|
قمر دلمان .. الشاب الذي عشق هويته الاْفريقية فغير إسمه !ضحية سرير توتو
|
بسم الله وبسم الوطن اْ\ ضحية سرير توتو \ القاهرة [email protected] قمر دلمان .. الشاب الذي عشق هويته الاْفريقية فغير إسمه ! في الحقيقة لم يكن هذا هو مقالي الذي كنت اْنتوي كتابته , لولا إبني الذي يبلغ من العمر ستة اْعوام , وجدني اْشاهد صور لاْصدقائي كنت قد اْحتفظت بها في جهازالكمبيوتر الخاص بي لاْطالعها بين الحين والاْخر حتي يظلوا راسخين في ذاكرتي واْيضاً اْسترجع بها الذكريات , وكانت من بين هذه الصور .. صورة لرفيق العزيز قمر دلمان , وقعت عين اْبني عليها دون الصور الاْخري فساْلني مباشرةً كاْنه تلميذ في حصة درس يساْل مدرسه, من هذا الشخص يا بابا ؟ قلت له واْنا مبتسماً وفخوراً ..هذا الشخص إسمه ( جاتيكا اْموجا دلمان ) , قذفني اْبني بساْل اْخر , ماذا يعني جاتيكا اْموجا يا بابا ؟ قلت له وانا لا اْعلم.. يعني (ملك اْفريقي شرس ) ثم خرج اْبني من الغرفة وتركني لوحدي اْطالع صورة جاتيكا اْموجا دلمان وقد اْستعدت ذكرياتي معه عندما جاء الي القاهرة في شتاء عام 2011م للعلاج . كان قمر دلمان سابقاً وجاتيكا اْموجا الاْن يعتبر واحد من اْبرز كتاب صحيفة اْجراس الحرية العريقة التي كانت تنقل اْخبار المناطق المهمشة بصورة كبيرة للغاية وقد لعب الرفيق اْموجا دلمان دوراً مهماً في ذلك من خلال موقعه داخل الجريدة الجميلة حيث كان يشغل منصب رئيس قسم الولايات اْو بالاْحري البلدي ( رئيس قسم الهامش ) وكنت قد قراْت له مقالاً اْعتبره من المقالات المهمة التي يجب اْن تكون مرجع لكل العاجزين عن الحلول , وعنوان المقالة هي ( حلول العاجزين ) , ولكن اْهميت جاتيكا تنبع من زاوية اْخري , هو شاب ثوري إلي حد لا يوصف وفخور جداً بهويته السودانية ومحب جداً لدرجة العاشق الولهان لهويته الاْفريقية حتي صار مضرب مثل للعاشقين للهوية الاْفريقية ودليل عشقه للهوية الاْفريقية هو تغير اْسمه من قمر دلمان إلي جاتيكا اْموجا دلمان . في عام 2011م اْلتقيت بالاْستاذ جاتيكا اْموجا في مطار القاهرة لاْول مرة في حياتي وجهاً لوجه بعد اْن كنت اْتابعه عبر وسائل الاْعلام ومن خلال كتاباته المستنيرة , وتوطدت علاقتي به وحتي الاْن في اْثناء وجوده في مصر, حيث قمنا بجولة سياحية لمعالم مصر التاريخية , كما اْن بقاءه معنا في مصر مدة طويلة اْتاحت لي اْن اْعرفه عن قرب , فهو شخصية فريدة من نوعها تحمل قدراً كبيراً من الذكاء السياسي والحضور الاْجتماعي المميز كما إنه متوهج الفكر الثوري التحرري , وشخصية فكاهية الي حد كبير, مبتسماً دائماً رغم معاناة اْهله في جبال النوبة , إذا جلست مع دلمان فاْنك لن تمل ولن تتزحزح من مكانك مهما كانت طول المدة التي تستغرقها في الجلوس ! اْذكر عندما نظمنا له ندوة تنويرية عن الاْوضاع في جبال النوبة بدار رابطة (الاْما) بمصر كانت القاعة التي تحدث فيها دلمان مكتظاً علي اْخره بالجماهير من الجنسين كان الحضور كثيفاً إلي حد لا يوصف مثل حضور مباريات القمة في كرة القدم , تحدث جاتيكا اْموجا لاْكثر من اْربعة ساعات متواصلة دون اْن يمل اْحد الحاضرين اْو يتحرك من مكانه اْو يتحسس شعر راْسه , كان يتحدث بحماس ويطلق الحماسة في نفوس الحاضرين حتي النساء الحاضرات كانوا يطلقن الزغاريد بين الحين والاْخر إعجاباً بحديثه المعسول وبعض الفكاهات التي كان يطلقها لترطيب الندوة , برغم من إنه كان يتحدث عن معاناة شعب جبال النوبة وعن القتل الممنهج والجوع وحالة الفقر المدقع الذي يعيش فيه شعب جبال النوبة إلا اْن كثير من الناس اْبدوا سعادتهم بخطاب الرفيق جاتيكا اْموجا دلمان . الاْن بعد تشكيل المجلس القيادي للحركة الشعبية باْقليم جنوب كردفان \ جبال النوبة صار الرفيق جاتيكا اْموجا دلمان عضواً بارزاً في المجلس القيادي بمنصب ( مساعد الاْمين العام للحركة الشعبية باْقليم جبال النوبة , في تقديري ومن خلال متابعتي لمسيرة دلمان , الرجل يستحق بمعني الكلمة , فهو شاب كفء ونشط جداً واْتوقع اْن يلعب دوراً مهماً في مسيرة الحركة الشعبية النضالية , فالتحية الثورية القوية اْرسلها من خلال هذا المقال الي الرفيق جاتيكا اْموجا دلمان وهو في ميدان القتال يذود عن جماهير شعبنا بالسلاح .
|
|
|
|
|
|