والله .. هذا أروع تحليل سياسي .. رباني .. سمعته في حياتي – يا ابنتي الطيبة –
لم يصل إليه .. ولن يصل إليه ، جهابذة المحللين التقليديين ، والعلمانيين ، والليبراليين .. أمثال قاسم وسواه ..
لأنهم .. لا يعرفون كائناً عظيماً .. كان قبل خلق الكون .. وسيبقى بعد فنائه .. إسمه ( الله ) ، وإذا عرفوه ، لا يعرفون صفاته ، ولا قدراته .. ولا يقدرونه حق قدره ..
فهل – يا ترى – ينتبه إلى فركة أذنه .. وتأخذه الحمية الإيمانية ، فيغلق هذه البؤرة الإنتانية .. العفنة .. الجرثومية .. وأمثالها ، التي تنشر الأمراض .. والفساد .. في البلاد والعباد .. وتهلك الحرث والنسل .. ويحكم بما أنزل الله .. لتسعد البشرية بحكم الله العادل ؟؟؟!!!
في غمرة الأفراح .. التي يعيشها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها هذه الأيام .. بمناسبة إفشال الله تعالى ، الإنقلاب العسكري في تركيا .. ضد أردوغان ..
ودحر مدبريه .. وصانعيه ..
ورد كيد الخائنين .. المجرمين عن هذا البلد المسلم .. الذي أصبح رئيسه .. يمثل رمزاً للمسلمين .. تهفو إليه أفئدتهم .. وترنو إليه أبصارهم ، آملين .. ومأملين ، تحقيق العزة والكرامة ، للمسلمين على يديه ..
في خضم أعراس المجد .. التي يحتفل فيها المسلمون .. من عرب وعجم ..
ثمة أقوام من الصليبيين .. والشيعة .. واليهود .. والعلمانيين العرب – وليس العلمانيون الأتراك الذين فرحوا بفشل الإنقلاب – وعبيد الطواغيت .. ولاعقي أحذية العسكر .. الذين هم أعداء الأمة .. وخاصة الثلاثي الشيطاني المارد .. القابع في جزيرة العرب .. وفي الشام .. وفي مصر ..
فإنهم يعيشون أتراحاً شديدة .. وأحزاناً عميقة .. ومآسي كبيرة .. وهلوسات مفزعة .. بسبب فشل الإنقلاب في تركيا ..
إنهم حزانى .. يردحون .. ويبكون .. بؤساء في غاية البؤس والشقاء .. يشكون سوء طالعهم .. بعد أن عاشوا سويعات من الفرح .. والطرب .. والرقص .. حينما كان الإنقلاب يميل إلى النجاح ، في بدايته ..
شهادة حق لله تعالى .. ثم للتاريخ .. وللأجيال القادمة ..
إن من عظمة الخالق .. أن خلق البشر بأشكال مختلفة .. ومواصفات متباينة ..
أما الشعب التركي .. فإنه يتصف بأعظم صفة تميزه عن السوريين خاصة ، والعرب عامة ..
أنه شعب واعٍ .. متيقظ .. مدرك لمصلحة البلد عامة .. وحريص على تحقيقها ، ولو تعارضت مع مصلحته الخاصة ..
إنه يتقن فن الحياة .. وبناء الوطن بشكل مدهش .. وعلى درجة عالية من الرقي .. والسمو ..
لم تتردد كل الأحزاب المعارضة للحكومة التركية .. بالرغم من اختلافها معها عقائدياً .. وفكرياً .. وسياسياً .. ومنهجياً ..
وكانت دائماً تتصادم معها .. وتشن هجوماً لاسعاً .. وانتقادات لاذعة ضدها ..
ومع هذا .. وقفت وراءها صفاً واحداً .. مؤازراً .. ومؤيداً لها ضد الإنقلاب العسكري ..
ولم تستمع إلى نداء الشيطان الخبيث .. والهوى اللعين ..
بأن تستغل هذه الفرصة ، لإسقاط الحكومة – كما يفعل العرب المجانين .. والسوريون البلهاء .. الذين لا يفكرون .. ولا يهتمون إلا بذاتهم الخاصة ، وليحترق الآخرون .. حتى ولو كانوا إخوانهم .. أو رفاقهم في الحزب الواحد – لأنها أدركت :
أن إسقاط الحكومة في هذه الظروف العصيبة .. هو إسقاط لهم .. وإسقاط البلد في يد حثالة مجرمة لن تترك أحداً من إجرامها ..
علاوة على أن وقوفها وراء القائد ، ولو كان مسلماً .. لم يجعلها تتخلى عن عقيدتها ، وأفكارها ومنهاجها .. فلم تخسر شيئاً .. بل ربحت سلامتها .. وسلامة البلد ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة