن مقدرة بعضهم البهلوانية على الالتفاف حول أنفسهم مائه وثمانين درجة، والانتقال من معسكر إلى المعسكر المضاد وفق تقلبات البورصة وتغير أسعار الدفع، بصورة تضاعف من مسؤولية المثقف، ومن يدفعون له، عما أصاب الاثنين من تردًّ وتدهور. فما اقترفته بعض النماذج المنحطة من (المثقفين) من قفز بين قوائم الدفع ومنابر الثروة أو الثورة إبان هذه ألازمة مما يندى له جبين الثقافة عاراً، لمن الأمور التي ستحتاج الحركة الثقافية العربية إلى زمن طويل للبرء من هوانها. ذلك لان الثقافة العربية التي عملت عبر عقود وأجيال على كسب قدر من احترام الجمهور لها، وتقديره لاجتهاداته! ا، سرعان ما تخسر بعملية قفز مهينة واحدة ما بنته عبر عقود وأجيال بدماء جيوش من المثقفين وتضحياتهم في علاقتهم المأساوية مع السلطة، وفى تصديهم لموجات التدهور ومؤامرات التبعية والهوان ".

    ما اشد المشهد الماً ووقاحة في آن، ان نرى عبد الباري عطوان يتحدث بلسان العراقيين، ويدعو إلى مقاومة الاحتلال دون ان يتساءل ان كانت للمقاومة ضرورة في هذه المرحلة الحرجة للعراقيين أم لا، حيث لم يأخذ بعين الاعتبار ولا يريد ذلك عمدا، مصلحة العراقيين أنفسهم مع المحتلين قبل رحيلهم. فان واقع السياسي الراهن في العراق يؤكد القول: ان الشعب العراقي كما التقت مصالحه في بداية الحرب مع الأمريكيين بإزالة النظام الذي كان يمثل الخطر الأكبر على العراقيين، فان هذه المصلحة مستمرة إلى ان يتم بناء العراق الجديد وتسليم السلطة إلى العراقيين في 30 من يونيو المقبل ، رغم تناقض اهداف كل منها .

    واشد غرابة من ذلك، ان عطوان من خلال تصريحاته ولقاءته التلفزيونية يظهر بمظهر المؤيد للإرهاب وهو يدافع عن التصرفات الوحشية للارهابين الذين يعتقدون ان بفعلتهم الغير أخلاقية وغير إنسانية يمكنهم بلوغ غاياتهم الغير محددة أصلا. مع انه يدرك يقينا ان من اللاحكمة ومن اللاأخلاقية ان نؤيد الإرهاب، حتى ولو كانت الطريقة الوحيدة لتحقيق مصالحنا. وكما يقول التاريخ فان الأفكار الشريرة ستموت لا محالة، لأنها تتعارض تماما والطبيعة البشرية، لكنها ستعبث في الإنسانية فسادا قبل ان تموت.

    مما يدعو إلى للأسف، ان بعض العرب تستمر في تصديق الفكرة المضحكة بان أمريكا يهدد الهوية العربية والإسلامية، ولا سبيل لبقاء هذه الهوية إلا بالمقاومة، والسؤال الذي يطرح نفسه:هل الهوية العربية هشة لهذه الدرجة، الهوية التي تزول مالم يدافع عنها احد؟؟ والى متى ستستمر المقاومة؟؟ وهل نقبل ان تكون المقاومة على حساب التنمية ومصالح الأمة؟؟.

    مما يضحك ويبكى العرب في آن، هي المجادلات حول الإصلاحات السياسية في الوطن العربي، فباعتبار ان العرب خير امة أخرجت للناس، فهم لا يقبلون باى نقد أو تنبية من الخارج، لذا رفض الكثير منهم ذلك المشروع الذي تقدم به أمريكا وحلفاها، والذي يدعم الإصلاح في شرق الأوسط، والسؤال الأخر هنا:ان كنا نرفض المشروع لكونه من أمريكا، فلماذا إذاً لا نرفض معه كلما من أمريكا من المساعدات ، والاختراعات الأمريكية التي نترقبها بلهفة، ونفضلها خير تفضيل، بل ونعشقها عشق؟...في واقع هذا نفاق كما قال احدهم...ويقف وراء هذا كله أنصار عطوان، وقد اضحكنى احدهم حينما قال:...ان قبلنا بالمشروع الامريكى للإصلاح فهذا يعنى، ان أطفالنا سيكونون عبيدا لأطفال الإسرائيليين!!.

    لذا، ان كانت الجدية شعار العرب لإصلاح دولهم وأوضاعهم السياسية والاجتماعية والثقافية، فبادي ذي بدء عليهم إيقاف هذا السيل من التطرف الذي هو " المقاس المولد " للعنف المجنون الذي يتلقى الدعم والترويج من قبل وسائل الأعلام العربية والتأييد من قادة الراى العام العربي. فضلا عن الشعور باليأس وفقدان الأمل الذي سببته ممارسات الحكام العرب الذين لا يرحمون منتقديهم، ولا يسعون حتى لمجرد المحاولة لإرساء دعائم الإصلاحات الاقتصادية والسياسية.لأنهم يعشقون الكراسي ليس إلا، ومن شعاراتهم:إما الموت أو البقاء في الحكم!!.

    بيد انه من الناحية الواقعية يمكن القول ان للمثقفين العرب دور في تدهور أوضاع الأمة، كيف لا وأمثال عطوان ومصطفى بكرى وغيرهم يسيطرون على الوضع تماما، وفى واقع الأمر لا يحللون قضايا الأمة إلا بما يخدم توجهاتهم...وما الوصف للمحلل السياسي إلا خاطىء، ذلك ان المحلل السياسي الحقيقي هو المتحلي بالأمانة و الإخلاص دائما في تفسير اى ظاهرة سياسية، وهذا التفسير يجب ان يكون بعيدا عن العواطف وبالتالي الرغبات والآمال، فهو تفسير عن واقع يعيشه الأمة، وليس عن افتراض، ولكي يستفيد المتلقي لابد ان يقبل بالعسير واليسير في هذا التحليل، والا سيبقى الناس أصداء الأغنية الشهيرة للفنانة سميرة سعيد(عالبال) "طمئن قلبي مرة حتى و لو تكذب علىّ ".

    لقد ألهب عبد الباري عطوان مشاعر الكثير وأججها لكره الغرب، والمفارقة المبعث للسخرية في ذلك: ان عطوان يعيش في بريطانيا وسط هولاء الكفار الذين يدعو ويناشد إلى قتلهم. إلا ان ما يجدر الإشارة إليه هو ان عطوان في نظر المتطرفين بطل. وضمير الأمة العربية، بل أكثر المثقفين العرب فهما وتعقلا، لأنه هو الذي يتجرا لأغيره للدفاع عن الشيخ أسامة بن لأدن عدؤ أمريكا الأول ، ويبرر ذلك على انه تحاشى من إهانة مشاعر الشعوب العربية.

    وصفوة القول: ان الأمة العربية قد انزلقت طريقها الصحيح وهى على وشك السقوط إلى الهاوية بسبب مشاكلها المتاخمة يوم بعد يوم، وعام بعد عام، وقرن بعد قرن، دون تحقيق أدنى تقدم، ولا يزيدها الشيخ أسامة بن لأدن وأبناءه( عطوان ورفقاءه) إلا سؤاً وتعقيداً، وسيعجز كل العرب عن معالجة هذه المشاكل العويصة بصورة فاعلة ما لم يواجهوا الحقيقة المرة: ان العيب فيهم ومنهم... وضرورة الكف عن الإشارة إلى أمريكا وضياع جل الوقت في الحديث عن أفعالها ، وأمريكا نفسها لا تأخذ لهم مأخذا . فان استمر الحال على ماهو عليه: فان الأمل بالخلاص سيضل طريقه إلى قلوب العرب!!.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de