|
دار فور الجغرافيا والحدود والسكان
|
دار فور الجغرافيا والحدود والسكان ( منبر دارفور للحوار والتعايش السلمي ) بسم الله الرحمن الرحيم يرى المنبر في باكورة برامجه تزويد القارئ الكريم ببعض المعلومات الجغرافية للإقليم . لعل من باب العلم بالشيء ولا الجهل به ، إذ أن شأن ذلك أن يفيد التعرف والبحث عن دارفور وأيضا بمثابة إجابة لكثير من الأسئلة التي ترد إلينا عن دارفور هذا البلد المسلم من بعض الأشقاء هنا . كما يرى المنبر ضرورة التطرق لموضوع الهوية نسبة لما له من شأن بهذا الموضوع والذي سوف يتم تناوله لاحقا في شكل مقتطفات مختارة من مسودة كتاب لأحد الاخوة النشطاء في هذا المجال والذي نأمل أن يرى النور قريبا إنشاء الله ، حيث أن دارفور مع دروس وعبر الزمان صارت على كل لسان . لذا تابعوا رؤى هذا المنبر لتعم الفائدة المرجوة والله ولى التوفيق . مساحتها تبلغ مائة وأربعين ألف ميل مربع تعادل مساحة فرنسا، وتقع بين خطي الطول 22 و 27شرقا ، وخطي العرض 10و16 وسكانها سبعة مليون نسمة أو يزيدون قليلا وهم نسيج يتكون من مجموعتين عرقيتين الأولى تنحدر من أصول حامية كوشية وهم أهل استقرار وحرفتهم الرئيسية الزراعة والأخرى ذات أصول سامية عربية وهم من أهل البادية والرعي . في الجنوب البقارة وفي الشمال الأبالة، وتحدها من الغرب أفريقيا الاستوائية( أفريقيا الوسطي ، وتشاد) من الشمال ليبيا و( مصر ) ، ومن الجنوب ولاية شمال وغرب بحر الغزال ، ومن الشرق ولاية غرب وشمال كردفان ، وبموجب مؤتمر الحوار الوطني لعام 1989م الذي أقر النظام الاتحادي قسمت البلاد إلى ستة وعشرون ولاية ، وبموجب ذلك كان تقسيم دار فور إداريا إلى ثلاثة ولايات ، جنوب دار فور وحاضرتها نيالا، وشمال دار فور حاضرتها الفاشر ، وغرب دار فور وحاضرتها الجنينة ، وكل ولاية لها عدة محافظات ولكل محافظة عدة محليات. دار فور أرض مستقلة بنظام اتحادي من 1640ـ1917م تحت مسمى سلطنة الفور الإسلامية وهي بلاد الفور مما يعني القومية الكبرى التي لها السيادة على المنطقة ، وقسم سلاطين الفور البلاد على القبائل التي أصلا تقطنها وسميت بالدار أو الوطن الصغير وكل له شيخه عند العرب ، ومقدومه عند النوبة(الزرقة) ومقرهم الجامع الفاشر، فبذلك أصبح لكل قومية هويتها الاجتماعية والثقافية والسياسية الخاصة بها ، وعلى الرغم من التقسيمات الجديدة مازالت تلكم الديار على وضعها القديم إلا أنها تحولت إلى محافظات بذات النسيج وهويته، فمن تلكم الديار النوبية دار زغاوة ، المساليت ، والقمر ، و تامة ، وتنجر ، الداجو ، و البرتي ، الفلاته، والبرنو ، أما الديار العربية (البقارة) دار الرزيقات في الضعين ، بني هلبا في عد الفرسان ، الهبانية في برام ، التعايشة في رهيد البردي ، المعاليا في عديلة ، بني حسين في السريف ، الكروبات في جلي ، والزيادية و الترجم في تمبسكو. فغالب سكان جنوب دار فور هم العرب البقارة ، وغالب سكان شمال دار الفور هم خليط من العرب و الزرقة(الأفارقة) ، أما غرب دار فور فالعرقية الغالبة في المنطقة هم الزرقة. وتسود دار الفور الديانة الإسلامية الوحيدة في المنطقة والثقافة المزيج الأفروعربية ، والغالب من الفكر والفقه الإسلامي في الوسط الاجتماعي المذهب المالكي والطريقة التجانية والطائفة الأنصارية ، واللغات واللهجات السائدة في المنطقة اللغة العربية و لغة الفور والزغاوة و المساليت والفلاته البرقو وهناك عدة مجموعات عرقية1 لها لهجات تتخاطب بها. جبل مرة بلدة الفور العريقة: عبارة عن مخلفات بركانية هامدة ، في مركز الدائرة بالنسبة للقارة الأفريقية يتفرع منها سلسلة من الجبال والتلال الصخرية، تبلغ مساحته ضعف مساحة دولة الكويت ، تعتبر مدينة زالنجي المركز الإداري والتجاري للمنطقة ، والحد الشرقي للمنطقة هو جبل مرة نحو مدينة الفاشر المركز الإداري العريق للإقليم ، وإلى الجنوب تقع مدينة نيالا المركز الاقتصادي. وتقدر كمية خام الحديد الموجود في المنطقة بحوالي بليوني طن ذي الجودة العالية في المنطقة الشمالية ، وتقدر كمية الأمطار التي تسقط خلال الفترة من أبريل إلى سبتمبر بحوالي21 مليار متر مكعب ، وتشتهر المنطقة بزراعة المدرجات ، ودقة استعمال خطوط الكنتور في الري ، وتوجد في المنخفضات السفلي للجبل سهول خصبة تمر فيها مياه جارية على مدار العام ويتجه إلى غربها وديان أكبرها وأشهرها وادي أزوم . ويعتبر المثلث الواقع بين سوني ودربات والملم مركز ثقل استراتيجي عسكري وسكاني واقتصادي لقبيلة الفور.حيث ينتج أكثر من 80% من احتياجاتها الغذائية ، منذ قديم الزمان كانت حركة الرعاة من شمال دار فور إلى جنوبها تكون عبر أحد عشر مرحال ( مسار ) تبدأ من وادي هور شمالاً حتى بحر العرب في أقصى جنوب دار فور ، ومن الاتجاه الشمالي الغربي لدار فور الكبرى حتى أم دافوق في الجنوب الغربي ، وتتفرع هذه المراحيل إلى مرحالين شرق جبل مرة ويضم ستة مراحيل ، وغرب جبل مرة يضم خمسة مراحيل1. تتسم دارفور بروعة الطقس وجمال المنظر وسماحة أخلاق أهلها في الترحيب بالضيف وحسن وفادته وكأني بهم لسان حالهم يردد ويقول هذا البيت ( يا ضيفنا لو زرتنا لوجدنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل ) أرض العطاء الثر. طقسها جميل ، ماؤها زلال ، أرضها ذهب ، ورجالها أشاوس يذللون كل هاجس لا ننكرها ولا نتنكر لها . وكما أشرنا سابقا سوف نواصل برنامج هذا المنبر لابناء دارفور واهل السودان العظيم عموما فهى من فؤادى كنت فيها وكان ابى وكان بنوا لساني ولولا التقى لقلت جنت الله في أرضه إذا وجدت قليل من الاهتمام والتنمية والرعاية من الحكومات المتعاقبة المركزية .
آدم محمد إسماعيل الهلباوى أمين الثقافة والإعلام للمنبر
|
|
|
|
|
|