يقولون لنا أنتم في نعمة الديمقراطية .. تلك الديمقراطية التي تفتقدها شعوب الأرض .. ولديكم هؤلاء النخبة الفاضلة الذين يمثلونكم ويتواجدون في المجالس التشريعية بالولايات .. كما يتواجدون في المجلس التشريعي المركزي .. ذلك القول الذي يشبه الطلاسم ويماثل المطرقة التي تضرب الرؤوس بشدة لتذكير الناس بعد طول غياب ونسيان .. فأصحاب السيرة أبعدتهم الظروف الحياتية اليومية القاسية عن الأذهان .. وعندما شارفت مواسم الانتخابات بدأنا الآن نسمع نغمات الديمقراطية الفاضلة التي تملأ الساحات بالشعارات .. وحينها بدأ الناس يتساءلون في حيرة قائلين : ( صحيح أين هؤلاء الناس ؟؟؟ ) .. فقد نسيناهم كلياَ في خضم المعاناة وفي خضم الظروف المعيشية القاسية !! .. كيف حالهم وأحوالهم ؟؟ .. هل هم ما زالوا على قيد الحياة ؟؟؟ .. ونحن نتأسف بشدة ونعترف بالتقصير حيالهم .. فهم أحق الناس بالرعاية والاهتمام !! .. وقد يحتاجون لنوع من المساعدات العينية والمادية من أفراد الشعب السوداني !! .. ونسأل أنفسنا في حيرة عن أحوال هؤلاء المغلوبين على أمورهم !! .. كيف يصبحون وكيف يمسون ؟؟ .. ومن أين يحصلون على القوت الضروري لمواصلة مشوار الحياة ؟؟ .. تلك الحياة التي أصبحت مثل جمرة النار .. وكيف يحصلون على الخبز !!.. وبكم يشترون كيس الخبز ؟؟ .. وهل عدد الأرغفة في الكيس الواحد يكفي لسد رمق الجائع ناهيك عن الآخرين ؟؟ .. وكم مقدار الأكياس من الخبز التي تكفي الأسرة الواحدة في اليوم ؟؟ .. وهل تلك الرواتب الشهرية المدفوعة لهم من خزينة الشعب السوداني تغطي معهم في مواجهة متطلبات الحياة الضرورية من الإيجارات والخضار والمأكل والمشرب والتعليم والعلاج والموصلات ؟؟ .. وهم قد يرغبون في زيادة الرواتب والامتيازات ولكن قد تمنعهم الحياء والاستحياء عن ذلك الطلب !! .. فنقول لهم لا يهمكم الأمر كثيرا .. فتلك الخزينة العامة مباحة ومتاحة لضيوفنا الكرام الأفاضل .. خذوا منها ما طاب لكم دون أي حياء أو استحياء .. ونحن نبكي الليل والنهار مشفقين على أطفالكم وعلى أسركم فأنتم أحق بالحياة من غيركم .. وتلك هي الديمقراطية !! .. فيا نعم الديمقراطية التي نحن فيها دون شعوب الأرض !!!! .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة