في ذاكرة الغرب الصفوف البيض التي تردد امريكيا روسيا قد دنا عذابها..قوات الدفاع الشعبي وما ادراك وإعلان الجهاد.. وفوق ذلك كان زعيم القاعدة مقيم في السودان ويدير شبكة من المعسكرات التي إمتلأت بالمجاهدين من كل حدب وصوب..
وفي ذاكرة الغرب كيف سهل نظام البشير لقادة الإرهاب ومنحهم الجوازات الدبلوماسية و السودان هو الدولة الوحيدة التي اجتمع فيها كل قادة الإرهاب في ظل نظام البشير..
الملتبس في الامر ان الكثير من الناس يفهم ان الغرب يتعامل مع النظام وكأنه حليف.. الذي يعلمه الجميع ان نظام البشير ملك اجهزة المخابرات الغربية الكثير من المعلومات التي تخص الجماعات الإرهابية و الافراد حسب ما يمتلكه من معرفة لخيوط الإرهاب التي كان يحركها.. والذي يجهله الكثير الإدانة القضائية للسودان امام المحاكم الامريكية في تفجير السفارات الامريكية في دار السلام ونيروبي كدليل دامغ في تورط السودان كدولة بإستخدام الجماعات الإرهابية لضرب المصالح الغربية..
تطوع نظام البشير بسخاء لخدمة الغرب ظنا منه انه سيتقرب من الغرب و يجمل من صورته ليستعد لشهر عسل وتطبيع مع الغرب..
الراسخ للغرب ان النظام يريد ان ينحني للعاصفة.. وإن سنحت له الفرصة وإشتد ساعده سيفعل ما كان قد فعله من قبل لأنهم يعلمون ان النظام نظام لا يؤمن بالحياة المدنية وتقوده فكرة واحدة لا تقبل التحاور او التعايش مع الآخر..
ليت النظام مانع واعتصم بحباله الواهية والبالية لكان اشرف له.. ولكان حقق ما يريد لأن الغرب يحترم لغة القوة.. والندية كما افلحت إيران ووصلت لتفاهمات مع الغرب حفظت ماء وجهها وصانت مصالحها..
النظام يلهث ويريد ان يوهم الشعب السوداني بأنه يدير حوار مع الغرب ويمكنه رفع العقوبات والتطبيع.. هذا امر صعب المنال ويبدو من المستحيلات لأن الغرب تديره منظمات مجتمع مدني وتحركه آلة إعلامية تضع السودان في القائمة السوداء..
الغرب يريد السودان في وضع لا يسمح له بالتركيز حتي يصبح مهدد لأمنه في ظل اوضاع مضطربة في الكثير من بقاع العالم و الإقليم..
المؤكد انه لا مجال للتفائل بأي إنفراج في ظل وجود هذا النظام وعلي رأسه البشير وكل قادة النظام يدركون ذلك..والذي نجهله ان الغرب وعلي رأسه امريكا هي المتحكمة في إقتصاد كل العالم ويمكنها في ساعة زمن حل كل مشاكل السودان والتي هي في الاساس إقتصادية بالدرجة الاولي..
النظام ابعد الناس عن المشكلة الاساسية المتمثلة في عزلة الدولة السودانية بإدارته للازمة داخليا في صورتها الحالية من حروب وإنقسامات وتسويقها بأنها إستهداف للمبادئ والدين..
يجب ان نعي ويعي النظام ان هذا الوضع لا يمكن ان يستمر كثيرا لأن الجميع يقف في حافة الإنهيار ويجب علي النظام ان يرى المشهد بالعين الطبيعية وان لا يحلم بإنفراج ليعيد سيرة التمكين والهوس الذي لا قتل الاعداء ولا سعى الاصدقاء..
الحل في ان ينزل الجميع ليرى ما آل له حال المواطن من فقر وجوع ومرض وان يؤمن الجميع بالديمقراطية ودولة القانون وان يتنافس الجميع عبر الصناديق ولا بديل للديمقراطية إلا الديمقراطية..
زمن التيه ولي ..زمن المسكنات وإدارة الازمات بالروح الشمولية التي لا تعترف بالآخر إلا عميلا ومتآمرا قد عفى عنها الزمن..فليفيق اهل الإنقاذ بأن الوضع مرشح للإنهيار التام.. وعليهم ان يبادروا وان يتنحوا لأنه من المستحيلات بمكان ان تحل مشاكل السودان وهم علي سدته..
الغرب يريد البشير ونظامه كلب لا يقوى حتى علي النبيح..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة