|
هكذا غرقوا واحدا تلو الاخر محمود الدقم اثينا 1
|
كثيرون فضوا بكارة المجهول بحثا عن سلام او دولار او شهادة جامعية او امراة ولكن في النهاية الهدف الواحد تحقيق ما لم يجود به الزمن في الداخل السوداني وفي بيروت وما ادراك ما بيروت حيث يموت الشباب السوداني بالقهر او التعذيب في السجون اللبنانية بجريمة دخول البلاد بطريقة غير شرعية اثر المئات منهم شق فضاء الافق والتوجه نحو اوروبا عن طريق تركيا مرورا عبر سوريا كانت هذه الطريق سخية علي مهاجري ماقبل الحادي عشر من سبتمبر ولكن تاريخ العالم الامريكاني لخارطة طريق المهاجرين بصورة غير شرعية تحول تماما واصبح كل من يهم بدخول ا وروبا بصورة ملتوية مصيره الموت غرقا او برصاص خفر الحدود وخصوصا الاتراك لا يرحمون اطلاقا وكم من شاب سوداني مزق الرصاص جسده وقضي شهيدا في الحدود التركية ا لسورية ولكن لانه لا يحمل معه هوية ا ثبات يصعب التعرف عليه ومن حالفهم الحظ وولجوا اسطمنبول احياءا فان عليهم ان يواجهوا المعادلة التالية الاستسلام للمافيات وهي حرة في ان تبيع اعضاءهم البشرية او تغرقهم او تدخلهم اوروبا او تسرق اموالهم وذلك اضعف الخسارات مكي الشاب السوداني وصل حديثا لليونان وقال
كنا اربعة وعشرين سودانيا وخمسة اثيوبيات واربعة افغان دفع كل شخص مبلغ ثمانمئة دولار مقابل ان يلقي بنا القارب الي جزيرة رودوس اليونانية انحشرنا في فان صغير كلنا كما يتم شحن الغنم في الباخرة تمهيدا للتصدير اولا ثم الذبح والسلخ ثانيا جرت بنا السيارة عشرون ساعة دون توقف والاوامر واضحة من قبل دهاقنة المافيا من اراد ان يتبول فليحمل معه كيس نايلون او قنينة ماء فاضية ومن يعمل شوشره فلا يلوم الا نفسه وهكذا جرت بنا الدابة كنت والكلام للاخ مكي يقول كانت امنيتي في تلك اللحظة ان تنتهي رحلة الفان الحافلة هذه كانت امنيتي في الحياة تشاجرنا مع بعضنا وهناك من كان يسب الدين ويشتم الحياة وهناك من حلف باخته ليغرقن المركب في عرض البحر والداهية الكبرى ان الكثير من السودانين داخل الحافلة المغلقة تماما كان يحمل مشروبات روحية او قل خمرة وويسكي وبيرة مما جعل من الامر جحيما لا يطاق حتى وصلنا الي ميناء مهجور في ازمير ميناء يذكرك بزمن القراصنة وهناك راينا نجوم الظهيرة عيانا بيانا
نواصل
|
|
|
|
|
|