|
نم هانئا بابا ماديبا فقد بلغت رسالتك بقلم Monem Makki
|
نم هانئا بابا ماديبا فقد بلغت رسالتك:
ايام خلت علي رحيل نبي التسامح ، نيلسون منديلا ،كآخر العظماء الذين حولوا قارتنا السوداء وقتئذ الي بقعة مضيئة في خارطة العالم الفسيحة، من لدن الأزهري ولوممبا وبوضياف وناريري وبن بلة وسنغور وكنياتا ونكروما وعبدالناصر ،وسيكو توري.
نعم نبي التسامح، لان الرسل ليسوا وحدهم المكلفين بتبليغ رسائل المحبة (الغائبة عن راهننا) والود والتسامح للإنسانية .
كلنا مكلف بذلك ولكن القليل منا من يتحمل عناء التكليف فالمهمة ،قطعا،شاقة وتتطلب شحنات من الصبر تفوق طاقتنا نحن كأناس عاديين نأكل الطعام ونمشي في الاسواق ،ونحمل في جوانحنا مزعة لحم عادية دقاتها محسوبة.
التسامح قيمة عليا، ( فاصفح الصفح الجميل) ولذا وصفه القران الكريم بانه جميل ،وكل من يتمثله فهو بطبيعة الحال جميل أيضاً .
كان منديلا جميلا بحق ،بشهادة العالم كله، لانه تمثل العفو والصفح انموذجا فعليا طبقه في نفسه اولا ثم طاف به الدنيا مبشرا ،متخطيا حواجز الدين والعرق والثقافة والسياسة،فهاهو العالم بكل تلك الاختلافات يقف وقفة إجلال في وداع ابو الأمة.
" انا لست نبيا" قال مانديلا ليؤكد لمن اختلط عليهم الامر بشأن بشريته التي شك فيها البعض ، فما قام به أخرجته عن نطاق بني جلدته بحسب اعتقادهم.
فهنيئا لقبر ضم بين جنباته عالما بأسره ، عالما يوطوبيا، صافيا، خالياً من شوائب الدنيا، علي غير دنيتنا التي ضاقت بنا فاستحللنا دماء بعضنا شرابا سائغا لذة لشاربيه.
Monem Makki Radio Sawa Broadcaster Washington D.C.
|
|
|
|
|
|