|
ســواقــط الدمــوع فـي بــرك الأيتــام !!
|
05:17 PM Feb, 12 2015 سودانيز أون لاين عمر عيسى محمد أحمد - أم درمان / السودان مكتبتي في سودانيزاونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم
ســواقط الدمـوع فـي بـرك الأيتــام !! الآن بدأت تلك الصيحات .. تلك الصيحات القديمة الجديدة .. تلك التي تنادي بالتقدم لصناديق الانتخابات .. وتلك التي تنادي بمقاطعة الانتخابات .. وكالعادة هي تلك الجولات العقيمة التي لا تلد من أرحامها إلا تضييع الأوقات فيما لا يفيد .. فهي لا تقدم ولا تؤخر .. ولا تعني خيراَ من الخيرات !! .. تلك الصراعات التي أخذت كفايتها في مسار السودان بدرجة التفاهات .. وتلك المنافسات القاحلة العقيمة التي لا تعني شيئاَ في حياة الإنسان السوداني .. مجرد زوابع في الفناجين تهب بعد كل فترة والأمة تكتوي بنيران الضياع والشقاء والعناء .. زوابع وهمية لها فرسانها الذين يهدرون كل حياتهم وأعمارهم في معارك الخصومات والعداءات .. تلك المعارك الضارة التي لا تفيد البلاد بمثقال ذرة من المنافع .. ولا تفيد الفرد السوداني بنوازل الرحمة والرخاء والنماء .. جاء زيد أو ذهب عمر فلا جديد تحت السماء .. وتلك دواليب البلاد تتراجع إلى الخلف سنة بعد سنة في ظلال التناحر وفي ظلال منافسات الإخوة الأعداء .. والدول في العالم من حولنا تولد وتنمو وتترعرع وتكبر ..أما السودان فمازال يتراجع ويتقلص يوماَ بعد يوم ليدخل في قياس القزمية .. وذلك بفضل أطراف لا تجيد إلا صولات وجولات المناكفات والخصومات .. ماذا يستفيد الإنسان السوداني من تلك الهرجلة العقيمة .. ماذا يستفيد بالذهاب أو عدم الذهاب لصناديق الانتخابات ؟؟ .. والشعب قد مر بتلك التجربة .. قاطع الانتخابات مرات وذهب للانتخابات مرات .. فلم تكن هنالك تلك النقلة النوعية العظيمة التي تعني الجديد تحت السماء !!.. وإذا تمعن العقل الحكيم وفكر جيداَ سوف يجد أن الأمر تحصيل حاصل ومجرد حرث في الهواء !! .
ومنافسات الصناديق والانتخابات في السودان غريبة وعجيبة للغاية .. فنحن نشاهد في العالم المتقدم المتحضر من حولنا أن جوهر المنافسات في حال الانتخابات والصناديق يتركز حول الأمور التي تتعلق بمصالح الشعب ومصالح البلاد .. حيث المطلوب تقديم كشوف الإنجازات الماضية التي تقول : ( تلك هي أعمالنا وانجازاتنا في الماضي ) .. وتقديم كشوف الوعود والتباشير بالخطط المستقبلة التي تقول : ( تلك هي وعودنا لكم في المستقبل ) .. وعند ذلك يطيب للفرد أو الناخب أن يتقدم للصناديق إما رافضاَ لتلك المزاعم ليقول ( لا ) .. وإما راضياَ بتلك المزاعم ليقول ( نعم ) .. ولكن هنا في السودان يختلف الأمر كثيراَ وحدث ولا حرج .. فالكشوف التي تقدم للناخب السوداني من كل الأطراف ( المؤيدة أو المعارضة ) هي تلك المعهودة المليئة بالمنقصات والأوجاع .. تلك المقيتة النتنة المهلكة الهالكة التي تضع كل أجندتها في سرد عيوب ومساوي ومفاسد الطرف الآخر !! .. وكأنها تخاطب أمة جاهلة لا تعرف تلك المساوي ولا تعايش تلك المفاسد والآلام !! .. بل وكأنها تخاطب شعباً يعيش بعيداَ فوق سطح القمر !! .. فالشعب السوداني يعرف جيداَ مقدار الحجم من السالب والمفاسد في ظل أي تجربة من التجارب .. كما يعرف جيداَ مقدار أي انجاز في ظل أي تجربة من التجارب .. سواء انعدمت تلك الإنجازات أو قلت أو كثرت .. ولا يحتاج الأمر لذلك النباح كالكلاب الضالة ليلاَ ونهاراَ في ترديد تلك المساوي وتذكير الأمة بالتردي في الأوضاع .. والأمة قد ملت وكلت من العيش مع نغمات الأوجاع .. وقد جاء الوقت في مخاطبة الشعب السوداني بنبرة مغايرة .. نبرة تكون أكثر حضارةَ وتقدماَ .. نبرة فيها الوعود بالجديد المفيد الذي يعني خطط التنمية والبناء والرخاء والسعادة في المستقبل .. تلك الوعود التي تمس حياة وأحوال الإنسان السوداني مباشرةَ .. الشعب يريد أن يخرج من عنق الزجاج .. ويريد أن يعيش الآمال والتفاؤلات التي تلاحق مستقبل البلاد .. وقد تعب الشعب ووهن من تلك السيرة القديمة الجديدة : تلك الأصوات التي لا تكل ولا تمل حين تنادي ( قفوا مع الانتخابات !! ) .. وتلك الأصوات التي لا تكل ولا تمل حين تنادي ( قاطعوا الانتخابات !! ) .. فهي تلك الفذلكة المضحكة المهلكة !! .. والشعب يعلم يقيناَ أن الذهاب للصناديق أو عدم الذهاب للصناديق لا يقدم ولا يؤخر .. ولن يوجد له الرخاء ولن يطرد عنه الغلاء والشقاء والبلاء .. ولن يرخص قيمة الخبز الضروري الذي يسند البقاء ضمن الأحياء .. والصورة معهودة لدرجة السأم والملل .. فذلك القابض حين لا يبالي بأحوال الأمة يمثل قمة الأوجاع .. وذلك المتربص القادم حين يريد أن يتواجد فقط حتى يشبع الرغبات والنزوات يمثل قمة الأوهام !! . .
(عدل بواسطة عمر عيسى محمد أحمد on 02-12-2015, 05:21 PM)
|
|
|
|
|
|