|
كلمة عن وفاة جياب د. محمود محمد ياسين
|
كلمة عن وفاة جياب
د. محمود محمد ياسين
ياديان فو.. يا ديان فو ارضنا للنور.. والازهار تهفو مشهد القلعة .. مازال بعيني معلق والأعادى جثثا في صخرها الازرق تُشنق قد رأيت الآن جندياً مغطى بالدماء قلبه الأحمر كالوردة ملقاً في العراء كان من باريس لكن مات قهراً في ديان فو- تاج السر الحسن الحسين
كان فون نجوين جياب الذى توفى اليوم، الرابع من أكتوبر، القائد العسكرى الرئيس أثتاء الحرب الفيتنامية الأولى التى بدأت فى 1946 اثر بدء فرنسا فى إعادة سيطرتها على الهند الصينية عقب هزيمة اليابان. تصدى الفيتناميون لفرنسا التى استهدفت الإطاحة بالسلطة الديمقراطية التى أسسوها فى هانوى فى 1945.
بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية فى 1949 تغير ميزان القوى ليس فى آسيا فقط فقط بل على المستوى العالمي. أدى هذا لتصاعد الضربات الفيتنامية على قوات الاحتلال الفرنسية؛ وقد علق الجنرال جياب على إنتصار الصين بقوله أن هذا الحدث ” له مغزى كبير فقد غير مجرى الأحداث فى آسيا وباقى أجزاء العالم، كما أنه ترك اثراً كبيراَ على حرب التحرير الفيتنامية. لم تصبح فيتنام محاصرة بالأعداء وقد صارت جزءاً من الكتلة الإشتراكية.“ فجانب المساعدات المادية للمعسكر الإشتراكى السابق فى مساعدة الحرب الفيتنامية كذلك ألهمت نظرية ماو تسى تونج حول الحرب الشعبية طويلة المدى القادة الفيتناميين وعلى رأسهم هوشى منه وجياب الحرص على الحصول على الدعم الشعبى فى مجرى حرب التحرير الفيتنامية بمرحلتيها الاولى و الثانية .
استطاع جياب تحقيق نصر كاسح على القوات الفرنسية فى 1954 فى معركة ديان بيان فو بالقرب من لاوس فى غرب فيتنام بعد حصارها لمدة ثمان اسابيع. كانت معركة ديان بيان فو حاسمة أنهت الحرب الفيتنامية الأولى والوجود الفرنسى فى الهند الصينية.
بدأت الحرب الفيتنامية الثانية فى 1964عقب حادثة خليج تونكين التى زعمت فيها امريكا أن فيتنام الشمالية اطلقت النيران من سواحلها على مدمرة امريكية كانت فى مياه الخليج. إستغلت أمريكا الحادث لشن حرب طاحنة ضد فيتنام الشمالية لتعزيز نفوذها فى آسيا. كذلك تمت الحرب الأمريكية تحت زريعة مساعدة فيتنام الشمالية للشيوعيين الجنوبيين الذين يحاربون حكومة فيتنام الجنوبية وهي حليف مقرب من أمريكا بعد تقسيم فيتنام بمقتضى مقررات اتفاقية جنيف المتعلقة بفيتنام لعام 1954عقب جلاء الفرنسيين. وفى 1968 وسعت أمريكا من نطاق حربها الدموية على فيتنام اذ بلغ عدد قواتها على أرض المعركة أكثر من نصف مليون جندى. قابل الجنرال جياب التصعيد الامريكى باطلاقه للهجوم الذى أطلق عليه “هجوم تيت“ الذى أوسع فيه الفيتناميون القوات الأمريكية ضربات عنيفة تواصلت حتى تمت هزيمتهم ومن ثم تحرير سايجون.
ــــــــ
قصدنا من هذه الكلمة القصيرة بمناسبة وفاة الجنرال جياب التذكير بأنه كبطل من أبطال التحرير فى عالمنا المعاصر أكد بنشاطه السياسى والعسكرى أن الدولة الصغيرة متى ما تحلت بالعزم فإنها تستطيع بشعبها وامكاناتها (أولاً واخيراً) صد عدوان الدول الكبرى. نكتفى بهذا فى هذه المناسبة، ونترك الحديث عن مآل الثورة الفيتنامية بعد إنتهاء الحرب والدروس المستفادة لحين آخر.
|
|
|
|
|
|