|
نيالا.. اختلال قيم وتقييم!/د.أنور شمبال
|
أحداث ومؤشرات.. د.أنور شمبال
نيالا.. اختلال قيم وتقييم!
(4.2) مليار جنيه هي الخسائر الأولية على حرق أمانة حكومة ولاية جنوب دارفور، وعربة الوالي نتيجة المظاهرات الاحتجاجية التي خرجت يوم السبت الماضي، عقب تشييع رجل الاعمال اسماعيل وادي، وابن أخته، آخر قتيلين بسلاح المتفلتين داخل ثاني أكبر مدن السودان نيالا، في سلسة اغتيالات عاشتها في وضح النهار وآناء الليل، هو خبر أبرزته احدى صحف الخرطوم عقب زيارة د.الحاج آدم نائب رئيس الجمهورية، ووزير الداخلية للولاية، فيما ان أهالي دارفور فقدوا ارواحاً غالية، فقدت انشطة اقتصادية تجارية، وحرفية، ومهنية، تدر عشرات الاضعاف ذاك المبلغ المذكور.
اعتقد ان هذه واحدة من المآسي التي تعيشها بلادنا، وتمارسها الحكومة تجاه دارفور، حيث ضعف التفاعل مع ما يزهق من ارواح بريئة كل يوم، ان كان ذلك في حرب قبلية أو بسلاح متفلتين، أو الكوارث الطبيعية، أو الامراض الفتاكة كالحمى الصفراء العام السابق، والجرب الذي انتشر بغرب دارفور هذه الايام، أو غيرها، واصبح الموت هناك بلا قيمة، ولا بواكي له، حتى ان رئاسة الجمهورية لم تعد تصدر البيانات أو برقيات المواساة للمتضررين أو المنكوبين، ناهيك ان يزور رئيس الجمهورية معزياً او مواسياً، أو يقطع مهمة رسمية من أجل معالجة وضع مخل بدارفور، من أجل انسانها، كما يفعل في بقية الولايات أو الأحداث الدولية.
البلاد مشغولة هذه الايام بالاجراءات الاقتصادية الاصلاحية التي تعتزم الحكومة اصدارها من أجل معالجة اختلال المؤشرات الكلية لها، فيما لا علاقة لتلك الاجراءات بدارفور التي تعيش بلا دعم حكومي، بل تجاهل الاقتصاديون حقيقة ان خروج دارفور من دائرة الانتاج هو وراء الذي يحدث للاقتصاد.
بكل أسف لم تكلف الحكومة نفسها إعداد دراسة معمقة حول حجم ذلك التأثير، وكيف تتم معالجته بحيث يعالج معه وضع الاقتصاد السوداني، وباتت تتعامل مع أهالي تلك البقاع بعقلية الجباية فقط ، وترفع تذكرة الطيران لهم الى الف جنيه، وهي الوسيلة الوحيدة المتاحة للتنقل، الى الولايات الاخرى، مع عجزها تنفيذ طريق الانقاذ الغربي لعقدين من الزمان، الى متى تعيش نيالا البحير تلك الحالة المضطربة؟، وهي مدينة التجارة الحدودية الأولى.
|
|
|
|
|
|