|
الأعلام: ومكاتب الحركة الشعبية
|
لقد ارتعش قلمي في يدي بالحزن والغم والغضب الكظيم، بعد قراتى للأخبار السيئة التي نشرت في بعض الصحف، و التي تظهر الخلافات والأزمة الإدارية داخل الشعب السياسية للحركة الشعبية لتحرير السودان، وما آل إليه وضع هذه الشعب والمكاتب في الدول العربية من صراعات وانقسامات، بسبب مشاكل تافهة، لا تثير أدنى اهتمام القيادة العليا للحركة الشعبية، بعض الأحيان.
وتعقيبا على ذلك، سأتفادى العبارات الملطفة، وأتناول هذا الموضوع من منطلق ثوري، بعيدا عن المجاملة الأخوية، بغرض تصحيح الواقع، وحتى لا تذهب الأفكار بعيدا بالحركة الشعبية ومستقبلها السياسي. لان هذه المواقف الشاذة من الصراعات الإدارية تقتضى التوقف عندها وان يتناولها المرء بكل صدق وأمانة حتى تستعيد للحركة الشعبية اعتبارها السليب.
وبالإشارة إلى أسبابها، فان أزمة الفوضة العارمة التي شهدتها مكاتب الحركة الشعبية في كل من القاهرة وطرابلس، اختلقها بعض الشخصيات الضعيفة متعددة الوجوة، والذين يعتبرون الانتماء إلى الحركة الشعبية موضع الفخار والافتخار و مصدر القوة والمتعة والعزة دون التقييد بالقاعدة القائلة: أن الذوبان في الجماعة السياسية يعنى التنازل عن مواقفك الفردية وألوانك السياسية السابقة لصالح الجماع والتقييد بالقوانين وبالمبادى والموافق التي تتبناه الجماع بالأغلبية.
ومن الطبيعي أن تحتضن الحركة الشعبية بداخلها المصلحى والمخلص معا مثلما يقطن داخل اى دولة، أو يوجد وسط اى جماعة سياسية ، الطالح والصالح ، الجبان والشجاع، ويتمتع الجميع بالمزايا والامتيازات التي يكتسبه كل فرد بصفته عضوا في الحركة الشعبية. ولكن، تظهر المشكلة في أن بعض الأعضاء لا يعترفون بمن اختير من وسطهم ليمثل مكتب الحركة الشعبية في الدولة المقيم لديها إلا بمن بعثته الحركة من ساحات القتال، كما هو الحال في القاهرة وطرابلس، ويتشدد هولاء في مواقفهم بعضهم طمعا لتقلد هذا المنصب البسيط(مدير مكتب الحركة بالدولة ...) وأصبح عندهم شيئا مشتهى. والبعض الأخر، أحيانا لمجرد تعارض مصالحه الشخصية مع توجيهات المدير الجديد. ويستخدم هولاء عدة طرق للاطاة بالمدير حتى ولو من شان ذلك أن يشين بسمعة الحركة الشعبية، واستخدام طرق غير شريفة لنشوية سمعة ممثل المكتب، والتقليل من شانه بترويج الإشا! عات وتوجيه اتهامات، لا يترك صناعها وراءها كما هو معروف، لا سمعة جيدة ولا ألفاظ محترمة وينهار الرجال الأقوياء بتأثير الاغراءت وبرغبة تحقيق المصلحة الذاتية.ومع ذلك الحياة السياسية في المكتب تبقى مستمرة.ولكن ـ الشيء المهم والذي دفعني للكتابة هو هذا السؤال الذي يطرح عدة تساؤلات جدية: ما النفع من اتهام الرفقاء بعضهم بعضا باستخدام ألفاظ جارحة عبر الأعلام؟؟ وماذا يجنى من يصدر البيانات عن المشاكل الإدارية في مكاتب الحركة الشعبية من ذلك العمل التخريبي؟؟ و ما الغرض من اصدارالبيانات؟؟
هذا المشهد البيروقراطي الحافل بالمصلحية ، وملفاته، يحتاج أكثر من وقت مضى إلى المراجعة والمحاسبة من قبل القيادة العليا، حفاظا على سمعة الحركة الشعبية ، و حماية مصالحها الاستراتيجية وعلاقاتها السياسية من الفتور، وتأكيد عزمها من جديد على السعي لتحقيق المساواة والوحدة والعدالة، لان الفشل، والفساد الادارى والخراب والانحراف، جميعها يجد كل منه تربته من هذا المشهد المبعث للسخرية.
ولعل الذين يسخرون من الحركة الشعبية نتيجة هذه المواقف، يدركون جيدا بان الحركة الشعبية لتحرير السودان، لا تستعين بالمكاتب التي أصبح مصدر العب والفضائح ، واقصد بتلك المكاتب التي تميزت بالخلافات الوهمية، ولا تبنى سياساتها انطلاقا من خيارات مصادرها أعضاء وأفراد الشعبة السياسية في اى دولة إن كان.وإنما من خلال المفاوضات والنقاشات وأراء الثوار والمناضلون أعضاء هيئة القيادة العليا ومجلس التحرير .
وكذلك، الحركة الشعبية تمتلك من الهيبة السياسية والاحترام الدولي والمكانة ، أكثر مما تمتلكها العديد من الحركات الثورية في العالم، ومع أنها لا تمتلك قوة مادية هائلة، إلا أن لديها جيوشا تغطى على ذلك، ومؤسسات سياسية وعسكرية أكثر فاعلية ، وخدمات دبلوماسية اشد تأثيرا مما تمتلكها دول عديدة في الوطن العربي، وان مكاتبها في الدول الأوربية وأمريكا أكثر نشاطا وحيوية، فضلا على عن تميز تلك المكاتب بسمات مختلفة عن غيرها في الدول الاخري، وربما ذلك يعكس الوضع السياسي كما هو الاجتماعي ، ومدى تأثر أعضاء المكتب بالبيئة المحيطة.
وصفوة القول: أن الذين يسربون حتى المشادات الإدارية إلى الأعلام، ويحسبون الحركة الشعبية مجرد تجمع مصلحي أو يهرجون لكونهم جنوبيين بالتالي الحركة الشعبية تحت تصرفهم فقط، هولاء يعرضون أنفسهم إلى فقدان الثقة، هذا إذا لم يطردهم الحركة الشعبية. أما السعي مجددا لخلق الفتن، والانقسامات داخل التجمعات السياسية للحركة، والذين يريدون بفعلتهم أن تغوص السفينة الجيدة التي قادها الرفيق، الدكتور جون قرنق دي مبيور تحت خط ماء الفتن، وان تغرقها أمواج الإشاعات والانقسامات، فلا أظن ذلك سيتحقق لهم، لأنه منعطف تجاوزه الحركة الشعبية منذ عام 1991ولن يتكرر أبدا.
لذا يا احبائى: الاتهامات سلعة خاسرة، فعلينا أن نتجاوز مرحلة حب التفوق على الآخرين، وتخفيف حدة النبرة، وتوسيع القاعدة التي نبنى عليها حججنا عندما نكون في مواقف مختلفة، وفوق كل ذلك علينا أن نحترم مبادئنا ورفقاءنا.وسنجد في النهاية، أن ما أمتع وما أجمل العمل ضمن المجموعة لتحقيق المصلحة العامة!!.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الأعلام: ومكاتب الحركة الشعبية (Re: يوهانس موسى فوك)
|
اذا كان ما قلته هنا صحيحا فان ذلك عين مشاكل الاحزاب الشماليه و اذا كانت الحركه لم تتحول حتي الان الي حزب سياسي وهذا حل منسوبيها فكيف يكون الحال و قد تحولت الي حزب سياسي مشارك في الحكم و ماادراك ما الحكم من مصالح و فتن و دسائس و مكر و خداع.
الديمقراطيه و اعتماد الشفافيه هي البلسم الواقي لمعالجه هذه المشاكل. هل ستعتمد الحركه هذه الوسائل؟ سؤال سيكون من الصعب معرفه اجابته الان, لكن دعنا نتمني ذلك.
سؤال ما الذي يؤخر الحركه من اصدار صحيفه ناطقه باسمها؟
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست
| |