|
يسالوننا هل نحن اصدقاء ام فرقاء
|
يسالوننا هل نحن اصدقاء ام فرقاء عبدالغني بريش --u-s-a النوبة و-------البقارة----- شهدت منتصف الثمنينيات محاولات يائسة وفاشلة من قبل البقارة لغزو واستقطاع اراضي نوبية لضمها اليها وعرف ذلك ب (مقبرة تلوشي) واعقب ذلك مواجهات ساخنة بين اهل الارض والتاريخ والقبائل التي تتحرك مع الرمال وقد لعب حينها حزب الأمة بقيادة (فضل الله برمة ناصر) دوراً محورياً في تقديم الدعم والعون والعتاد لهذه الأخيرة بغرض فرض وقائع على الأرض حيث كانت الاليات العسكرية تتحرك من الخرطوم وتفرغ حمولتها في الخيام والرواكيب التابعة للبقارة وكادت هذه العملية أن تشق صفوف البقارة أنفسهم لأن عقلائهم قد عارض هذه الخطوة وأعتبروها بمثابة إعلان حرب شاملة على النوبة , إلا أن هذه المجموعة الصغيرة لم تنجح في إقناع الأغلبية الأمية الجاهلة - وهكذا بدأت الأعتداءات اليومية على الأبرياء النوبة في مناطق لقاواة وبحيرة الكيلك وام دورين الخ. حيث كان التفوق واضح من حيث العتاد والأسلحة المستخدمة من قبل البقارة والمجموعة المكونة لها - ليست للنوبة خيارات كثيرة وقتها وكان من الصعب عليهم الحصول على أسلحة للدفاع الشرعي (الدفاع عن النفس) وكان الخيار الوحيد هو توجيه نداء لقيادة الحركة الشعبية لتقديم الدعم اللازم لهم وعلى عجالة إستجابت الحركة لهذا النداء وأعطته أولوية خاصة , في تلك الأثناء إستمرت الإعتداءات البربرية والهمجية وتدمير القرى النوبية حتى وصول أول طلائع القوات النوبية من الجنوب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه , وفعلاً بدأت المواجهات حتىالحقت النوبة هزائم مشينة ونهائية على البقارة واعوانهم وتحرير القرى والمدن النوبية التى كانت تحت قبضة الأعداء . أن الذين يحاولون تشويه صورة الحركة الشعبية في الجبال يجب أن لا ينسوا أن 60% من قواتها هي نوبية وهي نفس القوات التي تحركت لإنقاذ أهلها في الجبال ولست أدري لماذا يحاول هؤلاء الجهلة التفريق بين (النوبة في الحركة وخارجها) كل ما نعرفه أن البرتكول الخاص بالجبال بغض النظر كان إنتصاراً نوبياً وعلى هؤلاء الناس القيام بمراجعة تاريخ وسجل الحركة في الجبال ,حيث كان السبب الاساسي لجبهة الجبال (منطقة عمليات 2) هو الإعتداءات غير الإنسانية التي تعرض لها الشعب النوبي بتاريخه المشهود به عالمياً من قبل فئات ضالة لا تعرف سوى السير وراء البهائم واتقان فن سلخ الجلود- إذاً للحركة في الجبال (good record to run on). أن الحديث الذي نسمعه من هؤلاء الناس اليوم (البقارة) عن الحركة لم يزد عن أن يكون كلاماً ساكتاً ومصدر القلق هنا هو الخوف عن مصيرهم ومستقبلهم بعد أن خربوا علاقاتهم مع النوبة (الجاهل عدو نفسه) ...(Fear and smear). أن السؤال الذي طرحوه هل نحن اصدقاء أم فرقاء هو سؤال جيد نتوقع نحن النوبة أن يجيبوا عليه هم وليس نحن!!! هناك أسئلة كثيرة يجب أن يطرحوه مثل ما هي الاسباب التي اوصلتهم إلى هذه النتائج المأسوية , ما سر التوتر الهائج والقلق الموجود بعد أن كانوا ينعمون بالخيرات من الخضار والحشيش والمياه النوبي . أن الأفكار المشوشة والناقصة والمبتورة عن النوبة , نسجت أحلاماً وثبتت أوهاماً , وقع البقارة أسرى له لا تسطيع على الإنفكاك من قيوده مهما تعاظمت في اعينهم الملامح البطولية للشعب النوبي ومظاهر عمقها , لقد ساعدت تلك الأفكار على الإستسلام لاشكال من الوهم يعفي العقل من مسؤليته وتسلبه مفاتيح الممكن وتلهيه بمغاليق المستحيل , كما تمكنت من تناقض مستمر بين الماضي والحاضر لإيجاد مبرر على إعادة ترتيب التاريخ , سوف لم ولن نخضع لهذا التناقض ولسنا بحاجة إلى إعادة كتابة التاريخ. أن مبدأ التعايش السلمي هو مبدأ نوبي في الاصل قبل أن يقره الأمم المتحدة وسماح النوبة للبقارة ومن معهم بالإستقرار في المنطقة كان تأكيداً عملياً لهذا المبدأ , أنظر كيف تتقاتل القبائل في كل من دارفور وشرق السودان وجنوبه ودول أفريقية عديدة و منطقة جبال النوبة هي الاستثناء الوحيد من ذلك . أن البقارة مطالبون بتقديم اعتذار علني من قبل مشايخهم للنوبة على الجرائم والأخطاء التي إرتكبوها في حق الشعب النوبي . ليس هناك ما يدعو للابتسام فقد ورط حزب الأمة البقارة في حرب كانوا يعلمون مسبقاً بخسارتهم فيها , لقد حان الأوان لحزب الامة أن يتوقف عن بيع الأوهام والمتاجرة بالاحلام ويتعامل مع حقائق وقائع المنطقة , فازمة البقارة ليست عابرة مثل سحابة كما يحلوا لحزب الأمة أن يسميها بل هي عملية معقدة من عمليات التاريخ سيدفع فاتورتها وديونها المتراكمة الأجيال القادمة , أن المشكلة التي تواجه البقارة مرتبطة على ضرورة بالتحرير من حزب الأمة فهذا الإرتباط هو جوهر الأزمة . هناك عقلاء من أبناء البقارة يجب عليهم إستيعاب الدروس والتاقلم المنهجي والمستمر مع الضرورات التي تفرضها الإدارة السياسية العقلانية لمجتمع أصبحت له مشكلات جديدة تتطلب حلولاً جديدً (بدل الحديث عن ما يسمى بالقبائل العربية عبر السنوات في بلاد النوبة) , وإذا كان واقع البقارة لا يدعو إلى الإبتسام فأمام عقلائهم مجهود كبير ليبذلوه للتغير البنية الإجتماعية التقليدية المكونة لذلك الواقع التي تفرض التخلف الحضاري المتمثل في أمية مرتفعة بنسبة 99.9% وأتكالية محبطة على حزب الأمة الذي هو الأخر يحتاج إلى أصلاح وتطهير .أن مقبرة تلشي التي أشرنا إليها في المقدمة يابى التاريخ إلى أن يقف شاهداً على تلك الملحمة البطولية الرائعة التي سطرها شعبنا النوبي على طريق القضية المشروعة والعادلة , أن هذه المعركة مليئة بالمواعظ والعبر التي ينبغي على الجميع الوقوف عندها واستذكارها في هذا الاتجاه أي إتجاه الكفاح العادل والمشروع , فمهما يكن فان العبرة دائماً تشكل ذادا للاخيار ودرساً تاريخياً لا ينسى للاشرار والمنحرفين , وإنطلاقا من هذه الحقيقة يجب أن نفخر ونتفاخر بصفحات البطولة والعزة التى سطرناها بجهودنا ودمنا ونحن ندافع ونستبسل في الدفاع عن وجودنا الحر فوق أرض السودان أرض أفريقيا السمراء التي هي للأفارقة لا للدخلاء والعملاء الذين يعبثون بكل ما هو جميل وينكرون كل ما هو حضاري وإنساني . نحن النوبة لنا الحق في أن نمجد ذلك التصدي البطولي الشجاع في الثمنيينيات والتسعينيات الذي جسدناه دفاعاً عن أرضنا وعرضنا عندما توهم المصابون بعقدة السيطرة على الأخرين أن بإمكانهم هزيمة النوبة والنيل من مقدراتهم ومقدساتهم ولكنهم ولوا ادبارهم بعد وصول أول فوج من طلائع (قوات الكوش الجديد) وهكذا كانت تلشي ملحمة من أروع الملاحم التاريخية في تاريخ المنطقة القريب التي يقف عندها الجميع تقديراً وإجلالاً للروح المقاتلة والإرادة الصلبة التي إستبسلت في الدفاع عن هذا المكان أن الحجج التي ساقها البقارة في الإعتداءات على النوبة كانت عارية و خالية من الحقائق وهم لا يستطيعون إثبات أتهاماتهم بمستندات , وكيف يعقل عمليا أن يعتدي النوبة على البقارة وهم الذين سمحوا لهم بالبقاء في أراضيهم قرابة القرن . إن البقارة والقبائل المتحدة معها بحاجة إلى إعادة النظر في الممارسات السابقة لأن كما قلنا أمامهم فرصة أخيرة للتوبة وإقناع النوبة بأن بإمكانهم العيش بسلام . يسأل أحدهم ما الذي أتى بالنوبة إلى الجبال في المقام الأول !!! مثل هذا الكلام لا يصدر إلا من شخص لا يعرف في التاريخ حتى قشوره , فالحضارة النوبية من الحضارات العريقة وهي افريقية - المبكي هو أن هذا الكلام صادر عن شخص يدعي العروبة .... ما الذي أتى به إلى السودان في المقام الأول أليس كان حرياً به أن يسأل نفسه قبل ان يسأل النوبة وهل يستوي أهل الحضارات و الطيور المهاجرة .
|
|
|
|
|
|