|
جنوب السودان و العودة الي مربع الحرب
|
اولآ دعونا نترحم على ارواح ابناءنا و فلذات اكبادنا الذين قتلوا في المزبحة التي جرت ببانتيو كما نترحم على ارواح شعبنا السوداني الذي سفكت دماءه بسبب الحروب المستمرة في كل ارجاءه
اخوتي و اخواتي القراء الكرام
الحرب لعينة اينما اشتعلت أحرقت الاخضر و اليابس, عودة دولة جنوب السودان الي مربع الحرب بهذه السرعة المذهلة امر غيب آمال الكثيرين الذين احتفلو ا قبل عامين ونيف بميلاد هذه الدولة الجديدة ,تجربة الحروب خلال العقود الماضية في السودان كانت كفيلة بان تكون درسآ يستفاد منه في قيام دولة جنوب السودان و ان يجتهد مع شمال السودان للعمل معآ للحد من الحروب و معالجة البؤر التي يمكن لها ان تقود الي الحروب مستقبلآ ,خاصة الدولة الوليدة لا بد لها ان تستفيد من تجربة ما حدث في السودان الكبير و تعمل بكل جهد حتى لايكرر قادتها سياسات السودان القديمة
اذكر جيدآ و معي الكثيرين حينما خرجنا في باريس امام ساحة الجمهورية للاحتفال بمولد دولة جنوب السودان كان ذلك في صيف شهر يوليو 2011 خالجنا امل كبير بان هنالك تغيير سوف ينعكس على مواطني الدولتين الجنوب و الشمال خاصة عندما تتوقف الحرب ما بين الشعب الجنوبي و الشمالي فرحتنا كانت كبيرة رغم الحزن الاليم بانشطار جذء غالي و ذهاب شعب عظيم , لكن كان العزاء كبير و الرجاء عظيم, بان تهدا الحرب و ربما قد يتفرغ الجميع لحلحلة بقية مشاكل السودان المتبقى و خاصة دار فور و مناطق جبال النوبة و كما يقال ان النار تخرج من تحت الرماد, اخوتنا في دولة جنوب السودان لم يستفيدوا من دروس الحروب اللعينة التي فتكت بالسودان منذو الاستقلال و حتى اليوم بافعال ابناءها السياسين الفاشلون , اللجؤء الي لغة السلاح و الحرب لن يولد الا مذيدآ من الدمار و التخلف في شتى المناحي و لن يكون هنالك خاسر و رابح بين المتحاربين, بفعل الحرب يخسر الجميع و خاصة الشعوب يخسرون الامان و السلام قادتنا الذين ابتلينا بهم من هم في السلطة و من هم خارجها و من يمنون انفسهم بانهم البديل المناسب ابتلي بهم و من شر سياساتهم الشعب السوداني , هؤلاء القادة لم يكونوا قادة باي شكل او آخر انهم مجرد اناس خلقتهم الظروف التعيسة , انهم أناس متخلفين سياسين مشبعين بالاحقاد و كراهية الآخر لا يفهمون مبادئ احترام الانسان لاخيه الانسان الذي كرمه الله بالرغم ان هذا الانسان او ذاك جذء من هذا الوطن له حقوق اصيلة بالمواطنة, لان القادة الحقيقين هم من يقدمون واجب الاحترام لشعوبهم و يسخرون انفسهم و سياساتهم لخدمة المواطنين , لكن للأ سف قادتنا في السودان جبلوا على خدمة انفسهم و فقط , من اجل انفسهم و اتباعهم مارسوا شتى دروب الاجرام , القتل و الابادة الجماعية في جنوب السودان , في دارفور, في جنوب كردفان و البقية الباقية من ارجاع السودان الخلاف السريع الذي نشب بين سلفاكير و نائبه السابق رياك مشار لا شئ يفسره الا هذا التحليل الذي ذكرناه سابقآ المصالح الشخصية الضيقة و النعرات العنصرية هو سبب مباشر لما يحدث الأن في دولة جنوب السودان, المواطن الجنوبي لم يكن اولوية مهمة ليضحي هؤلاء القادة الفاشلون بمصالحهم الخاصة للاتجاه الي خدمة الدولة الوليدة و مواطنها المحتاج الي الرعاية و لم يفكروا في كسب ثقة العالم باقامة دولة تحترم حقوق مواطنيها و تحترم حقوق الانسان و تاسس لنظام ديمقراطي مستقر حتى تكون نموزج لاية دولة حديثة تاتي في المستقبل العالم يشعر بالحزن الكبير لهذه الجرائم التي يرتكبها قادة دولة جنوب السودان في الوقت الراهن مما يبشر بمستقبل مظلم لهذه الدولة و لقادتها فهل من عقلاء في هذه الدولة الوليدة لايقاف ما يحدث؟ 20/ابريل/ 2014 عيسي الطاهر ناشط في مجال حقوق الانسان
|
|
|
|
|
|