|
مدى .. ومداد...أشك فى ذلك!!/اشراقة شاع الدين خلف الله
|
مدى .. ومداد
اشراقة شاع الدين خلف الله
أشك فى ذلك!!
الواقع السياسي قى هذا المنعرج الذى تمر به بلادنا .. واللهاث المتلاحق بين القوى المتصارعة والشعب المتململ وموجات الإحتجاجات ..وخطاب الإمام الصادق الأخير.. كل هذا دفعنا دفعاً للتوقف مع السيد الصادق
فالقبول والرضا على مقاعد المعارضة الاحتياطية اوالسكون لمسارات الأحداث حتى تصب فى
مصلحتهم كما علمونا وكما نشهد هذه الأيام ، ليست من شيم الإمام الصادق المهدى زعيم حزب الأمة وامام الأنصار فقد ظل يتململ مرارا وتكراراً وينتصر لرغباته النفسية بابتداع اساليب جديدة ., ومصطلحات جديدة , ومثيرة ..كأداة من ادوات الضغط احيانا.. واحايين اخري ادوات للتبتل فى محراب السلطة الحاكمة فيختلط عليه الأبيض والأسود ، فتخرج نظرياته اطروحات نفسية ورغبات جامحة لإعادة العهد الملكى المهدوى والمقاتلة للحفاظ عليه بتقديم اولياء العهد ..وتاسيسهم وتوزيع مهامهم مابين الوطنى والأمة ليكتسبوا الخبرة حتى ولو على حساب تطلعات شعبنا ، حيث التقى قبل الإحتجاجات الأخيرة رئيس الجمهورية ورئيس الموتمر الوطنى فى الوقت الذى كان يتحدث فيه عن تذكرة التحرير لتعميد الفتق للمنظومة السياسية الحاكمة ..مع العلم بان منظومة الإسلام السياسي التي ينتمى اليها الإمام وهى ذات المدرسة التى ورثها من جده الأكبر الإمام محمد احمد المهدى مبعوث العناية السماوية ومخلص النفوس ومهدى اخر الزمان كما زعم.. فطال القتل والتنكيل جميع المعارضين الذين لم يعتنقوا المهدية فكانت الدعوة للوحدة ومحاربة المستعمر بإدعاء الحق الإلهى والتنزيل السماوى فكرة ايدلوجية للقهر واقصاء الآخر وتبرير لسفك دماء المعارضين.. وهذه النقطة الفارقة فى التاريخ السودانى بكل حيثياتها كانت ولا زالت تتسع وتتعمق فكريا وتتجدد مع تجدد الخلافات والنزاعات .. فلو رفع الإمام راية السودانوية ونادى الجميع باسم الوطن والهب فيهم الحماس وازكى الحس الوطنى تجاه مشروع سودانى وحدوى ، لتغيرت مفاهيم كثيرة ولتجاوزنا العبث واللغط والتعالى الذى نعانيه الآن وياتى الحفيد ليعيد التاريخ على ذات النسق ..فيخرج شبابه الثائر والمتعطش الى التغيير والمحروم من التعبير.. لينضم للشعب الأبى لانه يعلم بان الشعب هو الباقي وما عداه محطات تاريخية منقرضة ستصبح ارشيف .. وهذا مالم يدركه الإمام وهو يهرول لحل مشاكل الآخرين وخصوصا مصر فى ازمتها الحالية.. فكان مثار جدل وحيرة فكيف ومشاكلنا لا تزال قائمة فلم يحلها وهو رئيس وزراء منتخب حتى اقتلعت منه ؟ ولم يحلها وهو معارض للنظام ؟ والجميع يسمع بالخطة تلو الخطة كحال الجد الأكبر عندما نادى للمهدية وارسل الرسائل لزعماء العالم . ..فالهوس بالعالمية متوارث والبلاد فى ازمة والدماء تسيل يخرج الإمام بنظرية الميثاق الوطنى ليفصله على قدر العمامة المهدية .. واولياء العهد المهدوى.. لتضيع جهود المكافحين والمناضلين ..ولكن هيهات فالوعى الشعبى والمقاومة السلمية التى حدد الإمام موقفه منها ..يضع حديثه عن الميثاق الوطنى كأنه تخذيل للإحتجاجات ومساندة خفية للنظام .. رغم اننا لا نصادر حقه فى مساندة النظام شريطة ان لا ترتدى هذه المساندة قميص الشهداء ..قد يرى البعض ا ن السيد الصادق ربما يمثل جزءاً من الحل لكننا نراه عبر مسيرته اصل من اصول الأزمة ..فهل شبابنا وشبابهم على استعداد لإعادة نفس التجارب المكرورة؟؟ ..أشك فى ذلك ..
|
|
|
|
|
|