أيها الجديد في خطوات العمر والحياة قلة الخبرة تؤكد أنك ما زلت تجهل الكثير .. وتلك عثرة مقبولة حيث لا تلام .. والذين سبقوك في سنوات العمر كانوا يقفون يوماَ عند نفس المنحنى في سلالم الأحلام والطموحات .. حيث تقف فيه أنت اليوم .. وقد مروا بتلك النزعة الثورية المتأملة في جديد الحياة بالرخاء والهناء .. وتلك نزعة فطرية كامنة في الإنسان أن يتمنى ويحلم بالسعادة والهناء في مسارات الحياة .. وقفات أحلام لنفوس تريد الأفضل ثم الأفضل للوطن وللأهل وللذات .. وتدفقات آمال وأحلام عريضة تراود الأجيال تلو الأجيال .. تلك التدفقات التي تتمثل في أمنيات الرخاء والبناء والتعمير .. بمواكبة الإخاء والوفاق والاتفاق .. ولكن حين تعرف الحقيقة وتعايش الواقع في هذا الوطن فسوف تجد أن المحصلة قاسية ومحبطة للغاية .. والتجارب كانت مريرة وقاسية وفاشلة بكل المقاييس .. تلك التجارب التي تمنع أدنى درجات التفاؤل .. وثمار التجارب طعمها أفظع من طعم الحنظل .. فكم عزفت تلك الأناشيد الوطنية مرات ومرات في مسار البلاد وهي تبشر بجديد الحياة والهناء في أرض عازه ؟؟! .. تلك الأناشيد والأهازيج التي كانت تدغدغ الوجدان بفجر الهناء وتبشر بالانفراج في الأحوال .. ثم كم وكم عزفت تلك الأناشيد والمارشات العسكرية وهي تبشر بقدوم فجر جديد في ظلال الدبابات وفوهات البنادق .. ثم كم وكم كانت تلك التجارب فاشلة ومريرة للغاية في محصلاتها ؟؟ .. وكل تجربة كانت تقود البلاد للويلات والحسرات وللهاوية .. ودارت تلك الدائرة الحزينة المملة المفرغة في مسار البلاد .. حيث ويلات الأحزاب وإخفاقاتها الكئيبة القاتلة تطردها تباشير العسكر بحجة الإنقاذ وجلب الهناء .. وحيث ويلات العسكر وسطوتها وجبروتها وإخفاقاتها تطردها أحلام الانتفاضات .. تلك الأحلام الزاهية التي كانت تموت بغدر وبكيد الأحزاب .. فمرت البلاد بعد الاستقلال في دائرة مفرغة خالية من أية علامة من علامات السعادة والهناء .. واليوم نرى الأشبال يتطلعون شوقا وشغفاَ إلى جديد الفجر في مسار البلاد .. ويحق لهم ذلك كل الحق .. فالأحلام والتطلعات هي سنة الأجيال في أية بقعة من بقاع الأرض .. ولكن لنا نصيحة غالية لهؤلاء الأشبال .. فإياكم والالتفات لتلك الشعارات المرفوعة من أية جهة من الجهات فكلها خادعة وكاذبة .. سواءَ تلك الشعارات المرفوعة من نظام قائم أو تلك المرفوعة من فلول الأحزاب .. والأمة قد مرت بمثلها كثيرا وكثيراَ .. وما نالت منها إلا الويلات تلو الويلات والحسرات .. وما كانت تلك الحالة المزرية التي وصلت إليها البلاد اليوم إلا من إرهاصات تلك التجارب وتلك الشعارات الجوفاء الفارغة .. وقد جاء الوقت لتكون في الساحات جديد الأفكار لجديد الأجيال .. تلك الأفكار العصرية التي تخرج البلاد من محنة عنق الزجاج .. وأنت تشاهد اليوم من يجتهد بكل ما يملك في سرد سلبيات الآخر حتى يكون هو سيد الساحات يوماَ .. وهو ذلك المخادع الكاذب .. ومرت على الأمة الآلاف والآلاف من أمثال هؤلاء الذين يجيدون النباح ليلاَ ونهاراَ وهم يجتهدون في سرد سلبيات جهة من الجهات أو يمجدون طرفاَ من الأطراف .. ويظهرون للناس وكأنهم يشكلون ذلك الجانب المنقذ المنتظر .. وتلك خدعة أصبحت معروفة للغاية وأصبحت مملة وممجوجة للغاية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة