|
مصر حضارات مثقلة بأعباء تاريخية ( 3 /3 )
|
محمد صالح عبد الله يس ( 3 /3 ) مجموعة جبهةالإنقاذ الوطني التي جمعت في أحشائها الحاقدين علي التحول الديمقراطي والفاشلين سياسيا من أحزاب وتنظيمات لا يربط بينها منهج أو ميثاق فقط الذي يجمعهم هو كراهيتهم لنظام مرسي الذي فشلوا في منازلته في الانتخابات التي جرت في مصر والتي عرتهم وأظهرت اوزانهم الحقيقية لدي الشارع المصري ولم يمر علي التحالف اسبوعا واحدا حتي ظهرت تصدعاته وصراعاته الداخلية ودب فيه الخلاف وتحولوا ال شركاء متساكسون شانهم شان اللصوص الذين اختلفوا في تقسيم المسروق وظهرت أزمامة الجبهة عندما قامت بفصل المرشح القوي الذي احرز المرتبة الثالثة في قائمة المرشحين لسباق الرئاسة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح واتهمته بالتزلف لحزب الحرية والعدالة وانه وجها منسوخا من أوجه جماعة الإخوان المسلمين وقد مارست مجموعة الفلول واللبرالين ضغطا نجحوا فيه علي إقصاء أبو الفتوح من قبل فلول مبارك وبعض الأحزاب المعارضة التي أسسها مبارك في أيام حكمه كحديقة خلفية تدور حوله مثل حزب الوفد والمصريين الأحرار . أما الضربة الثانية فهي استقالة احد مهندسيها الكبار والذي كانت لاستقالته المدوية لطمة عنيفة لها فالدكتور محمد البرادعي كان يحسب في داخل الجبهة انه رجل من العيار الثقيل اوكلت اليه في حكومة الانقلابين منصب نائب الرئيس علاوة للملف الدبلوماسي و منحه الانقلابين صلاحيات كبيرة وذلك لما يتمتع به من علاقات دولية من خلال خبرته الطويلة التي اكتسبها ابان فترة عملة كموظف دولي بوكالة الطاقة والذي ابلي فيها بلاء حسنا فنال استحسانا ورضا من المنظمة واهله ذلك لنيل جائزة نوبل فقد لاعبا أساسيا في الجبهة و كان يمكن أن يحدث حراكا ودفعا في الواقع الجديد لمصر ولكنه اثر الفرار بجلده خوفا علي أسمة وسمعته ولا يرضي ان يغامر بما تبقي له من تاريخ وراي بأم عينه الدماء التي سالت والأرواح التي أزهقتها قيادة الانقلاب ولم يخامره أدني شك أن الخاتمة للنظام الجديد لاتبشر بخير وتيقن ان عاقبتها ستكون شرا مستطيرا خاصة وبعد أن سمع الإدانات والاستنكارات التي أطلقتها المنظمات الحقوقية التي انطلقت من أمريكا وأوربا والادانة الصريحة وتوصيفها لما جري بمصر انه يرتقي الي مستوي الجرايم الانسانية .اما الصفعة الثانية فقد تلقتها من الناطق الرسمي باسمها والمخرج الحقيقي لسيناريوا الثلاثين من يوليوا خالد داوود فقد كان من اشرس المدافعين عن الجبهة وقد ادي جميع الادوار القذرة التي اوكلت اليه بجدارة متناهية ولكنه عاد الي فطرته السليمة بعد ان شاهد المذابح التي مورست باسم التفويض الذي منحوة للفريق السيسي فهاله ماراي وتذكر انه يحمل الجنسية الامريكية ولا يمكن لشخص يحمل اعظم وثيقة في العالم ان يتهم بمثل هذه الجراءيم التي ارتكبت باسم جبهة الانقاذ الذي هو احد قادتها النافذين ولكن الجبهة ظلت تمارس أعادة إنتاج واستنساخ النظام السابق بتواطيء اقليمي وغسلت ادرانهم ووسعت مجلسها لهم وأضحت حاضنة شرعية لكل من خسر السباق الرئاسي ومعهم فلول مبارك الذين أطاحت ثورة يناير بعهدم المباركي واستخدم التحالف ما يعرف في المناورات السياسية باستئناس الذئب وترويضه مستفيدة من الغطاء الذي وفرته لهاالقوات المسلحة التي شعرت بخطورة الوضع الديمقراطي علي مكاسبها التاريخية والتمييز الإيجابي الذي اكتسبته طوال تاريخها وشعرت بان الديمقراطية تعني تحقيق العدالة داخل مؤسستهم التي ظلت حصنا منيعا لا يعلم عنها شيء ولا يدنوا احد من سور حديقتها وأصيب الكثيرين منهم بالهلع والأرق من تصريحات مرسي الذي اعلن اكثر من مرة بضرورة هيكلتها واستيعاب مجموعات محسوبة علي التيار الإخواني الذي مبعدا عن المؤسسة العسكرية فقد كانت منطقة محرمة عليهم منذ نشأتها ومحظورون عنها منذ ثمانون عاماوعموما تجمعت كل تلك المتناقضات تحت رعاية العسكر الذي بارك حلف الجبهة واعلن دعمه لها كما تحدثت تقارير غير رسمية عن اتصالات مكثفة بجبهة الانقاذ قامت بها دولتي البحرين والسعودية المعروفتين بتوجهاتهم العدائية لثورات الربيع العربي وقد باركتا خارطة الطريق واعلنتا دعها لا محدود له، أما النخب المصرية فقد انقسمت هي الأخري الي معسكرين باتا علي خط مستقيم تستحيل عنده خطوط التلاقي أما المعسكر الأول فيضم مجموعات من من الاحزاب الاسلامية وبعض اللبرالين والحقوقين وهم الاغلبية التي وصلت الي السلطة عن طريق الصناديق ويسمون انفسهم بثوار الشرعية ومعهم قطاعات عريضة من الشعب المصري والمجموعة الثانية تضم قوي اليسار المصري والعلمانجيون المعروفون بكراهيتهم للإسلام السياسي كمبدأ فكري وليست لهم قابلية الحوار أو التعايش مع الدين في إطاره الكلي أو الجزئ حتي ولو جاء عبر صناديق الاختراع بنسبة مائة بالمائة واسطاعت هذه الفئة ان تسيطر علي صناعة الإعلام وتوجيه الرأي العام المصري وخلق اتجاهاته وبلورة أفكاره وقناعاته واستطاع أن يصل الي قلوب قطاعات واسعة من الشعب المصري الذي حاصرته الفاقة والبطالة فبعد أن خابت آمالهم في حكومتهم المنتخبة أداروا لها ظهرهم كنتيجة حتمية لواقعهم المزري تنادت كل هذه المجموعات بمشتركاتها المختلفة مطالبة بوضع حد للنظام الذي سفه احلامهم واجهض امانيهم وتطلعاتهم ودقت ساعة الخلاص وظهر الفريق السيسي وحوله رجاله من قادة الافرع والالوية ومعه اشهر المدنين والذي يقال انهم ثلاثة ورابعهم اسقفهم و اعلن نهاية عهد مرسي وحقبته وعطل العمل بالدستور وجمد العمل به وعلق عمل كافة المؤسسات الدستورية وجميع مستحقاتها وشكل حكومة جديدة عصبها جبهة الإنقاذ التي تتكون من خمسة وثلاثين حزبا والذي عجزت مجتمعة أن تتحصل علي ربع الاستحقاقات التي تحصلت عليها الأحزاب المكونة لحكومة مرسي وقد آثار الفريق السيسي بقرارة التاريخي لعاب فلول العهد القديم فخرجوا رافعين صور مبارك وامتلاءت بهم ساحة ميدان التحرير الذي قال فيه الثوار كلمتهم في الخامس والعشرون من يناير حيث غربت فيه دولتهم وملكهم العضوض واحتل الفلول المنصة وهتفوا بسقوط مرسي وطالبوا القوات المسلحة أن تضرب الخونة بيد من حديد وقبل أن تغرب شمس ذاك اليوم حتي اعلن الفريق الهمام انحيازه للشعب ومنح الجبهة كفالة حصرية وبكرم أتم واشمل وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ مصر فاغلقت القنوات التابعة للإخوان المسلمين وقطع إرسال قناة الجزيرة مباشر والتي يعتبرها الفلول راس الحية ولسان الفتنة التي تفرق بين الجيش وشعبه ومبارك وقصره واعلن الفريق السيسي بعد فض اعتصاما رائعة والنهضة انه سيعمل علي ترسيخ مباديء الديمقراطية والعدالة الانتقالية ويعمل علي تحقيق المصالحة الوطنية بين مكونات المجتمع المصري وسيهيء مناخا للتصافي والرضا علي غرار ما حدث في جنوب أفريقيا بعيد استقلالها ونسي ان قواته هي التي دكت حصون الديمقراطية في ميداني رابع العدوية والنهضة واتت بنيانها من القواعد دمرها بالراجمات والصواريخ وطايرات الاباتشي ولم ينجوا من الموت والسحل حتي الجرحي الذين يرقدون في مستشفي رابعة فقد قتلوا حرقا وأجهزت قواته علي الذين حاولوا الهرب والفرار .لقد القت هذه الأحداث بظلالها علي الراهن المصري وأكدت استحالة التعايش بين الفرقاء المتشاكسون مهما تعالت صيحات العقلاء والحكماء وبات واضحا أن الشعارات التي يرفعها دعاة الديمقراطية من قبول للآخر واحترام خياراته واحقيته في الوجود وتقديس إنسانيته ضربا من العبث والاعتباط والشيطنة ،فقد كشفت الأحداث التي جرت في مصر بؤس النخب المصرية التي نادت واستنادت لكسر عظم المعارضين المطالبين بعوده مرسي وعهده الديمقراطي لقد اكتشف العالم اجمع وعلي حين غرة وجدان النخب المصرية والأعباء الثقيلة التي تحملها صدورهم تجاه مخالفيهم في الرأي وذلك من خلال ثقافة الكراهية والحقد الذي بثوة في الفضاء السياسي المصري لقد انهارت مجمل القيم وتر نحت المشتركات فيما بينهم ولم يعد الإعلام المصري من ممسكات وحدته الوطنية وانفرط العقد الاجتماعي بين مكوناته في لحظة تاريخية فارقة وقف العالم منذهلا لما راي وخابت آمال وأشواق الكثيرين الذين كانوا ينظرون الي مصر كدولة حضارية رائدة لها صفات ومميزات مدنية وخصائص أممية لكنهم صدموا من هول ما شاهدوه واكتشفوا أن النخب المصرية عبارة عن قبائل ومجموعات عرقية لا تقل في شراستها عن مجتمعات داحس والغبراء وانهم عندما ينتجون تلك المسلسلات والأفلام التي تصور تاريخ الجاهلية وجبروتها إنما كانوا يستدعون تلك الأيام لتعود بكل تفاصيلها ويبررون القتل الممنهج لأشقائهم وان دمائهم التي سالت هي مهرا للديمقراطية التي سيرسيها النظام الجديد ونسوا أن العسكر والديمقراطية خطان متوازيان لا يلتقيان إلا إذا اجتمع الملك الرحيم والشيطان الرجيم .
Envoyé de mon iPad
|
|
|
|
|
|