|
ما أدراكم بالسودان
|
جرائد الوطن , القدس العربي , العرب الدولية , أخبار العرب تكتب عن ماشاكوس والنيفاشا والجرائد العربية من أفضل الجرائد التي يتصفحها الشعب السوداني وذلك لما تتميز به هذا الصحف من دفة في تحليل في للمواضيع السياسية حتى يكاد يكون الشعب السوداني الاكثر تصفحأ لهذه الجرائد دون الشعوب العربية الاخرى وعندما أقول الشعب السوداني أعني بذلك الافارقة والعرب هذا الشعب العظيم يجمعهم الوطن الواحد وهم قراء متميزون توقفهم سلسلة مقالات تكتب منذ بدء مفاوضات السلام في ما شاكوس ونيفاشا بين حكومة الجبهة الاسلامية بالخرطوم ! والحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان ومن العناوين أو العبارات التي لفتت نظري . أن الحكومة تفقد الشرعية في تقسيم الثروة , القسمة تمت بطريقة خذ وهات , على أساس قبلي وجهوي , تطورات الوضع في السودان يتطلب تعبئة عامة للجهاد حيث خطورة الوضع فيها , الاتفاق بين طرفين فقط , تقسيم الثروة يمهد الطريق نحو إنفصال الجنوب عن الشمال أكثر من الوحدة والشعب السوداني شعب ثوري ووحدوي لا يفضل خيار الانفصال على وحدة السودان .والصراع الناشئ في السودان هو صراع بين أشقاء حول قسمة الثروة والسلطة فالمشكلة هي مشكلة السودان كله .وليس مشكلة الجنوب كما يزعم البعض وتسميها هذه الجرائد .
فتتدخل أي أطراف خارجية لتقيم الاتفاقيات الموقعة سلبأ أو إجابأ تأجج نار الفتنة وتكون عواقبه وخيمة فكما قيل { أهل مكة أدرى بشعابها } فالسودانييون أدرى بمشاكلهم وحلولها وهم راضون تمامأ بما يجري في كينيا , إلا أن هناك فئة قليلة تريد تطبيق أفكارهم ونظرياتهم أكثر من الدفاع عن الوطن الواحد والدليل على ذلك أنهم تعاقبوا على السلطة حكومات ديمقراطية طائفية عشائرية أو عسكرية دكتاتورية عقائدية نقدوا العهد في إتفاقية أديس أبابا 1972 ورفضوا إتفاقية كوكادام 1987 وتنصلوا عن تفاقية الخرطوم للسلام التي وقعت بين الف! صائل الجنوبية وحكومة الجبهة الاسلامية بحجة عن الاشخاص الموقعين إنتقلوا الي رحمة الله وأنا أعرف أي عرف وقانون يلغي المعاهدات بموت الاشخاص . إن غالبية الشعب السوداني قد تحرر بصورة نهائية من الارث الاستعماري البغيض ولكن علقية المستعمر والافكار والنظريات الرجعية مازالت تسيطر على فئة قليلة من هذا الشعب . وقضية السودان مشكلة داخلية ذات خصوصية سودانية صرفة ساهم فيها المستعمر بالقدر اليسير وإخواننا عرب السودان بالجزء الاكبر والدليل على ذلك إنهم أخذوا السلطة والثروة والسلاح من يد المستعمر وتظاهروا بالاستقلال في يوم 1/1 /1956 وأعلنوه يوم الحرية والانعتاق . حيث ورثوا العلم والكرباج فإستخدموا الاول للمراوقة والخداع والثاني للتنكيل والاضطهاد طيلة 50 عامأ عمر إستقلال السودان عن التاج البريطاني .وهذا الاستقلال يتعبر غير حقيقي عندما نرى تعاملهم مع إخوانهم في الارض والوطن الواحد حيث يتعاملون بالعنف والشدة كما ورثوه! ا من المستعمر .
فخوف عرب السودان الحقيقي ليس في إنقسام السودان وفصل جنوبه عن شماله بل خوفهم من إدراك السواد الاعظم من المهمشين والمظلومين أصحاب الارض الحقيقيين من أبناء الوطن الواحد الذين يواجهون الحرب والمجاعة والجهل والابادة الجماعية والترحيل القسري والرق والعبودية عن طريق المراحيل , الدفاع الشعبي ,الجنجويد , حقيقة مخططاتهم التي تتلخص في الاتي :-
1) تثبيت الهوية العربية في المدى البعيد في وطن أغلب سكانه من أصل أفريقي {زنجي } بنسبة 52 % و39% من أصل عربي .
2) السير على نهج المستعمر في ترك مناطق جنوب السودان , جبال النوبة , جنوب النيل الازرق , دار فور , البجا في شرق السودان وأقصى الشمال الاكثر تخلفأ تنمويأ .
3) محاربة التراث والعادات والتقاليد والثقافات الافريقية وإستبدالها بثقافات عربية تتعارض مع كيانهم .
4) زرع بزور الفتنة بين القبائل الافريقية بمنع وحدتهم مع بعضهم البعض مستغلأ بذلك تباين لهجاتهم عملأ بنظرية المستعمر فرق تسد .
5) فوران ثورات بركانية مثلما حدث في الجنوب وجبال النوبة والجنوب النيل الازرق وشرق السودان والان في دار فور لتحرق الاخضر واليابس من الجنوب الي الشمال دون تميز . والاتفاق الاطاري في مشاكوس والاتفاقيات المتتالية في نيفاشا لن تاتي من إيمان الحكومة بالسلام دون الاستسلام بل إن المتغيرات الدولية والداخلية لعبت فيها أدوارأ مختلفة فهولاء لا يفكرون من أجل السودان ووحدته بل من أجل شخصياتهم وسلطانهموأفكارهم العقائدية والجهوية والدليل على ذلك إن السلطة والثروة والسلاح في أيديهم , لماذا قتل 2 مليون ) أثنين مليون ( سوداني من أطباء , مهندسين , أساتذة جامعات , حرفين , مزارعين, رعاة , طلاب مدارس نساءً ورجالاً ؟
صمود الشعب السوداني البطل في الادغال والاحراش والجبال والوديان له مايبرر إستمراريته , وهو الذي أتى بالثمرة التي ترونها في نيفاشا اليوم , بالسودانييون راضون تماماً بما جرى وما يجري في مشاكوس ونيفاشا من قسمة الثروة وترتيبات الامنية والسلطة والمناطق الثلاثة . فإن كان هنالك سؤال أسألوا عن الضمانات في الترتيبات الامنية فالسلاح في أيدينا والضامن هو الله . وقسمة الثروة فالبترول والموارد الطبيعية في باطن أرضنا والضامن هو الله .والسلطة فمن حقنا تقرير المصير في المناطق الثلاثة وجنوب السودان فلا سلام ولأ إستقرار ولأ أمن دون ضمان تطلعات شعوب تلك المناطق المشار إليها .!
سوماي صمدي أبجين قدف
عضو الحركة الشعبية لتحرير السودان
قطاع جبال النوبة بالجماهيرية / طرابلس
|
|
|
|
|
|