|
المستقبل وما أدراك ما المستقبل
|
المستقبل وما أدراك ما المستقبل
عجلة التنمية تدور والإنفاق اليومي يزداد والبترول يتزايد والصناعة تنتشر والطرق تمهد ، والسيارات تنمو ، والطائرات تدوي . البلاد مكتظة بالسكان ، بالمستثمرين الوافدين من كل صوب ، يشاركون في تحريك عجلة التنمية ، ويأخذون نصيبهم من دواليب الإنفاق ، أموال تدخل وأخرى تغادر ، وبترول يصّدر ، وبضائع تستورد ، والقلم يرسم لنا لوحة الحاضر وعلامات المستقبل . الأخوان الذين جأوا لمساعدتنا ، تذاكرهم جاهزة ، ومقاعدهم محجوزة ، ومنازلهم معمورة ... أنهم يتعاملون معنا على أساس الحاضر ، ولا نتوقع أكثر من ذلك ، فهم لم يأتوا إلى الصحراء من أجل حاضرها . أما المستقبل فهو لمن يرى في كل نخيل الواحة لوحة تاريخية ، وفي كل الجبال الصماء سواد من أسلافه ، المستقبل لمن يسد وجهه أمام عاصفة رملية ، فتظهر على شاشة خياله صورة الماضي وحياة الأولين من قومه وعشيرته ، هؤلاء هم الذين لا توجد بين حاضرهم ومستقبلهم محطات أو تقاطعات ، المستقبل امتداد للحاضر . والأرض هي الأرض والسماء هي السماء ، كانت وأصبحت وستكون . اقتصادنا بدأ ينتعش وكل شي من أجل المستقبل . فهل يعكس ذلك نفسه على تصرفاتنا . يقال عنا اليوم أننا من أغنى شعوب العالم ، إذا تجاوزنا مشاكلنا الداخلية ، ولدينا دخل عظيم وتتهافت الشركات والمؤسسات علينا من كل صوب طلبا للاستثمار ، ولكن ماذا عن المستقبل ؟ . هل سيستمر هذا السيل المتدفق من الزيت إلى المستقبل البعيد أم سيقف هذا النهر يوم من الأيام .. وهل ستقف معه الحياة ، مع إن هناك أنهاراً جيدة أعددنا لها عندما ينضب نهر البترول . هل شبابنا وحياتنا اليومية موجهة لكي تتأقلم مع ظروف قد تطرأ في المستقبل؟ هل صناعتنا ونحن نعلم تاريخ الصناعات وخصوصاً في الدول النامية فيها الضمان الأكيد ولحياة أجيالنا واستمرار حضارتنا . ما أريد أن أقوله أن هناك علامات استفهام كثيرة ، وعلامات الاستفهام أمر طبيعي عند الحديث عن المستقبل ، أي مستقبل ، ولأي بلد ، فالمستقبل يعني المجهول ، وعلامات الاستفهام تنمو حول كل مجهول . وخصوصاً إذا كان الوضع يتعلق في بلد نامية . وخصوصاً إذا كنا قد أسرفنا وصرفنا وزاد مستوى رفاهيتنا ، إذا تجاوزنا مشكلة توزيع الدخل وأخذنا بالتعميم عن التخصيص ، وخصوصاً إذا كان مورد الحياة الحاضر يعتمد على مصدر زائل ، كل ذلك يحمل علامات الاستفهام أكبر وأكثر . وإذا كان الوضع كذلك ، إذن فهل تصرفنا الحاضر بالنسبة للاستهلاك والصرف والرفاهية المركزة وتعويد الشباب والأجيال على الحياة المترفة الناعمة والطلبات تلبى بالإشارة . هل الوضع وخصوصاً بالنسبة لعاملين رئسيين أولهما : القوى العاملة ، والأجيال القادمة ، وثانيهما : البترول . هل الوضع المستقبلي لهذين العاملين يتلاءم مع حجم علامات الاستفهام التي يطرقها المستقبل . إنني أبحث عن جواب ؟ .
ذكر لي أخ عزيز أننا قد حجزنا مقاعدنا في الاغتراب متأخرين فقد أتينا في التسعينات فالاغتراب الحقيقي كان في الثمانينات والسبعينات ، فلماذا لا نذهب إلى السودان الآن ونحجز مقاعدنا مبكراً لأننا لو أستمرينا على هذا الحال فلن نظفر بأي وظيفة في السودان سوى وظيفة معقب !!!!!
|
|
|
|
|
|