|  | 
  |  خاطرة منتصف ليل الثلاثاء |  | خاطرة منتصف ليل الثلاثاء:
 
 لم يكن طيعاً لقائي بك ، ولا سهلا ،
 تسكعتُ على أرصفة العمارات ونمرة 2 وهي مثقوبة وشريدة ، لماذا يحن دمي إليها الآن وسلواي بعيدة عن يدي.
 لا زلت تخطرين خفيفاً على البال ، في المساءات
 تشغلين بالي شرقاً وغرباً
 وتحطين خطاك شفافة على شغاف القلب
 وتسدين مسام تفكيري.
 
 لماذا أنت بعيدة ؟ ولك سحر ما يجذبني إليك ، ويفضح جوعي وحنيني وسر فرحتي بك
 لك ابتسامة تأسرني ......."تعرفين سر إعجابي باللون البيرجندي"
 وتكمن أنوثتك في عينيك المختبئتين خلف حيائك.
 وفيك ورع مخيف ، وتقوى عابدة ، لم تخبر الدنيا وخطاياها
 أنت في نقاء وسيرورة البراعم ، ترتبكين حينما تنحرف حروفي قليلا نحو اليسار ، وتصبحين عنيفة خلف بهو حجابك.
 تعاقبيني بمخالفة مرورية سهل الالتزام بها.
 بعدها أواصل تمردي على قوانين لغتك.
 
 ولك بهو السودانية ،
 تعطرين السماء بعبير الأرض وتباركين اخضرار النباتات في غير المواسم ،
 ولك البراءة ، و أنا لست بريئا من تهمة اختلاس النظر إليك....
 ادّعي شرف تمسكي بك  وأنا منتشياً بسترة الصبر والسلوى ، أملي في أن تعكس مرايا الخرطوم حسن مقاصدي.
 و رغم مر الانتظار اعترف أن حياتي صار لها معنى آخر في ذلك الصيف.
 و أقاوم... ، لا أريد أن اصبح مجرد أوراق قديمة على أدراجك أو أعقاب ذكرى ما ....
 "لا عليك هي سـفاسف أشياء تضايقني كلما فكرت في الأمر ، وأنا قابع في امريكا حيث لا يكتسب الانتظار حرارة كما هو في الخرطوم ، .... ليس لي سوى الانتظار"
 أين امضي في هذه الساعة المتأخرة من الليل ، أين ؟ في الشارع المبتل  بهذا المطر المرتعش
 أين ؟ يا خطوتي نسير ، أين نعثر لنا على موطن ومخبأ أو ساعة نمضي بها هذا المساء ؟!
 اقسم قبل هذا يا رائعتي أنني كنت امتلك خطوتي ، املك السماء وظلي ، وهذا الجسد ، ولساني ، و الآن اطلب ماءا وملحاً يبلل عطش انتظاري.
 
 ملحوظة:
 قبل أن تشرعي في القراءة انظري إلى الحبر السائل على الورقة لتفهمي كم هو نازف حرفي ، وكم هو سائل وضعي!
 أبو مهج
 واشنطن/ نوفمبر 2002
 | 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 |  
  |    |  |  |  |