اللسعات بأطراف اليراع تؤلم .. وكثيرة تلك الجهات التي لا تعجبها نشر الحقائق .. فهي تكره أن تكتوي بحمم المداد التي لا تجاري الأهواء .. فالأقلام تفضح الأحوال وتؤرق بالإشهار .. ولذلك فإن الأقلام النزيهة ممقوتة في عالم اليوم حين تفضح المتسلقين فوق الجدار .. ولو كان بمقدور تلك الجهات لنزعت تلك الأقلام من الكفوف وألقتها على الأرض .. نجدهم يجتهدون في إسكات اللسان بالإخراس والإقصاء والتصفيات .. يريدون عالماَ خاضعاَ أبكماَ أخرساَ يجاري الأهواء بالسمع والطاعات .. يريدون عالماَ لا يتكلم ولا يشاهد ولا يسمع ولا يقرأ ولا يكتب عن الأسرار .. يريدون عالماَ لا يبكي ولا يشتكي ولا يتأفف حين تشتد لفحات الإعصار .. ألا يكفي أن تلك السيوف قد خمدت وخابت حين فقدت صولات الأحرار ؟ .. وخنادق السجال أصبحت خالية تشتكي من قلة الأبطال الذين يقارعون الحجج بالمقدار .. وفرسان العصر مجرد أوهام تلبس أوسمة الخزي والعار .. وتلك سيرتهم قد فاحت بين الورى بكثرة الركض والفرار .. وصفة الخنوع والاستسلام قد لطخت صور الجبنـاء بسواد القار .. أشباه الرجال أينما تواجدوا يسقطون عن المعيار لعدم الهيبة والوقار .. وقد خمدت هيبة المتخاذلين حين تنازلوا عن مكانة العز والافتخار .. وتلك السيوف قد صدئت في الأغماد إلا سيوف الأقلام ما زالت تناضل بإصرار .. ولا نرى شهداء الحق في ميادين القتال إلا شهداء الأقلام حين يسقطون برصاص الأقذار .. أقلام تتفوق على راجمات الموت حين تسقط من عمق السماء كالأمطار .. وقد تخمد مواقع النضال في أكثر الجبهات إلا جبهة الأقلام فلا تعرف الاستكانة والاستسلام بسطوة الأخطار .. ولو سقط شهيد من أبطال الأقلام فبالمرصاد بطل يواصل النضال في المشوار .. وتلك مدد المداد كالأنهار لا تمسك عن العطاء بالليل أو بالنهار .. وطلقات المدافع قد تخطأ الأهداف أما طلقات الأقلام فلا تخطأ ولكنها تشطر الأباطيل كالمنشار . ـــــــــ الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة