|
متلازمة القولون العصبي (التهاب المصران العصبي)
|
"Irritable Bowel Syndrome" د. حسن حميدة - مستشار التغذية العلاجية - المانيا مقدمة عن متلازمة القولون العصبي: متلازمة القولون أو المصران العصبي هي عبارة عن حالة يتفاعل أو يتعامل فيها الجهاز الهضمي للشخص المصاب به بطريقة غير طبيعية، طبقا لأنواع محددة من المأكولات أو المشروبات، أو عند تعرض الشخص المصاب به لبعض الحالات النفسية، فينتج عن هذا التعامل الغير طبيعي للجهاز الهضمي أعراض، مثل الإنتفاخ في البطن وكثرة الغازات وآلام غامضة ومتكررة متمثلة في إسهال أو إمساك أو كلاهما. وحالة متلازمة القولون العصبي تصنف بأنها إعتلال وظيفي مؤقت ومتكرر للجهاز الهضمي وليس مثله بمرض عضوي خطير الأبعاد كما يظن كثير من المرضي المصابين به. ذلك بناء علي ما يحس به المريض من أعراض مزعجة ومبرحة. وتشير الدراسات الطبية الحديثة إلي إرتباط متلازمة القولون بعوامل عديدة، أهمها نمط الحياة، والنظام الغذائي، والتغيرات الحياتية التي قد يتعرض لها الفرد، فيشعر الشخص المصاب بتغير في حركة القولون لديه، تتمثل في مجموعة من الحركات اللينة أو المتزايدة، والإصابة بالإمساك أو الإسهال، مع آلام وإنتفاخ وإضطرابات في البطن, تتراوح ما بين إسهال وإمساك. وتؤكد دراسة سريرية أجريت في مستشفي مدينة كولونيا الألمانية، أن معظم حالات متلازمة القولون العصبي تصيب أشخاصا تتراوح أعمارهم بين 25 - 50 عاماً. وتوجد علاقة بعض الحالات المرضية المسبقة في الجسم، ببعض الأعراض المشابهة لأعراض متلازمة القولون العصبي. ذلك مثل الإصابة بعدوي بكتيرية أو التوتر النفسي، والتي قد تؤدي بدورها إلي ظهور تلك الأعراض السابق ذكرها، مع غياب متلازمة القولون العصبي في نفس الوقت. وتزيد نسبة إحتمال الإصابة بأعراض متلازمة القولون العصبي عند النساء والأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية، مثل الإكتئاب أو نوبات الهلع، مقارنة بالرجال العاديين. ولا يزال الأطباء ينصحون بإجراء إختبار دم، للتأكد من عدم الإصابة بعدوي بكتيرية، كما ينصح بإجراء فحص بالأشعة فوق الصوتية للبطن وفحص القولون بالمنظار للتأكد أكثر. وبالنسبة للمرضي الشباب يمكن أن يساعد الفحص الداخلي عن طريق المنظار في تشخيص أمراض التهاب الأمعاء المزمنة مثل "مرض كرون" أو "Crohn's Disease". أما المرضي المسنون الذين يعانون من حالات إمساك متكررة، فيمكن تشخيص حالتهم، للتأكد عما إذا كانت هناك حالة من حالات سرطان في القولون أو "Colon Cancer" أم لا. وهذا النوع هو الذي أصبح من الأكثر أنواع السرطانات شيوعا في العالم, خصوصا عند كبار السن أو مباشرة بعد بلوغ سن الستين من العمر. وأكدت الدراسة الألمانية أيضا أن الفحوصات الطبية التقليدية للمرضي الذين تظهر عليهم أعراض متلازمة القولون العصبي، لا تكشف في الغالب عن وجود أي شيء غير عادي في أغشية القولون المبطنة. وأن أحدث الأبحاث الطبية تشير إلي أن الخلايا العصبية في الأمعاء لا تعمل بشكل سليم، أو أن هناك قصورا في جهاز المناعة المعوي بالجسم. التعريف بالقولون العصبي: القولون العصبي والذي يسمي باللغة الإنجليزية، "Irritable Bowel Syndrome"، ويطلق عليه مصطلحات عدة منها: التهاب القولون والقولون المثار والقولون المتشنج أوتهيج القولون، ولكنه مشهور أيضا بإسم القولون العصبي، ويوصف لدي الأطباء بإختصاره العلمي، "IBS". والقولون العصبي هو أكثر أمراض الجهاز الهضمي إنتشارا وفي كثير من المجتمعات. ويعتبر من الحالات الصحية الأقل وضوحا في تشخيصه لدي الأطباء، خصوصا غير المختصين منهم. ويشكل المصابون بالقولون العصبي نسبة تبلغ حوالي 50% من مجموع المرضي الذين يراجعون عيادات أمراض جهاز الهضم والباطنية. وحتي إلي وقت قريب كان الإعتقاد السائد لدي كثير من الناس، بأن حالة القولون العصبي هي أحد أعراض التوتر النفسي وليس مرضا قائما بذاته. والقولون العصبي لا يعني كما ورد ذكره، بأن المريض يعاني من مشكلة عضوية في الجهاز الهضمي، وإنما هو عبارة عن إعتلال وظيفي مؤقت للجهاز الهضمي عند طرؤ ظروف وحالات معينة.
آلية حدوث القولون العصبي: يوجد في الأمعاء الهضمية بجسم الإنسان ما يقارب المائة مليون مستقبلة عصبية، التي تبطن جدران الأمعاء من الداخل، وهذا العدد من المستقبلات العصبية هو نفس العدد الموجود في خلايا الدماغ. لذلك يطلق أحيانا علي الجهاز الهضمي بأنه "الدماغ الثاني" للإنسان. ووجود هذه العدد الكبير من المستقبلات العصبية ذو أهمية قصوي لجهاز الهضم. فالأمعاء تحتاج لهذا الجهاز العصبي، لكي تقوم بعملها علي أكمل وجه. وبوجود الغذاء في الأمعاء، يحدث له العديد من التفاعلات، بناء علي عمل الأنزيمات الهضمية، والحركة التي يمر بها الغذاء. وينتقل الغذاء في الجهاز الهضمي، سواء كانت المعدة أوالأمعاء الدقيقة بحركة منتظمة تسمي "Intestinal Peristaltic and Motility"، وليست عبر حركة عشوائية أو عادية. ومن المعروف أن بقايا الفضلات المارة في القولون، تكون أقرب في قوامها للسائل قبل إمتصاص الماء منها في القولون. وعند حدوث خلل في الجهاز العصبي للأمعاء تحدث المشاكل وقتها. وعند الإصابة بإضطرابات القولون العصبي تكون حركة عضلات الجهاز الهضمي، وخاصة التي تحيط بالقولون (الأمعاء الغليظة)، غير طبيعية، حيث تكون حركة هذه العضلات عشوائية وسريعة جدا. وعندها يكون البراز مائي المحتوي وبالتالي يعاني المريض عندها من الإسهال، "Diarrhea" وذلك لأن الطعام لم يأخذ وقته الكافي في الأمعاء الغليظة، حتى يتم إمتصاص الماء الزائد منه، وقد تكون حركة العضلات بطيئة جدا، وعندها يكون البراز صلب وبالتالي يعاني المريض بدوره من الإمساك، "Constipation" ، وذلك لأن الطعام يكون قد أخذ حينها وقتا طويلا في القولون، مما يجعل إمتصاص الماء منه علي غير العادة كثيرا. وبإختصار تسمى متلازمة القولون العصبي أيضا بالتهاب الأمعاء الغليظة، ومن أهم أعراضه الإسهال ونزلة المصران الغليظة، وغالبا ما يكون مصاحبا له التهاب الأمعاء الدقيقة. وتصحب متلازمة القولون العصبي تقلصات في القولون والأمعاء الغليظة، مما يؤدي إلي حدوث مغص معوي وإمساك وبدرجة متزايدة إلي إسهال. في نقاط: لا تزال آلية و مسببات متلازمة القولون العصبي غير واضحة وغير معروفة، و تشير الدراسات الحديثة إلي عدة آليات منها علي سبيل المثال:
* الإضطرابات الحركية و الحسية للقولون * إضطرابات وظيفية في الخلايا العصبية المركزية * إضطرابات نفسية (العاطفية والأسرية) * الضغوط النفسية (العمل وسبل العيش) * عوامل ممرضة داخل لمعة القولون
سبب تسمية القولون بالعصبي: علي الأرجح فأن الحركة الغير طبيعية والتقلصات العصبية لجدران القولون، هي السبب في تسمية القولون العصبي بهذا الإسم، وليس بسبب الحالة النفسية والعصبية، التي ترافق مريض القولون العصبي، كما يعتقد عامة الناس أو بعض المرضي الذين يتوهمون بأمراض أخري أو يجهلون بمرضهم.
إحصائيات حول نسبة إنتشار القولون العصبي في العالم: لا توجد أرقام دقيقة تجيب علي هذا السؤال، ولكن من المعروف أن إضطرابات القولون العصبي منتشرة جدا في العالم كله. وتقدر بعض الإحصائيات لمنظمة الصحة العالمية، بأن القولون العصبي يصيب 20% من أي مجتمع وخصوصا المجتمعات الغربية. والنساء الأكثر عرضة لهذا المرض، حيث يقــدر بأن 1% - 24% من النساء مصابات بهذا المرض، في حين إن 5% ـ 19% من الرجال مصابون به. ويقول المختصين في هذا المجال، أن حوالي 20% - 40% من زيارات المرضي لعيادة طبيب الجهاز الهضمي والباطنية، هي بسبب أعراض القولون العصبي. وفي الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها يوجد حوالي 25 - 55 مليون شخص مصاب بهذا المرض. وهذا يعني أن ما يقارب الثلاثة ملايين زيارة للأطباء سنويا هي بسبب الإصابة بالقولون العصبي. كما يكثر إضطراب القولون العصبي لدي الأشخاص الذين يميلون إلي القلق ويتميزون بالدقة والصرامة في تعاملهم، والذين يكبتون مشاعرهم بشي من الحزم. تعريف القولون ووظيفته في الجسم: القولون هو ذلك الجزء الذي يبدأ بإنتهاء الأمعاء الدقيقة وينتهي بالمستقيم، ويعتبر هو النقطة النهائية، التي تلتقي فيها فضلات الطعام بعد هضمها في الأمعاء الدقيقة. وبه كل ما لم يمتص في الجهاز الهضمي السابق للقولون، يتجمع في القولون ويخرج منه على هيئة فضلات برازية. والقولون يتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية وهي: القولون الصاعد والقولون المستعرض والقولون النازل. زيادة علي ذلك يتكون القولون أيضا من الأمعاء الغليظة (المصران الأعور)، والقولون السيني كأجزاء أساسية في القناة الهضمية وجهاز الإخراج. ويوصف القولون بأنه عبارة عن أنبوب عضلي مبطن بغشاء مخاطي. وظيفته الرئيسية هي إمتصاص الماء وبعض الأملاح وجزء بسيط جدا من المواد الغذائية من السائل (الهضمي) اللزج الذي يصله من الأمعاء الدقيقة، بالإضافة إلي تحليل المواد العضوية الموجودة في الفضلات، وذلك عن طريق بكتيريا الفلورا. ومن ثم يتحول هذا السائل بعد عملية الإمتصاص تلك، إلي مادة (بقايا) شبه الصلبة. وهكذا فكلما كان الطعام سيء الهضم، ومحتويا على مواد صلبة في تركيبه، زاد التأثير السلبي علي القولون. ويتغذي القولون بالعصب الحائر التابع للجهاز العصبي الذاتي (اللا إرادي)، الذي يتفرع فيه ويتولي عملية تنظيم وظائفه بشكل دقيق. والقولون كأي عضو في الجسم، معرض للإصابة بأمراض مختلفة، من أهمها الطفيلية كالدوسنتاريا، والبكتيرية كالسالمونيلا. كما يصاب القولون أيضا بالتهاب القولون التقرحي، ولكن يلاحظ أن غالبية إصابات القولون لا تكون عضوية، بل في شكل إضطرابات عصبية غير مباشرة، فإرتباط القولون الوثيق بالجهاز العصبي (والعصب الحائر بالذات)، هو الأساس في إضطرابات وظائفه عند التعرض لأي مؤثرات غريبة عليه أو إثارات عصبية به. ومن هنا نستطيع أن نفهم لماذا ترتبط حالة القولون في معظم الأحوال بالإنفعالات وبالحالات النفسية عامة. أما القولون العصبي تحديدا فهو من الإضطرابات الجسدية العضوية، التي تختل فيها وظيفة الجسد، والتي تشكل العوامل النفسية فيها عاملا مؤثرا. أي أنه مرض نفسي جسدي، أو بمعنى آخر، هو إضطراب وظيفي يؤثر علي وظيفة القولون نفسه، ليس علي أنسجته، وفحصه بالعين المجردة أو بالمنظار لا يوضح أي تغيرات غير طبيعية في الخلايا والأنسجة الخاصة به. أجزاء القولون الرئيسية وجهاز الإخراج: :(Ascending colon) القولون الصاعد هو الجزء الصاعد من القولون: ويمتد من الأمعاء الغليظة (المصران الأعور)، إلي السطح السفلي للنصف الأيمن للكبد، وينحني إلي جهة اليسار، ليكون الزاوية اليمني للقولون والتي تسمي بالإنثناء الكبدي. :(Transverse Colon) القولون المستعرض هو الجزء المستعرض من القولون: ويمتد من الإنثناء الكبدي للقولون في الناحية اليمني، بمسافة تقدر بحوالي 45 سنتمتر إلي جهة اليسار، حيث ينتهي في الإنثناء الطحالي في الجانب الأيسر للبطن. :(Descending Colon) القولون النازل هو الجزء النازل (الهابط) من القولون: ويمتد من الطبقة المزدوجة القصيرة من الصفاق، التي يتصل بواسطتها القولون بالجدار الخلفي للبطن.
الأمعاء الغليظة (المصران الأعور) (Bowel Cecum): هو الجزء الذي يتصل مباشرة بالمعي اللفيفي للإمعاء الدقيقة. وتوجد في مؤخرة الأمعاء الغليظة (المصران الأعور)، الزائدة الدوية والتي لها فائدة مناعية جمة وهامة. بها يوجد نسيج لمفاوي، وظيفته هي تصفية البكتيريا والفيروسات المتكونة داخليا، وتكوين المناعة اللازمة ضدها داخل الجسم. :(Sigmoid Colon) القولون السيني ويشبه في شكله حرف (إس)، وهو عبارة عن إستمرار للقولون النازل أمام الحافة الحوضية. طوله يبلغ حوالي 25 - 38 سنتمتر، ويستمر إلي الأسفل في المستقيم أمام الفقرة العجزية الثالثة.
أنواع أمراض القولون المعروفة: 1. مرض القولون العصبي (النفسي) . 2. مرض القولون العضوي (الهضمي) تشخيص متلازمة القولون العصبي: القولون العصبي ليس معناه أن المصاب به يعاني من مشكلة عضوية في الجهاز الهضمي، وإنما هو عبارة عن إعتلال وظيفي مؤقت للجهاز الهضمي في حالات معينة. من هنا لا يمكن تشخيص حالة القولون العصبي إلا بعد إجراء فحص سريري ومختبري للبراز. وذلك لإستبعاد وجود أسباب عضوية أخري قد تسبب أعراضا مثل أعراض القولون العصبي. ومن هذه الأسباب الأخري مثلا: التهاب الأمعاء الهضمية بطفيلي الأميبا أو الجارديا، أو وجود قرحة في المعدة أو الأثني عشر، أو وجود حصوة في المرارة، وخاصة عند النساء في سن الأربعين .وللطبيب بجانب الفحص المعملي الدور الفعال في إستكشاف أو إستبعاد الأسباب العضوية المؤدية لإعتلال الجهاز الهضمي. وفي الغالب ما يبدأ الحوار بين الطبيب والمريض، بسؤال المصاب عن أنواع المأكولات والمشروبات التي تظهر معها الحالة المرضية، وكذلك التأكد من هدوء نفسية المريض، أو أنه يعاني من مشكلات نفسية تساعد في تأزم حالته، ثم يبدأ بالكشف الطبي، ومن ثم إعطاء النصائح، وربما بعض الأدوية لحل المشكلة، حسب التوصيات الطبية. أعراض إضطرابات القولون العصبي: * ألم في البطن * فقدان الشهية * المغص والإسهال * الإمساك الشديد * التعب والإعياء * إنتفاخ البطن * التشنج المعوي * فقدان الوزن التغييرات في عادات الأمعاء *
دور الغذاء اليومي في الوقاية والعلاج: بإعتبار أن برنامج الغذاء اليومي يرافق المريض طول العمر، لا بد من توظيف هذا البرنامج اليومي كعامل مساعد في بناء صحة الإنسان والوقاية والعلاج من الأمراض ذات الصلة ا########دة بالتغذية. وهذا رغم الإتفاق بأنه ليس هناك حتي الآن علاج ناجع لدي الأطباء، يشفي تماما من حالة متلازمة القولون العصبي. إلا أنه يظل بالإمكان فعل الكثير تغذويا، للحيلولة من دون تفاقم معاناة المرضي منه أو إستمرارها. وهنا تلخص بعض الإرشادات الطبية، عناصر التغذية الأساسية لضبط حالات القولون العصبي، في النقاط التالية، في برنامج غذائي مساعد للمرضي المصابين: - تناول كميات كافية من الألياف الطبيعية والمتوفرة في كثير من الفواكه، والخضراوات وتناول السلطات المتنوعة. ـ تناول تشكيلات متنوعة من الوجبات الصحية، مع تجنب الأطعمة الدسمة عالية المحتوي من الشحوم. ـ الحرص على تناول الألياف بطريقة دورية مع الطعام. - تناول الزبادي (اللبن الرائب)، خصوصا في الوجبات اليومية المتأخرة، كوجبة العشاء ـ شرب كميات كبيرة من الماء، علي الأقل ما بين لترين فأكثر، وحسب الطقس اليومي. ـ تناول ست وجبات يوميا بدلا من ثلاث وجبات أساسية. والحرص علي أن تكون كميات الطعام في الوجبات قليلة. في نقاط: الأغذية المسموحة: أ - عصيدة نشاء الذرة ب - عصير الخضار الطازج ت - البيض المسلوق ث - شوربة اللحم غير الدسم ج - لحوم الأسماك غير المالحة ح - عصير الفواكه الطبيعية خ - الفواكه الكاملة النضج وهناك من يرى الفائدة في تناول مشتقات الألبان المعززة بالبكتيريا الصديقة "Probiotics"، وهو ما أثبتت بعض الدراسات التغذوية - الطبية المواكبة جدواه في الآونة الأخيرة. ومن المهم أن نتذكر بأن القولون العصبي هو عبارة عن حالة مرضية، يجب تشخيصها بدقة عن طريق أطباء الجهاز الهضمي والباطنية المختصين. وهذه الحالة لا تزداد سوءا مع طول مدة المعاناة منها. وقد تزول في أوقات وتتفاقم في أوقات أخري، لكنها لا تتسبب في الإصابة بالسرطان القولوني كما يزعم البعض، أو تستدعي الخضوع لأي عملية جراحية كما يفكر البعض من الناس. موجز لحماية المصاب بمتلازمة القولون العصبي: يجب الإهتمام بنوعية الأطعمة المتناولة في الوجبات اليومية: والتي من الممكن أن تكون أحد العوامل المؤدية إلي إضطرابات الجهاز الهضمي وأهم هذه الأنواع هي : أ - البقول: مثل الحمص، الفول (الفول السودني)، الفلافل (الطعمية)،العدس، وأنواع مختلفة من الخضراوات والتي ينتج عن هضمها كميات من الغازات المسببة للإضرابات الهضمية. ب - الحليب: وكذلك من الممكن أن يشتكي المريض من سوء هضم الحليب المسبب في كثير من الأحيان إلي إنبعاث كمية كبيرة من الغازات أثناء عملية الهضم ويشتكي 40% من المرضي من صعوبة هضم سكر الحليب، خصوصا عند شعوب الدول الأفريقية والأسيوية. ت - اللبان: التقليل من مضغ اللبان والتي تساعد على إبتلاع كمية كبيرة من الغازات أثناء عملية المضغ. ث - المشروبات الغازية: بأنواعها المختلفة حيث أنها تحتوي علي كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلي إنتفاخ في منطقة البطن وإضطرابات في الجهاز الهضمي. ج - تجنب الوجبات السريعة، والوجبات الدسمة، والوجبات المحتوية علي كميات كبيرة من البهارات: علي وجه الخصوص الفلفل الحار، أيضا الأغذية المملحة، كالأسماك المجففة، والجبنة، والفسيخ. ح - أخذ الوقت الكافي لتناول الطعام: يجب مضغ الطعام جيدا قبل إبتلاعه، وعدم الإسراع في أكل الطعام المتناول يوميا لسبب من الأسباب. خ - تجنب تناول الأدوية الملينة، لأنها تعمل، مع مرور الوقت وتكرار التناول، علي إضعاف عمل الأمعاء الوظيفي، وتتسبب بالتالي في حالة الإعتماد التام عليها جبريا كمواد مساعدة. في نقاط: الأغذية الممنوعة (الحمية الغذائية): أ - التوابل والفلفل والبهارات ب - الإكثار من القهوة والشاي ت - الإدمان في التبغ والخمور ث - الحوامض والخضر المخللة ج - الخضر الغير كاملة النضج ح - اللحوم الغنية بالدسم والشحوم خ - المرطبات والمثلجات من الأغذية د - المشروبات الغازية بشتي أنواعها ذ - عدم شرب الماء والبطن فارغة عادات وعوامل نفسية مؤثرة: وينصح عموما بتوفير الجو الهاديء لتناول الوجبات اليومية، بعيدا عن الشجار، والإبتعاد عن طرح المواضيع المتنازع عليها أثناء تناول الطعام، وتجنب الضجيج أثناء تناول وجبات الطعام. وكذلك الإبتعاد عن كل ما يزيد من حدة القلق والتوتر النفسي أثناء الوجبات اليومية. والتقليل من حالات التوتر النفسي في الجو الأسري عموما. وهذا يحتاج إلي بصيرة وتبصر في حياة المريض اليومية، والتعرف علي مواطن القلق والتوتر فيها. ومن المهم التعرف علي الطرق النفسية السليمة للسيطرة علي القلق النفسي، وطرق الإسترخاء الذهني. وهذا الهدف من الممكن التوصل إليه بمساعدة أفراد الأسرة أو الأصدقاء، أو بمساعدة بعض الأطباء النفسانيين المتخصصين بهذا الفرع الطبي والإجتماعي الهام. وكذلك المشاركة في التمارين الرياضية والحركة البدنية، وشغل وقت الفراغ في الهوايات المحببة للنفس، تكون ذات أثر إيجابي فعال. دور الحركة والرياضة البدنية في الوقاية والعلاج: وبالإضافة إلي هذا يجب علينا ألا ننسي دور ممارسة الحركة والرياضة البدنية، خاصة رياضة المشي، التي تعتبر من أقدم، وأسهل، وأهم أنواع الحركة والرياضة التي عرفتها النفس البشرية. والتمشي بعد تناول الوجبات (أي عدم الإستلقاء أو النوم مباشرة بعد تناول الوجبات). فهي تقلل من التوتر النفسي وتضبط حركة الأمعاء بسلاسة وتسهل عملية التخلص من الغازات الكامنة. وليس الكل منا يدري بأن لأعضاء جهاز الهضم، خصوصا الأمعاء منها، جهاز حركة خاص بها. فهي تتحرك بطلاقة كما يتحرك كل عضو غير ساكن في الجسم. ومن هنا تأتي الضرورة لترك الحيز الكافي لحركة الأمعاء كعضو بدني متحرك, مثلها مثل أعضاء الحواس أو الأطراف أو غيره من أعضاء. من أنسب الأوقات لترك الحيز الكافي لحركة الأمعاء، التمشي بعد تناول الوجبات الغذائية مباشرة، أو بوقت كافي بعد تناول آخر وجبات اليوم (العشاء مثلا)، أوقبل مواعيد النوم. هذا يساعد في حركة الأمعاء وترتيب عملية الهضم عند الكل، وخصوصا عندي المرضي المصابين بمتلازمة القولون العصبي وغيره من الحالات المرضية سهلة التحكم. **** هنا رابط مهم ومبسط (فيلم توضيحي (**** http://www.youtube.com/watch?v=gjVAV1ibJCs
Homepage: http://www.nutritional-consultation-dr.humeida.com
E-Mail: [email protected] حقوق الطباعة والنشر محفوظة للكاتب- سبتمبر / 2013.
|
|
|
|
|
|