مفهوم إسلامية لدى الأستاذ الإمام جعفر شيخ إدريس محمد وقيع الله

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 00:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-21-2013, 09:29 PM

محمد وقيع الله
<aمحمد وقيع الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 177

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مفهوم إسلامية لدى الأستاذ الإمام جعفر شيخ إدريس محمد وقيع الله

    مفهوم إسلامية لدى الأستاذ الإمام جعفر شيخ إدريس
    محمد وقيع الله
    (3)

    لقد ركز الأستاذ الإمام جعفر شيخ إدريس كثيرا على موضوع الإطار الإيديولوجي الذي يحكم توجهات العلماء والباحثين في مجالات العلوم الطبيعية والاجتماعية حتى ظننا أنه يقول بأنه أكبر محدد لتوجهات العلماء سواء أكانوا شاعرين أو غير شاعرين بضغط هذه الأطر عليهم.
    ولكنه فأجأنا بتقليله من الوجهة الموضوعية المبدئية لأثر هذا الإطار في توجيه العلم.
    وذلك عندما أخذ على بعض دعاة إسلامية العلوم تعجبهم من اعتراف الغربيين بصعوبة فهم المراد من مفهوم إسلامية المعرفة أو تأصيلها في الإطار الإسلامي.
    ورؤية هؤلاء الدعاة في التباس المفهوم على العلماء الغربيين مسوِّغا لدعوتهم المعرفية الجديدة.
    فكأنهم يقولون للغربيين: إذا كنتم تنظرون إلى الواقع من خلال إيديولوجيتكم وفلسفاتكم وتفسرونه في ضُوئها، فعلام تعيبون علينا أن نفعل ما تفعلون؟!
    محدودية الأثر الإيدولوجي
    وقد واجه الأستاذ الإمام هؤلاء الدعاة قائلا لهم إن حجتكم هذه حجة ضعيفة.
    لأن غايتها أن تُفحم الخصم ليس غير.
    ولأنها لا تصلح أن تكون مسوِّغا لإسلامية العلوم.
    ولأنه قد تنتج عنها عدة نتائج منها:.
    1- القول بعدم وجود حقيقة موضوعية نسعى لإدراكها، وبهذا يجوز لكل إنسان أن يقول ما شاء حسب دينه ومذهبه وهواه.
    وهنا يكون الموقف أسوأ من موقف جماهير العلماء والفلاسفة الغربيين، لأنهم وإن اعترفوا بعسر الموضوعية لكنهم لا يقولون باستحالتها.
    2- القول بأن هناك حقيقة موضوعية، لكنه من المتعذر معرفتها كما هي.
    والزعم بأنها لا تدرك إلا مصطبغة بصبغة المنظار الإيديولوجي الذي يضعه المشاهد على عينيه.
    3- التشكيك في الحقائق الكبرى التي يقوم عليها الدين نفسه.
    لأننا لا نريد أن نقول أن الإيمان بالله وبالدار الآخرة وبنبوَّة محمد، صلى الله عليه وسلم، إنما هو وجهة نظر لجماعة من الناس يُسَّموْن بالمسلمين، وإنها ليست حقائق موضوعية يمكن أن يُقام عليها دليل عقل صحيح.
    وذكر الإمام ابن إدريس أن مسوِّغ الإسلامية لا يقوم على التسليم بالنسبية، أو القول بالذاتية.
    لأن اختلاف الأطر من عصر إلى عصر، ومن بيئة ثقافية إلى بيئة، ومن حضارة إلى أخرى، لا ينهض دليلا على المساواة بينهما، أو على استحالة تقويمها هي نفسها تقويما عقلانيا.
    عِظم العامل الموضوعي
    وقال إن مسوِّغ الإسلامية يقوم على الاعتقاد بأن الموضوعية ممكنة.
    وأن بعض الأطر - بالقياس العقلي - خير من بعض.
    وإن الإسلامي - بالقياس العقلي- هو خير تلك الأطر وأصلحها.
    لكن صلاحية الإطـار الإسلامي لا تعني أن الأُطرَ الأخـرى تحول دون إدراك أية حقيقة بموضوعية أو تصبغها بصيغتها.
    لأن الإنسان مهما بلغت اعتقاداته من الفساد يظل قادرا على إدراك بعض الحقائق واكتساب نوع من العلم.
    وفي هذا يقول الله تعالى وهو يتحدث عن منكري الآخرة {يَعْلمون ظَاهِراً مِنْ الحياةِ الدنيا وَهُم عن الآخرةِ هُم غافلون} [الروم:7] .
    فهم إذن يعلمون شيئا مما يتعلق بالحياة الدنيا رغم حبسهم لأنفسهم في إطار لا يعترف بوجود الدار الآخرة.
    لكن هذا الإطار يحول دونهم ودون إدراك حقائق أخرى {ولَقَدْ أَتَوا على القريةِ التي أُمْطِرت مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلمْ يَكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نُشُوراً} [الفرقان40]. (أَفَلمْ يَكونوا يرونها؟) بلي! كانوا يرونها وكيف لا يرى ذو عينين قرية وهو يمر عليها؟!
    إنهم يرونها فيعلمون شيئا هو الذي وصفته الآية الأولى بالعلم الظاهر، لكن إنكارهم للآخرة يحول دونهم ودون تفسير هذا الذي يرونه تفسيرا صحيحا، ويحول دونهم ودون إدراك ما يدل عليه ويشير إليه هذا الواقع المشاهد.
    وعدم الإدراك هذا إنما هو نقصان في العقل وسببه هو ذلك الإطار الذي يُنكر الآخرة.
    وقد قال الله تعالى: {ولَقَد تَّركنا منها} [العنكبوت:35] أي من تلك القرية، {آية} أي دليلاُ وشاهدا {لقومٍ يعقلون}.
    فرؤية ما بقى من القرية على أنه آية يحتاج إلى كمال في النظرة العقلية لا يتأتى لمن يحبس نفسه في إطار إيديولوجي لا مجال للآخرة فيه.
    وفي ضُوء هذه الحقيقة أجاب الإمام عن شبهة كثيرا ما تتردد في تأييد الإطار الإلحادي أو لإنكار الإطار الإيماني للمعرفة.
    يقول أصحاب هذه الشبهة إن العلوم الطبيعية قد حقق إنجازات كبيرة، فنقول نعم.
    ويقولون: ولو لم تكن قائمة على حق في تقريرها للواقع وفي تفسيرها له لما نتجت عنها هذه الإنجازات؟
    ثم يخلصون إلى القول بأن هذا دليل على صحة الإطار الإلحادي الذي وضعت فيه.
    أو يدل على أقل تقدير على أن هذا الإطار هو الإطار المناسب لمثل هذه العلوم وإن كانت له مشكلاته في مجالات أخرى.
    ويقول الإمام إن هذا الكلام يصح حجة على من يزعم أن الملحد لا يمكن أن يدرك أي نوع من العلم.
    وقد قلنا بغير ذلك.
    ويصح لو ثبت أن ما أدرك في حيز الإطار الإلحادي من علوم لا يمكن أن يدرك في حيز الإطار الإسلامي.
    ولا يوجد دليل على ذلك.
    فالكافر والمؤمن كلاهما يعلمان بوجود الليل والنهار، والشمس والقمر والنجوم، والأشجار والأنهار، ويعلمان كثيرا من الأسباب الطبيعية ويأخذان بها، فهنالك إذن علم مشترك بين الإطارين.
    وإذن فما يعترف به الإطار الإلحادي من حقائق ليس شيئا خاصا به أو ناتجا عنه وحده.
    وإنما هو أمر مشترك بينه وبين الإطار الإيماني.
    لأنه ليس في الإطار الإيماني ما يمنع من إدراك أية حقيقة صحيحة تُدرك في حيز الإطار الإلحادي.
    لكن ميزة الإطار الإيماني - وهو إطار العقل الكامل - أنه يساعد على إدراك حقائق ومؤثرات وتفسيرات أخرى لها نتائج نافعة في حياة الناس العلمية والعملية والنفسية لا مجال لها داخل الإطار الإلحادي.
    والدعوة إلى إسـلامية العلوم هي إذن دعــوة إلى تأكيد الموضــوعية لا إلى التخلـي عنها.
    لأنها دعـوة إلى أن يكون إطـارها الفلسفـي نفسـه قـائما على حقائـق موضـوعية.
    إنها دعـوة إلى أن يفكـر العالـم ويشاهـد ويـجـرب ويستنتـج وهـو مؤمن بالله ، وبأن محمدا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأن القرآن كلام الله.
    لأن هذه نفسها حقائق موضوعية عنده دليل عقلي على صحتها.
    وأنها ليست دعاوى اعتقادية بل هي إيمان يقوم على علم {فاعلمْ أَنَّهُ لا إِلَه إِلا الله}[محمد:19].
    {وليعلمَ الذين أوتوا العِلمَ أنَّه الحقُ مِنْ رَبِكَ فيؤمِنُوا بِهِ فَتُخبِتَ له قلوبُهم وإنَّ الله لَهَادِ الذين آمنوا إلى صِراطٍ مُستَقِيم}[الحج:54].
    وإذا كان بعض الناس لا يؤمن بهذه الحقائق لجهلهم بها أو لعنادهم، فإن الباحث المسلم لا يرجئ إيمانه بها حتى يذعن الآخرون جميعا ويسلموا.
    كما أن أصحاب الإطار الإلحادي لم ينتظروا حتى يصير الناس جميعا ملحدين.
    بل أن إيمانه بها وإعلانه لهذا الإيمان وهو يبحث ويفكر ويجرب ويكتب ويناقش سيكون من أقوى الأدلة على أنه لا تناقض بين البحث العلمي والاعتقاد الديني الإسلامي.
    بل إن ما ينتج عن الالتزام بهذا الإطار من ثمار علمية واقعية ونظرية سيكون هو نفسه من أقوى الأدلة على فضله وتفوقه على الإطار الإلحادي المادي.
    علم الكلام الجديد
    وإذا كان المسلمون الممارسون للعلم سيفعلون ذلك وهم متفقون على صحة الإطار الإسلامي، فإن إخوانهم المشتغلين بفلسفة العلوم وتنظيرها ومناهجها، أو الجامعيين بين الأمرين جميعا سيهتمون بالحديث عن هذا الإطار وإثبات حقائقه وبيان فضله على غيره من الأطر.
    أي أن ما كان يسمى بعلم الكلام أو علم أصول الدين سيكون كثير منه جزءا مما يسمى اليوم بالفلسفة العلمية.
    وهذا لم يُعد في الفترة الأخيرة أمرا غريبا.
    فقد تطورت بعض العلوم - سيما الفيزياء والأحياء - إلى حد جعل كثيرا من المشتغلين بها يضيقون بالإطار المادي.
    ويفتحون باب الحديث مرة أخرى عن دلالتها على وجود الخالق سبحانه وتعالى.
    وقد كان مجرد الحديث في هذه الأمور يُعد - إلى عهد قريب - نوعا من الخيانة للعلم.
    بل كان يقال إن السؤال عن وجود خالق للكون سؤال غير مشروع.
    فضلا عن أن تكون له إجابة صحيحة أو خاطئة.
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de