|
معنى الحياة The Meaning of Life
|
حامد المعلم معنى الحياة The Meaning of Life يعيش البشر فى عالم من المعانى، فنحن لا نختبر الأشياء فى صورتها المجردة و لكن نعيشها كتعابير بشرية. و حتى على مستوى مصدرها فإن تجربتنا تُقيّم بمنظورنا البشرى، فالخشب يعنى الخشب فى علاقته البشرية، و حجر تعنى حجر كعامل فى الحياة البشرية. أى شخص يحاول التعبير فى ظروف تستبعد المعانى فسوف لن يحالفه التوفيق، بل سوف يعزل نفسه عن الآخرين و تصبح أعماله عديمة الفائدة له أو لأى شخص آخر، أى تصبح لا معنى لها. و لكن لا يمكن لأى بشر الهروب من المعانى، فنحن نعيش الواقع فقط من خلال المعنى الذى ننسبه إليه و ليس كشئ فى ذاته و لكن كتفسير يحمل معناً. اذن من الطبيعى ان نَخْلص الى أن هذا المعنى - أكثر أو أقل- دائماً لا ينتهى، ناقص، و حتى أنه لا يمكن أن يكون صحيحاً تمام الصحة. لذا فإن عالم المعانى هكذا هو عالم الأخطاء. إذا سألنا شخصاً ما، ما هو معنى الحياة؟ ربما سوف لا يقدر أحد على الإجابة. فى الغالب الأعم أن الناس لا يكلفون أنفسهم مشقة السؤال أو حتى أن يحاولوا صياغة أى إجابات. إنها حقيقة، فالسؤال قديم قدم الإنسانية نفسها و أن فى مثل زماننا هذا فالشباب - و أيضاً الكبار- سوف يطالبون فى بعض الأحيان: ’لكن لأجل ماذا هى الحياة؟ ماذا تعنى الحياة؟‘ غير أنه من المنصف أن نقول أنهم يسألون هذه الأسئلة فقط عندما يعانون نوعاً من النكسة أو الإخفاق. طالما ان الحياة تسير على نحو سلس و لا يواجهون اختبارات صعبة، فالسؤال لن يوضع فى حيز الكلمات. هو، بالأحرى، أن الناس فى أعمالهم حتماً يطرحون هذه الأسئلة و يجيبون عليها. فإذا أغلقنا آذاننا للكلمات و ركزنا على ملاحظة الأفعال لوجدنا أن كل شخص قد صاغ معناً خاصاً لحياته، و أن كل آرائهم، مواقفهم، تحركاتهم، تعابيرهم، سلوكياتهم، طموحاتهم، عاداتهم، و صفاتهم الشخصية كلها منسجمة مع هذا المعنى. كل شخص يتصرف كما لو أنه يمكن أن يعتمد على تفسير معين من الحياة. ففى جميع أفعالهم هناك تلخيص ضمنى للعالم و لأنفسهم: كحكم، "أنا مثل هذا و الكون مثل ذلك القبيل"؛ أى، معنى معطى لنفسه و معنى ينسبه للحياة. هناك عديد من المعانى التى تُنسب للحياة بقدر عدد البشر و أنه ربما، كما إقترحنا، كل معنى قد يكون خاطئاً الى حد ما. لا أحد يعرف المعنى المطلق للحياة و بالتالى لا أى تفسير مستخدم فى كل المناحى يمكن أن يُعتبر خطأً مطلقاً، فجميع المعانى تتفاوت بين هذين الحدين. لكن و سط هذه الإختلافات بين هذين الحدين يمكننا تميّيز بعض التفسيرات التى تعمل بصورة حسنة و بعضها التى أقل فعالية، فى بعضها الخطأ أقل و فى بعضها يوجد بصورة كبيرة. بمقدورنا إكتشاف ما هى تلكم التفسيرات الحسنة المشتركة و ما الذى تفتقر إليه تلكم التفسيرات الأقل إرضاء. من هذا يمكننا استخلاص معيار مشترك للحقيقة و معنى مشترك تمكنانا من فك شفرة الواقع التى حتى الآن تمثل هاجساً للإنسانية. مرة أخرى، يجب أن نضع فى إعتبارنا أن "صحيح" تعنى صحيح للإنسانية، صحيح لمقاصد و غايات البشر. ليست هناك حقيقة أخرى بل هذه هى الحقيقة، و حتى لو وجدت حقيقة أخرى فإنها لا تعنينا و لا يمكننا أبداً معرفتها لأنها سوف تكون لا معنى لها. (إذن، المعنى الصحيح للحياة هو بتوظيف أعمالك فى خدمة مقاصد منفعة البشر)
مترجم من كتاب: What Life Could Mean to You, psychology of personal development. By Alfred Adler
|
|
|
|
|
|