|
يا مذل كل جبار يا معز كل ذليل بقلم وفاء أحمد جعفر الخليفة
|
يا مذل كل جبار يا معز كل ذليل
لحظات تاريخية تشهدها أرض السودان هذه الأيام. هل هي شرارة مشتعلة سريعة الإنطفاء .....أم أنها ستتوهج حتى تبلغ منالها ومقصدها؟؟؟!! أتصفح اليوتيوب والفيسبوك وكل الوكالات الإخبارية لمعرفة حال شعبنا البطل ومن خلال تصفحي تمعنت في فيديوهات لمظاهرات سابقة في عام 2011 و2012 و2013. استغربت المشهد كثيراً و تكراره على مر السنين دون جدوى. هل لنا أن نتخلص من هؤلاء القتلة المنافقين ؟ أعلم جيداً أني لست بمطلعة على تاريخ السودان السياسي ولا أملك من الحنكة السياسية التي تمكنني من أن أناقش بها أي فرد سوداني ...وذكرت عدم معرفتي بأحوال السودان في العديد من مقالاتي السابقة نظراً لانتمائي لجيل الغربة التي لا أعرف نهاية واضحة لها حتى الأن .
حظيت بفرصة زيارة السودان في صيف 2012 وأوغسطس /سبتمبر 2013 ..أو بالأحرى قد عدت من السودان قبل أسابيع قليلة. ما كنت أشتريه السنة السابقة ب-10 جنيهات أصبح أغلى بكثير هذه ألسنة. غلاء وفساد وتدهور في معيشة الانسان السوداني بشكل واضح . كيف لنا أن نصمت على هذا الوضع ؟؟ وما الحل؟ هل من حقي أن أتساءل و أثور وأعلق على هذا الوضع المتردي ؟؟؟ أم قد سُرِقَ حقي في الاحتجاج والاعتراض لعدم وجودي في السودان ؟
استصعب الصمت والغربة التي فرضت علي قبل أن اولد واستصعب وضعي أكثر كلما غصت في روتيني الطبيعي في حياتي المثالية النظيفة الخالية من المعاناة اليومية التي يستقبلها الإنسان في السودان بكل صبر .... بل بكل استسلام . هذا هو احساسي و أنا أعيش خارج السودان .....فكيف لهؤلاء القتلة أن يستطعموا الأكل ومعظم الشعب جياع؟ كيف لهم أن يقودوا السيارات الفارهة والتجول في البلد ورؤيتهم لمشاهد الذل و الفقر التي تملأ السودان؟! كيف لهم قتل الأبرياء العزل لمجرد خروجهم في مظاهرات احتجاجية ضد سرقة هذه العصابة وأعوانها قوت هذا الشعب ... لقد عمى الله بصيرتهم وغشى قلوبهم عن الحق...... بل وصلوا في الجور و الظلم مرحلةً لا تقارن بجبروت الفرعون. و لكن لكل طاغية نهاية ولكل ظالم قاهر .
كم أود أن أكون معكم يا شعب السودان الأبي جنباً إلى جنب لأشهد هذا العرس السوداني الجميل الذي نزف فيه شهداءنا و نسير فيه مسيرة الفرح القادم ان شاء الله . أنا سودانية وسأظل سودانية .... لن أصمت ولن أتنازل عن حقي في تراب هذا الوطن و لن أقف مكتوفة اليدين ....سأكتب وساكتب لعله يحسب عند الله مساهمةً مني في تغيير هذا المنكر الشنيع ......منكر الإنقاذ .
أتمنى من كل حامل سلاح أن يتريث قبل أن يطلق الطلقة ....أن ينظرإلى المتظاهرين لعله يرى أخاً أو جاراً أو زميلاً له وكلُ المتظاهرين هم إخوة لنا وجيران لنا وزملاء لنا. وأتمنى من كل سوداني خارج الوطن أن يدعو لأهل السودان بالنصر والفرج . يا الله يا الله يا ناصر المظلومين يا قاهر الظالمين أحمي شعب السودان العظيم من بطش هذه العصابة وانصرهم وعزّهم يا مذل كل جبار يا معز كل ذليل
وفاء أحمد جعفر الخليفة
|
|
|
|
|
|