|
|
 الاسـم الظــالم الـذي يقــل مقـدار حامــله !!
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الاســــم الظــــالم الــــذي يقــــل مقـــــدار حامـــــله !!
تلك المنطقة تمثل كثافة سكانية عالية للغاية .. فهي تعتبر من أكثر مناطق السودان تعداداَ للسكان .. ومن أكثر مناطق السودان تنوعاً وأجناساَ .. ونحن أجبرتنا المقادير أن نكون من سكانها لأكثر من نصف قرن من الزمان .. ومع ذلك جاء الوقت لنقر ونعترف بأن اسم ( أمبـدة ) لا يشرف ساكنه إطلاقاً حين يذكر لدى الآخرين من سكان السودان .. فهو ذلك الاسم الظالم الذي يجلب السخرية ويحط من مكانة ومقدار ومقام قاطنه .. ومتى ما ذكر ذلك الاسم في مجتمع من المجتمعات السودانية إلا وقد بادرت في الأذهان صورة التواضع لساكنه .. وهو اسم لا يساند من يسانده بأي حال من الأحوال .. ومهما كانت مكانة الساكن المالية أو الثقافية أو الاجتماعية فإن ذلك الاسم يقلل الشأن والمقدار .. وقد ترسخ في أذهان الناس أن مناطق ( أمبدة ) هي موطن الطبقات الكادحة الفقيرة جدا جداً .. تلك الطبقات المتواضعة في إمكانياتها الثقافية والاجتماعية والمالية .. بالرغم من أن مناطق ( أمبدة ) تلك الشاسعة فيها التنوع الكبير في الإمكانيات الثقافية والمالية والعمرانية كما هو الحال في مناطق السودان الأخرى .. فليست مناطق ( أمبدة ) كلها هي تلك الشعبية الفالتة القاتلة .. ومع ذلك فإن المفهوم الخاطئ السائد لدى الكثير من السودانيين بأن ساكن ( أمبدة ) هو ذلك العامي الفقير المعدم الجاهل الأمي .. الذي يمثل الخلية الخامة الأدنى في درجات سلالم المجتمع السوداني .. وأن ساكن ( أمبدة ) يتوشم بوشم البؤس والعامية والجهل .
وقد أجتهد الحريصون في حينه قبل سنوات وتم تغيير اسم ( أمبدة ) إلى اسم ( أم درمان الجديدة ) ذلك الاسم الذي كان يطابق الحال في حينه .. والاسم الجديد كان قد طغى وغطى على الاسم الكئيب ( أمبدة ) الذي يعني الدونية في المقام .. ولكن مع الأسف الشديد اجتهد البعض بعنترية غوغاء ليعيد التسمية القديمة الكالحة المهلكة من جديد .. فكانت العودة الخاطئة للسيرة الظالمة .. ولا يتماشى العقل والمنطق بأن يتمسك الناس باسم يشوه المكانة والمقدار .. وهنالك المئات من الأسماء الجميلة البديلة !! .. والذي يصر على ذلك الاسم رغم تلك الحقيقة القاسية إنما هو شخص مجرد أحمق يعشق المناكفة والعناد .. فبالله عليكم هل يعقل في مواقف المواصلات في كل أنحاء العاصمة السودانية أن ينادي المنادي بكل الأسماء الجميلة في مناطق الخرطوم وأم درمان وبحري : مثل ( حي الزهور ) ( الفيحاء ) ( الرياض ) ( الدوحة ) ( حي الورود ) وعندما يأتي الدور في أحياء ( أمبدة ) ينادي المنادي ( أمبدة كرور ؟؟؟؟!! ) .. ومعروف في العامية السودانية أن كلمة ( كرور ) هي أدنى صفة ينادى بها الإنسان في هذا الزمن !! .. فلماذا يسكت ويتقبل سكان ( أمبدة ) تلك الإهانات التي تلحقهم بسبب اسم باهت لا يقدم ولا يؤخر ؟؟ .. ولماذا لا يجتهدون في تغيير ذلك الاسم المشين المهلك .. وفي خارج السودان عندما يلتقي السودانيون مع بعضهم عادة الأسئلة السائدة بينهم في حال التعارف هي : من أين أنت في السودان ؟؟ .. واذا جاء ذكر منطقة أم درمان يكون السؤال عادةَ ( في أي منطقة في أم درمان ؟؟ ) .. عند ذلك يطيب للناس أن يذكروا أسماء مناطقهم بفرح وسرور إلا سكان ( أمبده ) فإنهم يترددون ألف مرة قبل أن يصرحوا بذلك الاسم ( أمبدة ) .. لأنهم يدركون سلفاً بأن ذلك الاسم بمجرد الذكر سوف يحط من مقامهم ومقدارهم .. والأعجب أن البعض من السائلين بمجرد ذكر الاسم ( أمبدة ) يصيح متعجباَ دون شعور قائلاَ : ( ما الذي أوقعك في تلك المناطق البائسة ؟؟؟ ) .
وهنالك قصة طريفة قد حصلت قبل سنوات حينما انتشر وباء السحائي في العاصمة المثلثة .. وجاء النداء من المسئولين بالتوجه إلى المراكز الصحية لتلقي اللقاح الواقي .. فانطلقنا وأفراد من الأسر المتفرقة من ( أمبدة ) بسياراتنا إلى مركز صحي الضو حجوج بشارع الأربعين بأم درمان .. وهنالك وقفنا أمام المركز الصحي حين وجدنا زحاماً شديداً للناس في ذلك المركز .. فجلسنا داخل السيارات ونحن في حيرة لا ندري ماذا نفعل .. فاقتربت منا امرأة كبيرة وقالت لنا : ( يا أولادي تحركوا إلى مركز صحي آخر ، فإنكم لن تتمكنوا من دخول هذا المركز الصحي ، لأن ناس أمبدة العواليق جاءوا وملئوا الساحات ) .. فضحكنا من نصيحتها .. فهي لا تعرف أننا من سكان ( أمبدة العواليق ) .. وتظن أننا من سكان مناطق أم درمان الأخرى .. تلك المناطق الراقية في ظنها لمجرد الأسماء .. وقصص أخرى كثيرة من تلك الشاكلة التي تحط من مقام أهل ( أمبدة ) المظلومين بسبب ذلك الاسم الكئيب . ونحن نعلم أن هنالك من يصر ويتمسك بذلك الاسم البائس .. ولكن جاء الوقت لترك ما يغم الأنفس والصدور والبحث عن الجديد من الاسم الذي يسر . وفي الماضي البعيد حاولنا كثيرا أن ندافع عن ذلك الاسم الممرض الكئيب .. ولكن تأكد لنا جلياَ أن ذلك الاسم لن تفارقه نعوت التدني في المقام إلى قيام الساعة .. فالأفضل أن نفض السيرة والانتقال إلى مسميات جميلة لكل مناطق ( أمبدة ) الشاسعة .
(عدل بواسطة عمر عيسى محمد أحمد on 01-12-2015, 04:25 AM)
|
|
  
|
|
|
|
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست