|
رسالة حول "السائحون" نجلاء عثمان التوم
|
رسالة حول "السائحون" نجلاء عثمان التوم
حتى في عز الثورة و تحت لفح الدم الحار- الذي ليس من عرفان يليق به سوى الوصول إلى السودان الديمقراطي ذي العدل والنماء المتوازن- حتى في عز هذه العاصفة المباركة يتعين علينا قراءة مذكرة "السائحون" في بعدها السياسي. نعم، "السائحون" يبحثون عن مكان في سودان ما بعد الانقاذ. هل هذا مشروع أم لا يبقى سؤالاً اخلاقياً. أما السؤال السياسي الذي يجب أن يرد عليه السائحون آلان وليس غداً هو : لقد خرج الناس وقتلوا في سبيل الحرية، وهبوا ارواحهم وهي كل ما يملكون، فماذا لديكم وماذا بوسعكم فعله لوقف التقتيل والعنف المنهجي الحالي؟ الاجابة : كل شيء. لدى السائحون المفاتيح الضرورية كلها اللازمة لحقن دم اولاد وبنات واطفال السودان. السياسة تقول قبل أن تنزلوا للتظاهر مع الغبش المساكين، قبل أن تشاركوا في لجان الحماية في الأحياء، قبل أن تتحدثوا عن العدالة الانتقالية وتسوية النزاعات، إن كنتم على قلب رجل واحد أو أكثر مع الثورة يا "سائحون" اكشفوا الآن ما بحوزتكم من معلومات تساعد على وقف القتل. إن كنتم ترون، كما يرى كل سوداني عاقل ذي وجدان، أن وقف قتل المحتجين هو الأولوية الأولى الآن؛ اكشفوا آلان عن هيكل جهاز الأمن وعن سوءاته وعن امكاناته وعن خططه وأعمدته وتمويله واستثماراته وعضويته الباطن والظاهر منها. اكشفوا الغطاء عن القتلة واحقنوا دم السودانيين بالمعلومات التي لا تنقصكم. اطلعونا على اماكن التعذيب، وزبانيته، ووسائله. اكشفوا قوائم اسماء المعذباتية و اماكن تواجدهم وعملهم و أين يسكنون.اخبرونا عن مكامن الضعف فيهم، اخبرونا أين يضعون ثقلهم وأين هي أضعف اماكن تواجدهم. اخبرونا عن اسلحتهم وكيف نتفاداها.اخبرونا ماذا يدخرون لنا من مفاجآت وحلول أخيرة. اطلعونا على انقساماتهم إن وجدت. ضعوا في أيدي الناس خريطة هذه الآلة وكيف تعمل وكيف تتعطل ومن هو السمكري الذي يلجأون اليه لترقيعها. اضعفوا هذه الآلة الشيطانية برفع الغطاء عنها.كم هو عددهم؟ ومن يزودهم بالسلاح والمؤن والأغذية والملابس والسيارات و البنقو. دلونا يرحمكم الله على بيوت الاشباح الحالية والغابرة. دلونا على السجون السرية. دلونا على مصائر السجناء والمختفين. قبل أن تعبروا جسر الثورة يجب عليكم قبل كل شيء نزع فتيل القنبلة التي يضعها الأمن تحت هذا الجسر. حينها تعالوا وادلوا بدلوكم في خيار التغيير وكيفه ومتاه وأينه و منتهاه. إما هذا أو خليكم قبلكم في انقاذكم فهي منكم وانتم منها.
|
|
|
|
|
|