فقدت فاكهة المنجة المكانة والاحترام حين قبلت أن تتواجد في الصفوف برفقة ( الشطة والبهارات ) .. مثلها ومثل العجور والطبش .. وطوال الحياة كنا نظن أن المنجة فاكهة محترمة .. حينما كانت تحتل المكانة في الأرفف بجانب البرتقال والتفاح والعنب والفواكه الأخرى .. حتى جاء ( الإنقاذ ) ليثبت نظرية جديدة تسقط هيبة المنجة .. ونظرية المنجة الجديدة تدخل ضمن تلك النظريات الكثيرة التي غيرت طبائع الخلائق وشوهت بعض الصفات .. كما شوهت مكانة بعض المأكولات !! .. والمنجة أصبحت مثلها ومثل السلطات تؤكل مع الشطة الحمراء والخضراء وموية الليمون .. تلك النقلة النوعية الجديدة العجيبة في عالم المأكولات !! .. والظاهرة أدخلت الناس في حيرة .. ولكن الحيرة سرعان ما تتلاشى حين نعلم أن الجوع كما يقال كافر .. والمصائر والأحوال لا تتحمل الانتظار بالقدر الذي تجعل الثمار تكمل دورتها الطبيعية .. وفي عرف الناس فإن المنجة الفجة النية حين تتوفر فالأفضل لها أن تكون في داخل البطون .. حيث لا أحد يضمن سلامة الحياة لنهاية المواسم !! .. كما أن فاكهة المنجة حين تبلغ الكمال والنضوج لن تكون تلك المتاحة المباحة لكل من هب ودب .. بل ستكون تلك المستحيلة التي لا تكون إلا لأهل المقدرة من النخب .. وعليه نجد جموع البشر في الشوارع والطرقات والأسواق الشعبية وفي المناطق المتفرقة من العاصمة السودانية وغير العاصمة السودانية تتلهف لتأكل المنجة الخضراء النية مغموسة بماء الشطة والليمون .. صورة غير مألوفة في ماضي السودان !! .. وظاهرة تجلب الحيرة والعجب في سلوكيات الناس حين تتبدل .. وحتى أن شجرة المنجة نفسها في حيرة ولا تصدق عينها .. وحين تسأل الشجرة عن ماضي الفاكهة المعروفة القديمة تجيب قائلة ( ومن الذي سيصبر لنهاية الموسم حتى نوجد له الفاكهة المكتملة ؟؟؟؟ ) . .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة