|
علي من يضحك هؤلاء؟
|
في الثمانينات عندما كنا طلابا في جامعة دمشق كان هناك إتحاد الطلاب السودانيين و إتحاد "طلاب" دولة اريتريا الشقيقة التي لم تكن قد نالت استقلالها بعد في ذلك الوقت و كان الإتحادان و مازالا على حد علمي، في مبني واحد في منطقة الروضة القريبة من ساحة عرنوس في دمشق. و كثير من هؤلاء الطلاب "الاريتريون" قد درسوا في السودان و البعض منهم كانوا معنا في المراحل قبل الجامعية في مدارس بورتسودان و كسلا و كل تلك السنيين لم نكن نشعر بأن هؤلاء الزملاء لم يكون سودانيين !!! و المعروف في السودان، على الأقل في ذلك الوقت ، إنه كان على طالب قبل أن يجلس لإمتحان الشهادة السودانية، كان عليه أن يستخرج الجنسية السودانية، أي عليه أن يثب بأنه سوداني. و كل هؤلاء الذين نتحدث عنهم في هذه المقالة مازالوا يحملون الشهادة السودانية و الجواز السوداني و هو أمر مقبول بالنسبة لنا كسودانيين بشرط أن يكون حامله لاجئا إن لم يكن سودانيا. و في ذلك الوقت لم يكن الإخوة الاريتريين قد نالوا استقلالهم بعد، ولم و لن يكن شيئا غريبا أن تجد مواطن اريتريا يحمل جواز السفر السوداني كما هو الحال بالنسبة لكثير من السودانيين و لأسباب معروفة يحملون الجوازات الاريترية الآن، و لكن يظل السوداني سودانيا و الاريتري اريتريا. و هناك من يحمل الجوازين و هذا ليس عيبا أو حراما بشرط معينه ليس من بينها بالطبع نكران أي منها. و لكن المفاجئة هي عندما تقابل هؤلاء الأصدقاء و زملاء الدراسة "السودانيين سابقا" في دمشق، و ربما هو نفس الحال في دول أخرى، أن يقولوا لك هم أنفسهم، بأنهم ليسوا سودانيين و ليست لهم أي علاقة بالسودان، و أنهم اريتريون مسجلين في الجامعات السورية عن طريق الجبهات الاريترية و تم قبولهم ضمن الطلاب العرب الوافدين و مافيش حد أحسن من حد. و في هذه الحالة ما عليك إلا أن تتقبل هذا الواقع الجديد طوال فترة الدراسة، فيكون التعامل بينكم مثل التعامل بين بقية الطلاب العرب: يدعونك إلى احتفالاتهم و أيامهم الوطنية و أنت بدورك تدعوهم لاحتفالات عيد استقلال السودان و يوم أسبوع السودان و المعارض و كل واحد حر في وطنه!!!!!. و هنئونا 85 عندما انقلع نظام النميري عن السلطة في السودان و هنأناهم أشد التهاني في عيد استقلال الشقيقة اريتريا!!!!! و لكن و كما هو معروف فدوام الحال من المحال وكما نقول في السودان "الكضب حبلو قصير" و الكذاب إلحقو لو ورا الباب كما يقول الاخوة السوريون، فما أن تمضي سنين الدراسة ويأتي التخرج ما على هذا "السودان سابقا" إلا أن يذهب لإدارة الكلية التي درس فيها و تبدآ الجقلبة و الرشوة و كل ما يمكن حتى تقبل إدارة الكلية أن تسجل في شهادته بأنه سوداني!!!!!! و لكن الذي لا يمكن أن يكون مقبولا بالنسبة لأي مواطن سوداني أصيل لديه القليل من الكرامة و الغيرة على وطنه أن يرى هذا المواطن "السوداني سابقا" و هو يتنكر لجنسه و جنسيته و وطنه من أجل منحة دراسية تبلغ 380 ليرة سورية في الشهر، و يا ليتها دولار أو إسترليني، و ينتسب إلى دولة أخرى و لو أن هذه الحدود الجغرافية لا يمكنها أن تفصل بين الشعبين السوداني و الاريتري. و من المحال أيضا أن يقوم أي مواطن اريتري أبي ناضل و قدم الغالي و النفيس لعشرات السنين من أجل إستقلال و حرية بلاده بهذا الفعل فمن أين جاء هؤلاء المرتزقة؟؟؟؟؟
وبما أن معظمهم يحملون أسماء أنبياء، مثل صالح و إدريس و محمد على، تجدهم في السودان اليوم وقد تولوا المناصب الرسمية و الكثير منهم قد أطالوا اللحى و عفوا الشارب، ثم يكبرون و يهللون و يصحبوا ثلة من الإنقاذيين و قليل من المهمشين بعد أن كانوا "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة". فسبحان الله يغير و لا يتغير!!!!!!
فيا ترى على من يضحك هؤلاء، على السودانيين أم الاريتريين أم السوريين، و هل تدرى السلطات في أي من هذه الدول عما يجري؟؟؟؟؟. و للتأكد الرجاء الاتصال بالسفارة السودانية في دمشق، 009311 6120129 أو إتحاد الطلاب السودانيين.
محمد هدل أدروب.، جديدة عرطوس، سورية.
|
|
|
|
|
|