|
لما ترجع بالسلامه...مشهد ليلى أول.... مطار الخرطوم صالة القدوم /صلاح سالم محمد سعيد
|
..................................................
....
وأنت طالع منفوش وأثق الخطو تمشى ملكاً مركب وش ( الغاب وجاب ) وحولك العيال يفيضون صحة ونشاط وبجوارك المدام تلصف متل جلد السحالى يكسوها بريق تحويشة العمر تبراً وماس تتدحرج من فرط الدهون وترتمى فى حضن والدتها عند مخرج القدوم وسط ذغاريد الحاجه كلما تحسست مالك المنقوش فى البحرين. ويندفع أبو القدح نحوك كالقطار متمتماً بكلمات خلاصتها حمدالله على السلامه . وتتجاذبك الأحضان حتى تقذف بك داخل عربية الحاج وتبدأ ونسة الطريق. ..... بالله الشارع دا حايصلحوهو متين؟ ..... إنت شفت حاجه كدى خلينا نمشى قدام وشوف ليك جنس دقداق ..... غريبه والله الشارع دا مش عملوهو السنه الفاتت دى؟ ..... ياولدى يعملوا شنو الموضوع لحس ساكت.
عند النسابه جلسنا....
بمجرد الوصول أمام البيت تركب مكنة مايسترو وتركب للجماعه مكنة عتاله. .... بالله ياحاج الشنطه السوداء ديك ختها لى فى دولابك لانو فيها الجوازات ودولارات وهنا تنطلق ذغروده من الحاجه لتردم الفارق بين سعر الصرف الرسمى وسعر الصرف فى السوق الموازى. وأنتى ياأمانى دخلى لى شنطتى البنيه دى جوه الصالون لانو فيها غياراتى الخايف عليها.
بعد الحمام فتح الشنط .....
بعد أستقرار الشنط تهمس فى أذن المدام بكلمات فتسرع فى دلال أنيق لتحضر لك الصابون والشامبو والبشكير والبجامه الما خمج وهى تقول برقة أفتقدتها منذ الأسبوع الأول من شهر العسل .... عايز تستحمى؟ فتعلم أن عليك وأجب تأكيد النضافه الباينه فى جضومك. تخرج من الحمام متعمم البشكير فتجد الحوش عامر فى أنتظار حديثك المدعوم بالعمله الصعبه وتلاحظ وجود الجميع عدا المدام وأمها. يفسح لك القوم فى المجلس ويقص أبو المدام شريط الونسه ...... أنشالله ماتكونوا تعبتوا فى السفر؟ قبل أن تجيب تنطلق ذغروده من ام القدح معلنه انها قبضت المعلوم فيتململ الجلوس ويبدأ الأنسحاب المنظم الى البرنده حتى تجد نفسك وحيداً تستقبل الضحكات والصرخات القادمه من البرنده كلما تحققت امنيه او اصاب هدف.
مشهد صباحى أول..... الشاى أبو لقيمات..... وأنت تتمطى فى كسل لذيذ تدخل عليك الحاجه. ..... كيف اصبحت ياسيد الناس ..... الحمد لله ياحاجه .... قمت من الفجر رميت ليك اللقيمات دى عارفااااك بتحبها. ..... الله يديك العافيه والله إشتقنا لى لفيماتك الكاربه وفجأة تسمع صراخ أولادك : يابابا جدى جاب خروف ويدخل عليك نسيبك يتصبب عرق. ...... صباح الخير ...... صباح النور ...... والله خروف ماااكن خلاص ... الا العرب طلعوا روحنا بى كترة المفاصله نهايتو فى الاخر شلناهو بى سعر كويس. تجد نفسك مجبراً على السؤال ...... بالله الخرفان سعرها وصل كم؟ ...... جبناهو بى مليون ونص والله ... الا خروف ماااكن ماشالله . فتفهم من الأجابه أن مرحلة عد الجمايل قد بدأت.
مشهد ليلى أخير....... القميص راح حصل الجذمه ......
وأنت قاعد فى الحوش بعد شهرين من الوصول يجيك أخو المدام لابس قميصك الأزرق وجذمتك الأيطاليه وقبل ماتقول حاجه يقول ليك : ....... مافضل حاجه من ريحتك الظريفه ديك؟ ...... أبداً والله من الأسبوع الفات انا قاطع ريحه . ...... طيب ماعندك تشادير نعمر بيها مكنة الرقشه؟ ...... والله ياهاشم أقول ليك شنو أنا ذاتى كنت داير أسألك بس قلت يجيب القروش من وين ؟ .. قصدى عارف ظروفك .. على كل حال لمن ترجع خت لى الجذمه دى جنب الدولاب عشان بكره عندى بيها مشوار.
مشهد صباحى ..... كلمى أختك الدلاهه....
وأنت راقد فى البرنده كالعاده تسمع نسيبتك بتتكلم مع أخت المدام. ..... إنتى دا أسمو شنو يابت أمى؟ ..... فى شنو ياأمى؟ ..... راجل أختك اللا شغله لا مشغله دا ياكافى البلا راقد زى النفساء ماداير يفارق السرير. ...... والله ياأمى لباس التياب الفى البيت دا ذاتو ضيق أخلاقنا من ماجانا العارض دا. ....... كدى أمشى كلمى أختك الدلاهه دى تمرق لينا راجلا دا من البرنده .
مشهد نهارى ........ الرقشه ...........
وأنت قاعد قدام باب الشارع صارى وشك من الشمس تتذكر أنك متسلف تلاتين الف من الشركه عشان دهب الوليه وعشرين الف من صاحبك عثمان عشان الهدايا ورقشة لى هاشم أخو المدام وعشره الف من صاحبك عمر مع راتبين مقدماً لزوم مصاريف الأجازه ودفع الضرائب والزكاة . وتشعر بتنميل فى أخر الجمجمه ورعشه فى أضنيك ومغص أعلى البطن أسفل الحجاب الحاجز .
..... ابو الشباب كيف حالك ..... ترد بصوت خافت : مرحب ابو عمير ..... مالك يازول معشكب كده الليله؟ ..... والله ياأبو عمير شاعر بى مغص وتنميل غريب كده ..... اوعا بكون دا مغص المقتربين أخر الأجازة؟ ..... دا نوع مرض جديد وللا شنو ياسيدنا؟ ..... جديد وين ؟؟؟؟ دا قرف بيصيب المغترب دايماً بعدما تكمل الضحاكات . ..... والله ياعمر أخوى ماعليك مدسه هسه انا بفتش فى حق الرجعه ومحل ماقبلتا مافى زول ادانى حاجه . ..... يازول ماتشيل هم الأمور بتتدبر ..... ربنا يسمع منك انشالله ..... انتا مشكلتك راجل مسكين بس انا عندى ليك حل ..... تشعر برغبه قويه فى البكاء ولكنك تتماسك وانت تضغط على طرف الكرسى. ..... قول ياأخى أنا والله قربتا أنتحر ..... شوف أنتا لما جيت هنا أول أيام مش أشتريت لى هاشم أخو مرتك دا رقشه؟ ..... أيوه ..... أشتريتا ليهو هديه منك وللا شراكه؟ ..... والله أشتريتا ليهو مساعده ساكت وماإتفقنا على حاجه . ..... جميل فى الحاله دى أنتا تدخل عليهو بى خطة العشاء الأخير. ..... كيف يعنى؟ ..... وهو جاى بالليل تقول ليهو وانتا صارى وشك تعال حاسبنا ياهاشم .. لانى خلاص بقيت مسافر ... طبعاً هو حايقول ليك : حساب شنو ؟ طوالى انتا ترفع صوتك بإستغراب وتقول ليهو : الرقشه السايقا ليك تلاته شهور دى اصلها مادخلت حاجه ؟؟؟ أكيد هو ماحايقدر يرد عليك من المفاجأة !!! أنتا تواصل فى الكلام طوالى ما تخليهو يفكر تقول ليهو : شوف يازول أدينى بس مفتاح الرقشه دى انا ذاتى قرفتا منها .. وطوالى جيب لى الرقشه فى البيت وأنا زبونى جاااااهز مويه ونور. ..... يازول موافق انا من يدك دى لى يدك دى
مشهد نهارى ....
..... الووو.. .... أيوه ياباشا ..... عملت لى شنو فى الرقشه ياأبوعمير؟؟؟ ..... أقول ليك شنو!!!! والله السوق وأقع جنس وقعه . ..... كيف يعنى؟ أنتا مش قلتا زولك جاهز. ..... والله هو جاهز بس !!! ..... بس شنو ياعمر؟ ..... بس سعرو واقع. ..... ياخى فكها أنشالله تتطلع حق التذاكر بس. ..... ياأخى ماتصبر شويه تخلينا نحنا ذاتنا نطلع لينا حاجه ..... ياعمر ياأخى بيع عليك الله ... وانا بمجرد ماأصل جده برسل ليك حقك . ..... يازول جدة شنو؟ كتاار القالو الكلام دا وتانى ماشفناهم ... أنا باخد حقى من هنا. ..... طيب ياعمر بيع وأخد حقك طالما أنت شايف كده. ..... أتوكلنا على الله يازول. مشهد نهارى أخير..... مطار الخرطوم صالة المغادره....
وأنت واقف والشفع قاعدين فى الكراسى مهضلمين ومعشكبين ... تقوم الوليه تبكى. ...... اسع الببكيك شنو!!؟ ..... إتذكرت منظر امى وابوى واقفين جنب الباب بيودعوا فى الشفع. ..... ودى حاجه تبكيك عامله راسك الكبير دا. ..... عليك الله منظرم مابقطع المصارين؟ ...... الله يقطع مصارين امك المكعوجه وأبوك المكرفس دا .
النداء الأخير للطائره رقم ..... والمتجهه ل..... وعلى الساده......
م. صلاح سالم محمد سعيد
|
|
|
|
|
|