|
كردفان تستجيب لنداءات الوطن المتسارعة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
كردفان تستجيب لنداءات الوطن المتسارعة نصر الدين حسين دفع الله
يقول الله سبحانه تعالى فى سورة النساء ( ومالكم لا تقاتلون فى سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا * الذين امنوا يقاتلون فى سبيل الله والذين كفروا يقاتلون فى سبيل الطاغوت فقاتلوا اولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا ) .
تابى الرماح اذ اجتمعن تكسرا * واذ افترقنا تكسرن احادا
ليست هذه المرة الاولى التى احاول ان اقرع فيها نحاس اهل كردفان حتى يستشعروا الخطر المحدق على كردفان ومن ثم السودان ، وعظمة المسئولية الملاقاة على عاتقهم لكى يلبون نداءات الوطن المثخن بالجراحات النازفة فى كل اطرافه . فالنحاس لا يقرع الا عند الشدائد والمصائب الكبرى والامر الجلل . وهنا نتسأل !! اليس انفصال الجنوب امر جلل ؟ اليست الاباده الجماعية والعرقية وتدمير القرى والمدن اخضرها ويابسها بالطائرات مدعومة بمليشيات الجانجويد فى دارفور امر جلل ؟ اليست الدماء النازفة فى الشرق امر جلل ؟ اليس اقتتال الاخوة والاشقاء القادم على البقرة الحلوب ( ابيى ) امر جلل ؟ اليس الوحل فى جنوب كردفان مرة اخرى امر جلل ؟ اليس ان تتحكم قلة قليلة فى السلطة وكل ثروات البلاد امر جلل ؟ اليس قول رئيس الجمهورية بان المهمشين فى دارفور لا يشبهون السلطة امر جلل ؟ اليس من حق كل سؤال من هذه الاسئلة ان يلح علينا ان نقرع له النحاس حتى يتعافى الوطن من فيروز التمزق والتشتت ؟ وقد يتسأل اخر اليس الاولى ان نقرع ناقوس الحكمة والعقل والجوديات الاهلية . ونرد عليه : حينما نرى النظام يقتل المواطنين ويدمر القرى والمدن بالقنابل غير الذكية ، بالامس كان الجنوب والنيل الازرق وجنوب كردفان واليوم دارفور والشرق ولاندرى ماذا يكون غدا ؟ فان صوت الحكمة والعقل ينادى بحسم هذا الموقف لصالح هذا الشعب الابى . لذلك لبت كردفان النداء ولم تتاخر كعادتها فى نصرة المظلومين واسترداد الحقوق الى اصحابها ، وادراك الشر قبل وقوعه . مما دفع باربعة من قادتها برفع مذكرة هادفة وقوية نقرأ من خلالها ما يؤكد باننا نستشرف فجر سودان جديد متسلحا بقيم العدل والمساواة والوحدة ، ونحتفل بازالة كابوس القلة الحاكمة الذى جسم على صدورنا سنين عددا ، ونستبشر خيرا بوطن موحد ومعافى يضمد الجراح النازفة ويشتل الفرح فى القلوب المحزونة . لذلك رايت ان اشرك معى القارئ فى المذكرة التى اصدرتها كردفان وسلمت ليد رئيس النظام الغاشم والتى نشرت بجريدة الحياة اللندنية بتاريخ 30/ 1/ 2004 حتى تطمئن الاغلبية المهمشة بان الفرح وان طال فهو آت ، وان الشعوب الحية لصبرها وجلدها حدود ، وان كردفان قادمة لوضع النقاط على الحروف بعد ان خطتها ثورات المهمشين بالدماء . وهذا هو نص المذكرة : ( حذر اربعة وزراء سابقين ينتمون الى ولايات كردفان الثلاث فى وسط البلاد من ان التهميش وضعف التنمية وسوء الخدمات وعدم العدالة فى قسمة الثروة والسلطة قد تضطر اهل الاقليم الى حمل السلاح كما يجرى فى دارفور حاليا . وطالبت مذكرة وقع عليها حاكم كرفان السابق والقيادى فى حزب الامة القومى بكرى عديل ، وحاكم ولاية غرب كردفان السابق والقيادى فى حزب المؤتمر الشعبى الدكتور بشير ادم رحمه ومستشار الرئيس لشؤون السلام السابق والذى انشق عن الحزب الحاكم واسس حزب العدالة مكى على بلايل ، ووزير المال السابق سيد على زكى بمنح اقليم كردفان نصيبا من عائدات النفط وتمثيل ابنائه فى السلطة وتمكين مواطنيه من انتخاب حكامه من اجل ازالة الظلم المحتقن فى الصدور الذى ينذر بالانفجار . كما طالبوا باشراكهم فى حل ازمة منطقة ابيى المتنازع عليها بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان ) . ونحن ابناء كردفان فى الخارج نؤيد ونقف بصلابة خلف هذه الخطوة ونقول انها خطوة فى الاتجاه الصحيح وخطوة لها مابعدها ، وخطوة تدرك بان السلام الماثل امامها زائف ومخادع وملوث بجرثومة الانفصال وجرثومة اعادة انتاج الحرب بافظع مما كانت عليه وخطوة تؤكد بان الاحزاب باتت عاجزة ومنهارة ولايمكن الاعتماد عليها فى انقاذ الوطن الممزق . لذلك جاء التحرك الاقليمى حتى ينقذ الموقف ويعيد الامور الى نصابها . ولا نريده تحرك اهوج يدخل الاقليم فى انقسامات ويفتت وحدته ، ولذلك ادعوا الذين قدموا المذكرة بان يحرصوا على توحيد كلمة كردفان وان يشارك اكبر عدد ممكن من زعامات كردفان ، وان ينتبهوا الى الزعامات المتملقة الفارغة المرتشية والتى باعت ذمتها بابخس الاثمان للقلة الحاكمة ليرضعوا ابنائهم حليب الانكسار والذلة اف لهم -- اف لهم . وحتى لا نواجه ماواجهته الثورة فى دارفور والشرق والتى لم تشارك فيها كل القبائل ، فالثورة ليست ملكا لاحد وكردفان كذلك ليست ملكا لاحد على الجميع ان يدافع عنها وعن الوطن ،فاحشدوا اكبر عددا من الزعامات وان لم تكن كلها فالاغلبية مهمه لان هذه الخطوة هى التى تحدد مصير السودان ، وهى التى تحسم الصراع فى السودان ، وهى التى تنتصر للاغلبية المهمشة وترد لهم عزتهم وكرامتهم وحقوقهم المسلوبه ، وتحقن الدماء الطاهره النازفة فى دارفور والشرق . فالشعب السودانى متطلع لهذه الخطوة منذ زمن بعيد من كردفان لانها تحقق احلامه المجهضة . وتؤكد ان مقاومة هذا النظام الذى يؤمن بثقافة طمس الاخر وطمس حقائق وجوده مشروعة وواجبة على كل اقاليم السودان . وعلينا ان نعتبر من تجربة اخوتنا الحلفاويين حين هجرتهم الدكتاتورية الاولى (عبود) بالقوة ولم يجدوا سندا او عضدا من بقية الاقاليم مما ترك اثرا سيئا فى دواخلهم حتى الان . فالسودانيين جسد واحد اذا اشتكى منه اى عضو فى حلفا او بورتسودان اونملى او ما يجرى الان فى دارفور يجب ان تقف الاقاليم بصلابة مناصرة ومدافعة حتى يحس العضو ان مساحة السودان الواسعة هى مجرد بعد بين فروة الرأس واصابع الارجل فاى الم فى اى منهم يشعر به الاخر . وننادى مثقفين كردفان وزعاماتها بان يحرروا اولا انفسهم من تبعية زعامات الخرطوم الفاشلة ، والتى حطمت كل احلام الشعب السودانى وخنقت كل فكرة مستنيرة تحاول العبور الى الافاق المشرقة . وعليهم تحمل المسؤولية فى قيادة الاغلبية المهمشة والخروج بها من نفق الحزبية والطائفية البغيض والتى لاتتفهم مصالح اقاليمنا او شعوبها المفجوعة فى حكامها . ونطالبهم بالاتى : 1- التفاف ابناء كردفان حول هذه المذكرة وتمسكهم بها . 2- توحيد الصف الكردفانى تحت قيادة واحدة . 3- توحيد الجهود بين دارفور والشرق والجزيرة ومهمشى الاقليم الشمالى حتى تسقط الحكومة . 4- تنوير وتعريف كل ابناء الاقاليم المهمشة فى القوات المسلحة بان النظام يستخدمهم فى ابادة شعبهم وضرب بعضهم ببعض كما جرى فى الجنوب ويجرى الان فى دارفور فالجندى الذى يدافع عن الحكومة مهمش والثائر على نظام الخرطوم مهمش فيجب ان يحددوا موقفهم .
|
|
|
|
|
|