|
اتفاقية تقاسم السلطة و الثروة في السودان والالتزام الاخلاقي نحو الشعب
|
بسم الله الرحمن الرحيم فبراير–2004 1-السودان احد ثلاثة عشر دولة يهدد شعبها الابادة.
2-جبال النوبة تحت الاحتلال العسكري بموجب اتفاقية نيفاشا.
3-المراة السودانية الاكثر تضررا من الحرب ومن نظام الانقاذ والتي تمثل اكثر من 50% من تعدادالسكان,
ما هو وضعها من هذه الاتفاقية .
تقاسم سلطة و ثروات السودان بين الانقاذ والحركة الشعبية يخدم مصالح محددة لثلاثة اطراف هي:-
1-ادارة الرئيس الامريكي بوش
2-نظام الانقاذ
3-الحركة الشعبية
بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية فان الاتفاقية تخدم هدفا استراتجيا يلبي مصلحة الحزب الجمهوري في
الانتخابية المقبلة , و الثاني يخص امن الولايات المتحدة الامريكية بتحويل السودان الي مرجعية تعينها في حربها علي الارهاب , فضلا عن الاهداف الاقتصادية التي تتمثل في جملة ثروات طبيعية في السودان علي راسها النفط و اليورانيوم.(راجع خطاب رئيس لجنة الموازنة في الكونجرس الامريكي,السيناتور فرانك وولف المهتم بقضية السودان للرئيس بوش في يناير الماضي).
اما نظام الانقاذ و بنظرة سريعة الي سيرته الذاتية منذ عام 1989 و حتي الان نقرأ ما يلي:- 1- تصفة قادة 28 رمضان ,طمس معالم مقابرهم و ملاحقة ذويهم.
2- التصفية العرقية لابناء جبال النوبة و تدمير البيئة الايكولوجية بكل الوسائل الممكنة والغير معلنة وبشراسة لم يحدث لها مثيل في تاريخ السودان واصدار فتوي قتال الخوارج عام 1992 لتبريرهذه الشراسة
3-تصفية ابناء جنوب السودان و استخدام نفس الاسلحة و التكتيك الحربي في جبال النوبة بموجب الاتفاقية اعلاه.
4- ابتداع القوانين المذلة بشأن المرأة السودانية خاصة في مناطق الحرب و شل حركتها تماما الا اذا كانت تدين بالولاء للنظام.
5-استخدام الاطفال في الحرب الاهلية و القتل الجماعي لهذه الشريحة حتي و هم عزل و داخل فصول الدراسة (احداث مدرسة كاودا بجبال النوبة).
و اذكر ان سفير الانقاذ في نيروبي انذاك صرح قائلا: الهدف اصاب المرمي تماما.
6-ابتداع بيوت الاشباح لتعذيب المعارضين للنظام او المشتبه في ولائهم للنظام والاستعانة بالخبرة
الاجنبية في هذا الشأن.(الصين والعراق)
7- قتل مئات الاطفال و الشباب المجند ين في معسكر العيلفون لمجرد انهم قرروا قضاء احد الاعياد مع ذويهم
8-تصفية المواطنين في (معسكرات السلام) بوسائل مهينة و مذلة كالتجويع مثلا.
9-تفريغ الخدمة المدنية و مؤسسات الدولة من الكوادر المؤهلة و استبدالهم بكوادرها دون النظر الي المؤهل العلمي و الخبرة العملية.
10-تدمير الاقتصاد السوداني و تحويل ارصدة الميزانية العامة الي حسابات طبقة الانقاذ في البنوك العالمية.
11-ايواء رموز الارهاب و جيوبه و تحويل السودان الي حظيرة للانشطة الارهابية (كارلوس الفرنسي وبن لاد ن سعودي الاصل). ايضا ممارسة النظام للا رهاب وضعت البلاد في قائمة الدول الارهابية.
12-تشويه سمعة السودان الخارجية بسبب مساندة الانظمة الفاسدة (حرب الخليج و مساندة السودان للعراق). هذا عدا مئات الشباب السودانين الذين ماتوا في تلك الحرب مدفوعين باعلام مضلل و سياسة غير حكيمة.
13-مصادرة حرية الفكر ( صحف و مجلات, محطات فضائية و رجالات اعلام) مثلا صحيفة الوطن ,الخرطوم مونيتر,الايام, قناة الجزيرة الفضائية
14-مصادرة حرية الحركة و التنقل وجلد المواطنين و حبسهم ايضا للحد من حركتهم داخل او خارج السودان.مثلا جلد اعضاء منظمة رؤي و حبسهم و منعهم من حضور احد المؤتمرات الخاصة بهم في جبال النوبة.كذلك اعتقال رؤوس الادارات الاهلية و تهد يدهم من قبل جهات الامن و ذلك حينما سلموا رسالة للنظام يطالبون فيها بتقرير المصير لجبال النوبة
15-ملاحقة المعارضة السودانية في الخارج و ارهابها علنا او باساليب ملتوية.
16- ممارسة الرق علنا و التنصل من المسؤلية امام المجتمع الدولي.
17- التصفية العرقية لابناء دارفور الان بنفس درجة الوحشية التي استخدمتها في جبال النوبة و جنوب السودان
واي اتفاق يمكن ان يحترمه هذا النظام !
اذا راجعنا سلسلة مباحثات النظام مع الحركة ,لا نجد ما يشير الي التفاؤل هذه المرة.
مثلا اتفاقيات تمت مع الحركة ثم فشلت:- 1989-اديس ابابا
1991- فرانكفورت
1992-1993- ابوجا
1993-كمبالا
سمبتمبر 1993 –مبادرة الايقاد
ابريل1997-اتفاقية الخرطوم للسلام مع رياك مشار.
بالنسبة للاتفاقية الاخيرة بالذات ,ففي عام 1999 اعلن رئيس الجمهورية حالة الطوارئ ,حل الجهاز التشريعي و المجلس الوطني , قام باعفاء الولاة المنتخبين و استبدالهم باخرين عينهم هو –و بهذا المسلك خرق الدستور لعام 1998 و الذي ينص في مرسومه الرابع عشر علي تطبيق اتفاقية السلام لعام 1997 و بذلك عاد د.لام اكول ,د.راك مشار و د.كستلو قرنق الي الحركة مرة اخري.ايضا يلاحظ ان غالبية وفد التفاوض الحكومي من اجهزة امن الدولة الذين تورطوا في اعمال ارهابة مختلفة. و عليه اعود لاصل المقال وهي الاهداف التي تمثلها هذه الاتفاقية للاطراف الثلاثة.
نظام الخرطوم وجد الفرص التالية في مباحثات نيفاشا:- 1-بعد ضرب الولايات المتحدة لافغانستان و العراق اشارت كل الدلائل الي ضرب السودان
2-توقيع الاتفاقية يزيل السودان من قائمة الدول الارهابية د ون محاكمة الذين مارسوا الارهاب
3-يضمن نظام الانقاذ العمل في ابار النفط دون تحرشات الحركة الشعبية
4-في تنفيذ رغبة الولايات المتحدة بتوقيع هذه الاتفاقية ,يفقد شعب السودان سندا قويا فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الانسان . و عليه بدء المفاوضات بالترتيبات الامنية , و السرية التي ضربت حول الموضوع و مصادرة الصحف او تهد يدها بعدم نشر ما يجري في نيفاشا تؤكد ان هناك خللا ما و ان حسن النية غير متوفر في اي من الاطراف الثلاثة . و علي المواطن السوداني الذي تناقش ادق قضاياه ان ينتظر النتيجة و يقبل بها و يهلل لها شاء ذلك ام ابي.
ايضا بموجب الترتيبات الامنية تقع جبال النوبة تحت الاحتلال اللعسكري .فاذا وضع نظام الانقاذ ثلاثة الاف جندي من قوات الدفاع الشعبي في جبال النوبة بكل ممارساته السابقة , و تضع الحركة الشعبية نفس العدد من جنودها فهذا تهد يد صريح وواضح . و في هذا القرار مزيدا من مصادرة الحريات و الارهاب دليلي علي ذلك اعتقال ابناء جبال النوبة (حتي في الخرطوم) الذين يطالبون بحق تقرير المصير و رميهم في السجون و تهد يدهم بعدم تبلغ قوات حفظ السلام
الاتفاقية الامنية تعني ايضا اننا نحن ابناء النوبة علينا ان نقبل بالواقع الذي رسموه لنا في نيفاشا و علينا ان ننسي تماما كل ما حل بنا علي يد هذا النظام و علينا ايضا ان نقبل ان نكون جزءا منه.
يلاحظ ايضا ان الاتفاقية لم تتعرض لحقوق المواطن السوداني ,الاسباب التي حمل من اجلها د.جون قرنق السلاح.
جبال النوبة و هي طرف اساسي في الحركة الشعبية ارجأت المناقشات حولها مع النيل الازرق الي اخر المفاوضات.
اما ابيي وما ادراك ما ابيي ,فهذا امر يختلف اتناوله فيما بعد.
اؤكد ما من شخص يحب الحروب الا اذا كان يعاني من امراض نفسية و عقلية كما علمنا التاريخ.الشعب السوداني بالذات عاني كثيرا من الحروب طوال تاريخه القديم و الحديث و هو اكثر حرصا علي ان يعم السلام و تعود الحياة طبيعية خاصة و ان السودان في الوقت الحالي واحد من ثلاثة عشر دولة يتهدد شعبها الابادة بسبب جملة اسباب من بينها الحروب.و قد جاءت هذه المعلومة في المؤتمر الدولي حول الوقاية من عمليات الابادة في السويد يناير الماضي, حيث ذكرت الاحصائيات موت خمسة مليون سوداني في الحرب الاهلية و الباقي تتهددها الابادة بسبب ستة اسباب ينفرد بها السودان جميعا و هي:-
1-ابادات ماضية (و حالية في دارفور)
2-وضع متأزم في الوقت الراهن
3-اقليات حاكمة
4-التهميش
5-نمط النظام
6-درجة الانفتاح التجاري
و لكن المفاوضات بالشكل الذي تمت به و حصر مشكلة السودان في شمال (انقاذ) و جنوب (حركة) لا تقدم اي حل للمشكلة السياسية في السودان.
كان يمكن لوقف القتال مع تمليك الامر للشعب السوداني توفير فرصة واسعة ووقت وافي لتدارك الامر و
اشراك جميع القوي السياسية و المنظمات غير الحكومية علي ان يسبق المباحثات ورش عمل,مؤتمرات, ندوات ,استفتاء حول بعض الامور (يتفق عليها و يقررها الشعب ) ومن ثم الجلوس في طاولة المفاوضات
توجد اسباب واضحة و جوهرية تؤدي الي فشل هذه الاتفاقية ,منها علي سبيل المثال :-
1-تكالف الاطراف الثلاثة علي حل مشاكل خاصة بهم و ليس شعب السودان ككل.
2-التركيز علي السلطة و الثروة واغفال حقوق الانسان و كيف يمكن صيانتها
3-حصر المفاوضات في طرفين سودانين و الغاء كافة الاجسام ذات الوزن و الدور النضالي الواضح ضد هذا النظام.
4-فشل مباحثات سابقة بين النظام و الحركة
5-سمعة نظام الخرطوم الدولية في عدم احترام المواثيق و التنصل من العهود.
6-عدم الثقة المتأصل بين الشمال و الجنوب
7-الانتهاكات الصارخة التي مارسها الطرفان علي الشعب السوداني ,رغم ان د.جون قرنق رفع السلاح بسبب تلك المظالم و طالما ان الظالم طليق و يملك كل الاليات التي تمكنه من مواصلة نشاطه بمزيد من البطش يترك لدي المواطن السوداني كثيرا من القهر و الاحساس بالظلم و المرارة.
8-المشاكل الحادة بين الجنوبين و التي ضربت بجذورها في اكبرقبيلتين جنوبيتين هذه المشاكل لا يمكن ان تنتهي حتي يلج الجمل من سم الخياط.
يقودني هذا الحديث حول احساس المواطن العام بهذه الاتفاقية و الي قرار الحكم الرئاسي و تمديد فترة رئاسة الفريق عمر البشير لمدة ستة سنوات اخري هي الفترة الانتقالية و كذلك د.جون قرنق نائبا للرئيس و علي عثمان محمد طه رئيسا لمجلس الوزراء .هذه اول مرة نسمع فيها برئيس لمجلس الوزراء بلا انتخاب و ليس في هذه البدعة ما يبرهنها طالما ان النظام كله قائم علي الدكتاتورية و فرض الذات.
و معني ان يستمر نظام الانقاذ في السلطة ستة سنوات اخري ما يلي:- 1-مزيدا من الارهاب و التسلط و ما دعوة الفريق عمرالبشير بعودة الاجهزة الامنية الي طابعها القومي الا تأكيدا لسؤ النية الاجهزة الامنية هي المؤسسات الاكثر فعالية لهذا النظام و هي لم تلغي حتي تعاود نشاطها.
2-قرار العفو العام و الذي سوف يكون عن بعضهم البعض معناه انهم جميعا فلتوا من المحاسبة والعقاب بل وتمت مكافأتهم بموجب هذه الاتفاقية.
3-مزيدا من التخريب للاقتصاد السوداني و التنصل من المسؤلية الاخلاقية تجاه الشعب و التي لم يتحملها نظام الخرطوم من اصله .وواضح جدا من القرار الرامي الي اتخاذ الجمهورية الرئاسية و تسيير اقتصادها علي النهج الرأسمالي مع رفع يد الدولة ليس عن التنمية و حسب , بل و عن تقديم الخدمات للجمهور ما يؤكد الاصرار علي مواصلة تخريب الاقتصاد السوداني و تحويل الميزانية الي الارصدة الخاصة في البنوك العالمية و التنصل من مسؤلية الخدمات العامة كالتعليم و الصحة .....الخ و في هذا السياق اسهب المحامي الاستاذ كمال الجزولي في الشرح و التحليل موضحا مخاطر القرار
4-اضف الي ذلك توسيع الهوة بين القلة من الاثرياء و الاغلبية من المعدومين
5-ان يكون د. جون قرنق نائبا لرئيس الجمهورية و رئيسا للجنوب بعد الفترة الانتقالية , فهناك تيار جنوبي
يقاوم هذا الوضع و يؤكد بانه سوف يأتي بشخص غير د. جون قرنق ليحكم الجنوب بعد الفترة الانتقالية و تطبيق تقرير المصير علي الجنوب حينئذ علي د. جون قرنق ان يحكم الشمال كما يشاء علي حد قولهم و لكنه سوف لن يحكم الاثنين معا.
الان اتناول جانب الحركة الشعبية و تحديدا قضية ابناء جبال النوبة :-
انضمام ابناء جبال النوبة للحركة الشعبية جاء نتيجة للاحساس بمظالم مشتركة ,متكررة و متصاعدة من كل انظمة الشمال. ايضا للقرب الجغرافي و تشابه بعض اوجه الثقافة لذلك كان الاتجاه جنوبا امرا حتميا و طبيعيا ايضا. و اضافة الي التشابه في المظالم الذي ذكرتها انفا تنفرد جبال النوبة ايضا بخصوصية في ملف هذا الظلم –منه علي سبيل المثال :-
1-حينما استنجد الامام المهدي بالمك ادم ملك العباسية تقلي اكرم الرجل وفادته و اعانه في طلبه حتي انتصر الامام.
النتيجة انه عندما تسلم عبدالله التعايشي مقاليد الامور وجه جل عدائه و بطشه الي النوبة و اذاقهم ويلات العذاب
2- تاريخ ابناء جبال النوبة مع عائلات المهدي مرتبط بالرق و فرض الدونية في جميع مراحل حكمهم حتي ديمقراطية السيد الصادق الثالثة والاخيرة.
3- استخدام ابناء النوبة في الجيش كشف عن ميزات قتالية عالية و ضبط وربط واحترام الثقة –و لكننا ظللنا نحارب للغير دون ان نجد فرصة تضعنا في مستوي القيادة و اتخاذ القرار . منعي ذلك ايضا اننا دائما نخوض حروبا لم نقررها و لم يؤخذ رأينا فيها.
لذلك التحق يوسف كوة رحمه الله و عطر ثراه بالحركة الشعبية ردا لهذه المظالم انضمامنا للحركة الشعبية و كما قال الاخ عابدون اقاو ليس لسواد عيون الجنوبين وجود يوسف كوة داخل الحركة كان يعني القيادة من اجل النوبة ولاجل جبال النوبة.و لكن ابناء جبال النوبة تم تذويبهم في الحركة الشعبية و معهم قادتهم.في هذا السياق اوضح الاتي:-
1-د. جون قرنق تعمد تهميش ابناء النوبة داخل الحركة ولم يمنحهم فرص تولي المهام الادارية و السياسية و العسكرية او فرص التدرج في مواقع ذات قرارات مؤثرة.
2-ابناء جبال النوبة داخل الحركة الشعبية حرموا من التأهيل الاكاديمي في الجامعات او حتي التدريب المحلي. ايضا حرموا من التدريب اسوة بالكوادر الاخري من الجنوبين في اوربا , امريكا ,افريقيا....الخ. و حتي علي مستوي التعليم الاساسي اذكر ان بعض ابناء جبال النوبة قد عبروا عن ذلك و هذا نص تعبيرهم: كان هم بالفصل وا نحنا جينا نعاين بالشباك بطردونا.
3-حادثة الذرة الشامي الشهيرة و الذي كان متوفرا في احد مناطق الحرب في الجنوب في الوقت الذي مات فيه اكثر من مأئتن جندي نوباوي جوعا علي الشط الاخر للنهر.
4- في انشقاقات الحركة الحركة الشعبية المتعددة و احتفاظ كل فصيل منشق بما لديه من الجنود و مواجهات بعضهم البعض عسكريا حارب ابناء النوبة بعضهم البعض في خلافات لا تخصهم و لم يكن القائد يوسف كوة في وضع يسمح له بالتدخل
5-ضربت علي يوسف كوة و القاعدة من ابناء النوبة داخل الحركة نوعا من العزلة و كثيرا من التحفظ. و اقصد بذلك ان بعض ابناء النوبة الذين قابلتهم في نيروبي او يوغندا ذكروا بانهم لم يروا يوسف في حياتهم و سوف لن يستطيعوا التعرف عليه اذا قابلوه في الشارع صدفة .
6-ضباط ابناء جبال النوبة داخل الحركة الشعبية و الذين اعتقلتهم الحركة الشعبية في بداية التسعينيات و رمت بهم في غياهب المجهول لاتهامهم بمحاولة الانقلاب ضد الحركة . هؤلاء الضباط تدعي الحركة الشعبية بانهم قتلوا في كمين بعد ان حبستهم لمدة عامين
اين هذا الكمين؟
و متي حدث؟
و لماذا لم تتهم الحركة الشعبية نظام الانقاذ و تحمله المسؤلية كما تفعل في مثل هذه الحوادث ؟
و لماذا لم تخاطب المجتمع الدولي ؟
هؤلاء الضباط كاتوا في حالة مزرية قبل تصفيتهم بايام و يقول شهود عيان ما يزالون علي قيد الحياة بانهم كانوا يلبسون اسمالا و كانوا نصف عراة و لم يكونوا يستطيعون الوقوف لرد تحية زائريهم
حدث كل ذلك لضباط في الحركة قدموا مطالب لدكتور جون قرنق بالاتي:- 1-ملابس 2- احذية 3- دواء 4-تدريب 5- سلاح وذخيرة 6- تمثيل في الخارج. واسمها المطالب الستة.
احد هؤلاء الضباط كان عوض الكريم كوكو تية الرجل الثاني بعد يوسف كوة في قيادة ابناءالنوبة داخل الحركة الشعبية و الذي شارك بالفكر و التنفيذ في كيفية انضمام ابناء النوبة للحركة الشعبية تخلص د. جون قرنق من كل هؤلاء حتي يخرس اي صوت للنوبة يمكن ان ينادي بالمساواة داخل الحركة وايضا ليعطي النوبة درسا قاسيا اذا فكر احدهم في تكرارهذه المطالب .
7-عين د. جون قرنق وليد حامد ليرافق يوسف كلما جاء الي نيروبي .هذا الوليد سوداني من الشمال تخرج من احد جامعات الهند وهو لا يشارك في عمليات عسكرية و قد يكون دوره سياسيا و لكننا نعلم جميعا ان وليد كان يرصد كل تحركات يوسف و يقدم تقريرا لدكتور قرنق و هي نفس وظيفته مع عبد العزيز ادم الحلو.
8- القائد محمد جمعة نائل كان نائبا ليوسف, عرف عنه المهارة القتالية العالية و التكتيك الحربي وهو محبووب وسط النوبة . و بعد رحيل يوسف عين د. جون قرنق عبد العزيز ادم الحلو قائدا بدلا من محمد جمعة نائل مهما تعددت قدرات ادم الحلو العسكرية ففي اختياره بدلا من محمد جمعه دوافعه
و اذا كانت ضمن هذه الاسباب عدم تأهل محمد جمعه نائل فان سياسات د. جون تجاه النوبة و عدم اعطائهم التدريب هي السبب لان يوسف كان مريضا لسنوات و كان يدري بانه راحل .كل ما افهمه في هذا السياق هو ان د. جون يريد قائدا للنوبة لا تهمه المصلحة السياسية لابناء الاقليم . و اذكر في تصريح لادم الحلو بانه مشغول بالحرب وليس لديه الوقت حاليا لتناول السياسة.كان ذلك بعد وفاة يوسف بفترة وجيزة و تسلمه للقيادة . ادم الحلو هو القائد الذي يرضي طموحات اصحاب المطامع في جبال النوبة سواء كان ذلك من الجنوب او الشمال .و بتعيينه ضمن جون ان مهمة هذا الشخص الوحيدة هي التنفيذ و السمع و الطاعة و ترديد شعارات الحركة الشعبية بدون تركيز.
9- سلم د. جون ملف ابناء النوبة الاجتماعي للسيد ياسر عرمان – و بموجب هذا الملف اعطي ياسر عرمان لنفسه الحق في التدخل في كل ما يهم النوبة و يتعامل مع المنطقة ككل كملكية خاصة حتي صدق نفسه و خرج عن الكنترول
و اذكر اتصالات ياسر عرمان في العام الماضي لابناء جبال النوبة و طلبه بان يقيموا ندوة او ورشة عمل ليكذبوا فيها كل ما سوف يقول سليمان رحال في زارته لهولندا.
في العام الماضي ذهب سليمان رحال الي امريكا بدعوة من الادارة الامريكية لشرح اخر ابعاد القضية من وجهة نظر مستقلة بعد تلك الزيارة اتي سليمان رحال الي كندا و مهدنا له اللقاء بكل الجهات الرسمية ذات الصلة بازمة السودان.بعدها قرر السفر الي هولندا للتفاكر مع ابناء النوبة حول نفس الموضوع.
ياسر عرمان يزعجه شخص مثل سليمان رحال يعرف قضيته تماما و له القدرة في التعبير و التحرك الدولي
ثانيا سليمان رحال هو احد مؤسسي منظمة نوب للاغاثة في نيروبي و التي كان قد بدأها محمد هارون كافي هذه المنظمة هي الوحيدة التي تقدم الاغاثة بشكل مستمر الي النوبة في المناطق المحررة و قد توسعت ميزانيتها بعد ان استقطبت الدعوم من جهات مختلفة مهتمة بازمة النوبة
10-ايضا من قيادات النوبة في الحركة الكوماندور دانيال كودي وقد منحه د. جون (وزارة السياحة )في المناطق المحررة !كم مرة هدد فيها دانيال كودي بالاستقالة؟ و لماذا تراجع؟ و كيف تم اقناعه بالعدول عن رأيه ؟ المهم في نهاية الامر لجأ دانيال كودي الي التي كانت هي الدواء و اصبح قاب قوسين او ادني من تليف الكبد .
السؤال هو:
ما هي الازمة النفسية التي اوصلت دانيال كودي الي هذه الدرجة الصحية؟
11-محمد هارون كافي استجار من الرمضاء بالنار و قبل بمنصب مستشار السلام الذي كان يشغله حمد عبدالكريم قبل رحيله.
هذه هي قيادة ابناء جبال النوبة داخل الحركة الشعبية.
12-اعود للسيد ياسر عرمان مرة اخري لان ياسر عرمان يفتي في امور لايعرفها وهو لرجل لا يدري انه لا يدري و يصيح بذلك كالثور في مستودع العلف.
عام 1998 التقينا نحن مجموعه من ابناء جبال النوبة من مختلف انحاء السودان ومن مختلف منظمات غير حكومية و حزب قومي ,التقينا في مطار نيروبي الدولي و كلنا نحمل تأشيرات دخول الي كينيا .كان الهدف من تلك المقابلة هو ان نخرج برؤية موحدة حول ترتيبات المرحلة الانتقالية في السودان.ثم نلتقي مع يوسف كوة الذي كان قادما من الجبال و نفرغ كل المحتويات في ورقة واحدة لنقدمها في مؤتمر كمبالا الذي كان سيناقش ترتيبات المرحلة الانتقالية في السودان فؤجئنا بسلطات المطار تمنعنا من الدخول الي كينيا بحجة ان اوراقنا تتم مراجعتها في وزارة الداخلية.كان ياسر عرمان متواجدا في نيروبي في تلك الاثناء و كذلك دانيال كودي.لم يحضر احدهم لزيارتنا طوال مدة الستة ايام التي قضيناها في المطار ,بل ارسلوا لنا السيد وليد حامد الذي كان يزورنا يوميا بل و احيانا مرتين في اليوم ليخبرنا بان الحركة تتابع اجراءات الافراج عنا ! فما كان من السيد فيصل عبيد كبوني (خريج ادب انجليزي جامعة الاسكندرية – حزب قومي)الا ان ذهب لمدير المطار و شرح له الموقف . امر الرجل سلطات المطار ان تسمح لنا باستخدام مكتبه في اي وقت حتي نخرج و انجزنا المهمة في المطار
قبل مؤتمر كمبالا بيوم واحد حضر يوسف كوة من الجبال وهو نفس اليوم الذي افرج فيه عنا و قد كان في عجلة من امره لانه كان سيغادرالي يوغندا برا رغم ان الحركة الشعبية كانت تعلم بظروفه الصحية.
و بمراجعة ورقة يوسف اتضح اننا نتفق حول كافة الامور فيما عدا تبعية جبال النوبة لجنوب السودان في الفترة الانتقالية والتي اصر عليها يوسف.
قصدت بذلك ان هناك بعض التامرات الساذجة من الحركة الشعبية للوصول الي غاية معينة في جبال النوبة .و السبب هو ان د.جون يدرك تماما ان اساس مشكلته في الجنوب هي الصراعات القبلية وان النوبة قوة بشرية هائلة في القدرة الجسمانية و في التفوق الاخلاقي وهم بذلك وكما كانوا يمثلون وزنا ثقيلا كمحاربين داخل الحركة يمكنهم ايضا ان يقدموا خدمة جليلة في فترة الانتخابات المقبلة بالنسبة لد.جون. و اعتقد ان خريطة السودان الجديدة التي رسمها د.جون حتي شمال الدلنج لم تأت من فراغ و لا تعني اي تكتيك حربي حسب ما قاله لي حينما ذهبت لسؤاله عن تلك الخريطة في مقر اقامته في كمبالا.
يقودنا الحديث الي مؤتمر كاودا وما ادراك ما مؤتمر كاودا .
جميل جدا ان يتوحد ابناء جبال النوبة ففي الاتحاد قوة
و جميل جدا ان يخرجوا لنا بحزب قومي موحد . هذا الاتحاد حل لكثير من المشاكل.
اما ان يفوض المؤتمرون د. جون ليمثل النوبة في مباحثات نيفاشا فهذا تصرف عاطفي و ساذج و يدل دلالة واضحة علي ان المؤتمرون لا يد رون ما يد ور داخل الحركة الشعبية حول جبال النوبة .مهما كانت مبررات و د وافع ذاك التفويض الذي لم يمنحه ابناء الجنوب انفسهم لد. جون .
و قد كان التفويض اعترافا صريحا من المؤتمرين بالتنازل عن كل ما ارتكبته الحركة في حق ابناء جبال النوبة . وتنازل تام عن خريطة جبال النوبة لد. جون يفعل بها ما يشاء.
مؤتمر كاودا جاء بتخطيط من ابناء جبال النوبة داخل الحركة الشعبية و هذا شئ نحترمه
و لكن من الذي اوعز بقيام هذا المؤتمر ؟
من الذي موله؟
من الذي اختار اسماء المؤتمرين؟علي اي اساس كانت توزع الفرص ؟
و ما منعي وجود د. جون في مؤتمر يناقش قضايا النوبة؟
و لماذا هذا التنازل والتواضع و التكلف من د. جون بحضور مؤتمر كاودا وهو الذي لم يكلف نفسه بالسفر الي جبال النوبة لوداع يوسف كوة عند رحيله و انتظر حتي يحضروا له الجثمان ؟
ثم ماذا بشأن المؤتمرين في كاودا ففيهم من هم اقدر علي التعبير عن قضيتهم ,بل فيهم الاب فليب .
ليس هناك اي منطق يمكن ان يقنعني بمقدرة د. جون في التعبير عن قضية جبال النوبة او انه يمثل الحركة في المفاوضات و جبال النوبة جزءا من الحركة الشعبيةلان هذا هو مربط الفرس .
ضاع كثير من حقنا من جراء الذوبان في الحركة.
و تكفي الترتيبات الامنية لهذه الاتفاقية
و يكفي ان قضية جبال النوبة ارجأت الي نهاية المباحثات كما لو انها تحصيل حاصل.
اما ابيي فهي لا تحتاج الي اجتهاد لانها ضمن حدود جبال النوبة . و اذا كانت قد تبعت لبحر الغزال ادرايا في فترة النميري بسبب مشاكل الرزيقات و الد ينكا حول الماء و الكلأ فهذا لا يعطي الحق لدكتور جون في المطالبة بها.
مؤتمر القضايا المصيرية الذي عقده التجمع الوطني الد يمقراطي في اسمرا عام 1995 هو الذي ناقش قضية ابيي بمعزل عن جبال النوبة . و التجمع نفسه اما انه جاهل بخريطة السودان او انه افرد تلك الفقرة لابيي لسواد عيون د. جون الذي كان يقود المعارضة العسكرية في التجمع.و اذكر انه قبل الجلسة التي كان من المقرر ان تناقش فيها قضية ابيي اصدر د. جون اوامره لوفد الحركة بالعودة الي نيروبي و اذكر ايضا ان دانيال كودي قد كان ضمن وفد الحركة في ذاك المؤتمر!
ذهلت لكل هذه التفاصيل لاني لا اتفق مع عمي محجوب ابو عنجة في اننا يجب ان نتباكي علي الماضي لان ما حد ث ويحد ث لم يدخل في اطار الماضي .
هذه جروح لم تدخل في اطار الماضي
واسوأ ما تعرض له ابناء جبال النوبة ما هو ات.
و علي ابناء جبال النوبة ان يتخلوا عن تناول القضية بهذا المستوي الكلا سيكي الشفاف و بمثل هذه الثقة العمياء في من هب و د ب , لان هذه الثقة هي التي راح ضحيتها مئات الالاف من النوبة و اساس مشكلة اليوم هو الارض و ليس الفرد.
اعود الي ياسر عرمان مرة اخري بسبب كثرة فتاويه في امور تهم شعب السودان ويتناولها دون دراية او تعقل .
في لقاء اجراه السيد ضياء الدين بلال مع ياسر عرمان عبر الهاتف و نشر في سودانايل حول اتفاقية نيفاشا تحد ث ياسرعرمان مشبها قضية الجنوب بمقاطعة كيبك الكندية.
اوضح المعلومات التالية لياسر عرمان و لوجه الله تعالي:-
اولا: كيبك هي احدي محافظات كندا الاربعة (اونتاريو ,نوفاسكوشيا,نيوبرونزويك) التي توحدت في
كونفدرالية عام 1867و كونت بذلك النواة لدولة كندا اليوم. و تتابعت بقية مقاطعات كندا في الانضمام لهذا النظام السياسي و كان اخرها محافظة ننافوت في ابريل 1999.توحد ت هذه الشعوب باراد تها و
و اسست نظام كندا البرلماني الحالي و اختارت تورنتو (محافظة اونتاريو ) عاصمة لكندا و اوتاوا (محاظفة ا ونتاريو )عاصمة سياسية.
بموجب هذا الاتفاق تضطلع الدولة بمسؤلية الدفاع عن كندا , زارة الخارجية و ادارة الجنسية لان كندا تستقبل مهاجرين من مائة و خمسين دولة في كل عام . اما المحافظات فعليها مسؤلية التعليم ,الصحة و الطرق السريعة و تكون الشرطة, المطافئ, ازالة الجليد و القمامة من مسؤليات البلد يات في كل محافظة
و الاهم من كل ما ذكرت هو ان الد ستور الكندي يكفل الحريات و احترام حقوق مواطنيها ممثلي الدوائر البرلمانية و رئيس الوزراء يأتون عن طريق الانتخابات و ليس الانقلابات و البندقية هذه الانتخابات تعتمد علي تقنية عالية في تنفيذ مهامها و لها ادارات و عاملين . اقصد بهذا ان اي شخص يأتي عن طريق الانتخابات في اي موقع يأتي عن طريق الشعب الشعب هو الذي يختار من يمثله , و له الحق في سحب الثقة من الحكومة اذا لم تنفذ برامجها او لم يوافق ثلثي اعضاء البرلمان علي مقترحاتها.
في هذه الحالة يستقيل رئيس الوزراء و يطلب من الحاكم العام الدعوة لانتخابات عامة . ايضا محافظات كندا جمعيها لديها مدخل الي البحر– يعني الظروف الجغرافية مساعدة – فاين مدخل الجنوب الي البحر؟
اقرب ميناء للجنوب هو ميناء ممباسا الكيني و الثاني هو بورتسودان
ثانيا: في الوقت الذي يسعي فيه العالم نحو التوحد نعترف نحن السودانيون بفشلنا في العيش معا و نبحث عن الانفصال
الا نشعر بالحسرة و السودان في طريقه للتجزأة ؟
المسألة ليست شمال و جنوب؟
و حتي بالنسبة للجنوب و علي حسب تصريحك في تلك المقابلة الهاتفية قلت:-
أمنت لك علي شئ واحد وهو باقان يتحد ث عن دوائر في الجنوب و الحركة ليست كل الجنوب.
اذا من الذي تمثلون يا ياسر عرمان ؟
في هذا السياق اتناول تصريح السيد باقان اموم في جريدة الشرق الاوسط حيث قال ان الاتفاق من مشهيات الانفصال لا الوحدة و ان الاتفاق مبني علي ثروات الجنوب و ليس الشمال, و ان الجنوبين سوف يصوتون للانفصال حتي يستولواعلي 50% من عائداتها التي سوف تذهب للشمال.
اخلص الي القول بان الاتفاقية و بالشكل الذي تمت به لا تقدم حلا لمشكلات السودان.
اتفاقية السيد محمد عثمان الميرغني مع السيد علي عثمان محمد طه واجهت انتقادا عنيفا حتي من كوادر الحزب الاتحادي نفسه .ايضا الحزب الشيوعي السوداني كان قد اصدر بيانا انتقد فيه هذه الاتفاقية و التي لم يخول فيها السيد محمد عثمان الميرغني من قبل التجمع الوطني الديمقراطي و يصبح من الواضح ان النظام و علي حسب اسلوبه في استقطاب المعارضين قد تناول المسألة مع كل فصيل علي حدة . مثلا مؤتمر البجة اصدر البيان تلو البيان ينفي فيه علاقته بتوقع الشيخ عمر مع نظام البشير و عودته الي السودان . و قرر المؤتمر مواصلة النضال طالما ان الاتفاقية المذكورة لا تقدم حلا لمشكلات الشرق او السودان ككل.
منظمات المجتمع المدني مثل ضحايا التعذيب ,المنظمة السودانية لحقوق الانسان , روابط و منظمات ابناء جبال النوبة , و روابط دارفور كل هذه القوي لا تري حلا في اتفاقية نيفاشا.
الحزب القومي السوداني المتحد اصدر بيانا ايضا يطالب فيها بجملة حقوق من بينها تقرير المصير لابناء جبال النوبة
تجمع الصحفيين بالمملكة العربية السعودية حث السودانيين و طالب بتحليل الاتفاقية .و عليه و برغم
حرصنا الشديد كسودانيين علي ان يعم السلام في السودان نؤكد ان الحلول الجزئية لا تضمن هذا السلام . و فرض الهيمنة و نظام الانقاذ علي الشعب السوداني ايضا يزيد من استياء الشعب ومن وطأة الازمة السياسية
وما لم تخضع مسألة السودان الي البحث و مشاركة كل قوي الشعب السوداني فان الوضع علي ما هو عليه سوف يفجر مواقف هنا و هناك مطالبة بحقوقها .
|
|
|
|
|
|