العنوان الغريب ( سرقة 900 ألف دولار من خزينة جامعة السودان العالمية ) .. فلنفترض جدلاَ أن التعامل بالجنيه السوداني أصبح من العيوب التي تشوه المقامات .. ولا يتعامل مع ذلك الجنيه في الوقت الحالي إلا هؤلاء الغلابة الذين لا يملكون الحيلة مع عالم الدولار .. والجنيه السوداني فقد الكرامة والنخوة منذ سنوات وسنوات حين لازمه ذلك النحس .. حيث سيرة السقوط تلو السقوط في كل امتحانات سنوات الدراسة من مرحلة الروضة حتى مرحلة التخرج من الجامعة .. وهو ذلك المتخرج الخائب بدرجات السقوط في كل المواد .. والأعجب في الأمر أن قيمة الجنيه السوداني تسقط بمعدل التوالي الهندسية السريعة للغاية .. فعند اللحظة التي يضع فيها الإنسان ذلك الجنيه في الجيب يكون بقيمة .. وعند اللحظة التي يصل فيها الإنسان للمتجر للشراء يكون الجنيه بقيمة أدنى .. وعندما يعود الإنسان لبيته يكون الجنيه بقيمة أدنى فأدنى .. فالعملة السودانية تعشق حالات التدحرج بطريقة عجيبة للغاية .. وإذا عدنا لسيرة الدولار تلك العملة الرنانة الشنانة نجد أن الكثير من المواقع والمراكز والمصالح الحكومية وغير الحكومية تفضل التعامل بتلك العملة صاحبة الكبرياء التي لا تعرف سيرة السقوط والمهانة .. وإذا سقطت يوماَ درجة من الدرجات نجدها تتعافى سريعاَ لتتفوق وتكون في الصدارة من جديد .. والسؤال الحائر الذي يطرق الأذهان هو لماذا تحتفظ مصلحة من المصالح بمبالغ كبيرة في خزانتها من العملات الحرة ولا تودعها في البنوك ؟؟ .. والإجابة لا تحتاج لذكاء الأذكياء فالبنوك السودانية ليست تلك الأمينة التي تأخذ منك العملة الحرة ثم تعطيك القيمة بالمثل .. فهي تتحايل لتأخذ منك العملة الحرة النادرة المفيدة .. لتستفيد هي منها ثم تعطيك في المقابل العملة السودانية تلك الحزمة الورقية الفارغة .. التي لا تقدم ولا تؤخر .. وهي تلك العملة التي لا تملك المقدرة التسويقية في أسواق العالم .. وأصحاب الأموال حين يضعون أموالهم في البنوك السودانية من العملات الحرة ثم يستردونها بالعملة السودانية لا تفيدهم تلك العملة السودانية بذلك القدر الذي تفيدهم فيه العملة الأجنبية الحرة .. وحتى إذا حاولت أن تشتري العملة الأجنبية من الأسواق السوداء فإن تلك المبالغ السودانية لا تشتري لهم ربع تلك المبالغ من العملات الأجنبية التي أودعوها في البنوك .. فلذلك فإن الكثير من المصالح تفضل الاحتفاظ بعملاتها الحرة في خزائنها الخاصة .. ولكن تلك الصورة فيها الكثير من المخاطر والتلاعب والتهاون في الأموال العامة والخاصة .. ولا بد من تلك القيود الرقابية الصارمة التي تحفظ الأموال وتمنع التلاعب .. وفي العالم تتواجد تلك الصور من التعاملات المالية ذات الخزائن الخاصة .. فهي عادة تتم في خزائن فولاذية قوية للغاية ولا تفتح تلك الخزائن إلا بشروط المفاتيح الثلاثة .. حيث تلك المفاتيح التي تكون بعهدة الأيدي العليا الأمينة المسئولة في المصلحة أو المركز .. ولا بد أن يجتمع أصحاب المفاتيح الثلاثة عند فتح الخزينة .. وخلاف ذلك فإن تلك الخزائن الفولاذية القوية تكون مستحيلة المنال مهما أجتهد المجتهدون من اللصوص .. أما هنا في السودان فحدث ولا حرج والإنسان السوداني معروف عالميا بأنه ذلك الإنسان الذي لا يضع الاحتمالات في الحسبان إطلاقاَ .. ولا يتحرك بالتفكير الصائب إلا حين يقع الفأس فوق الرأس .. وتلك علة متوفرة في أي مسار أو في أي نشاط من أنشطة السودانيين . .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة