|
تصريح مدفوع القيمة!/ حافظ أنقابو
|
كلمة حق
حافظ أنقابو
[email protected]
تصريح مدفوع القيمة!
أتحفنا السيد الامام الصادق المهدي أمس الأول بتصريح مدفوع القيمة "إعلان" رداً على ردود أفعال الأحزاب المعارضة لتكريمه من قبل الرئيس البشير في احتفالات الاستقلال الرسمية بالقصر.
برر الامام حضوره للتكريم بأن الدعوة التي وصلته من رئاسة الجمهورية ان التكريم سيكون امتداداً للتكريمه بنيل جائزة قوسي للسلام، ولم يوضح له مسؤولو القصر إنه سيمنح وساماً، ولا علاقة لهذا التكريم بذاك،،، عزيزي الامام إن يكون المبدأ وحداً في التكريم وإن كان كما قلت، الذهاب إلى القصر والتكريم أياً كان من قبل الرئيس الذي تدعو لإسقاط نظامه يتناقض مع ما تدعو إلى إليه ويدعو إليه حزب الأمة بتأرخه وجماهيره العريضة.
لم يكتفي الامام بالتوضيح الموضوعي ويصمت في تصريحه أو "إعلانه"، فقد وصل الأمر إلى درجة "الغمز" إلى بعض الأحزاب المعارضة إلأى درجة "عندو أربعة رجلين، بضبحو في عيد الضحية وبقول باع"، هذا ما خرجت به من تصريح السيد الامام.
كان الصمت أجدى من أن يخرج علينا الامام بهذا التصريح والبيان الذي أصدره الحزب بعد يومين من التكريم المثير للجدل، البيان إن لم تتخني الذاكرة يقول "استمرار النظام سيدفع ثمنه الوطن" أو شيء من هذا القصيد، يصب في اطار مشروع الامام الناعم لاسقاط النظام.
لم ينته الأمر إلى هنا، فقد سخر قادة تحالف المعارضة أمس من تصريح الامام "الاعلاني" وخرجت علينا إحدى الصحف بعنوان "تحالف المعارضة للمهدي: يحسدوك في شنو؟" وها أصبح الأمر عبارة عن تراشق إعلامي بين المعارضة،، وقد تستمر،، ولكن يبقى السؤال من المستفيد مما يحدث؟
يقيني أن المستفيد الأكبر هو حزب المؤتمر الوطني الحاكم،، كسب سمعة تكريم الامام وعمل "شو" دولي ومحلي،، وجعل المعارضة تضرب بعضها بعضاً ليتفرغ لعمل مشروعاته وبنائه التنظيمي ليستمر أطول فترة ممكنة،، ويعد لانتخابات النقابات والاتحادات والانتخابات العامة.
أحزاب المعارضة بشكلها الحالي لا يرجى منها لتحدث تغيير أو اختراق في الواقع السياسي،، فهي غير قادرة على تجاوز شخصياتها القيادية "المهدي-الخطيب-الترابي- أبوعيسى" وآخرين، مع احترامي لهؤلاء القادة السياسييين ولما قدموه،، يؤسفني أن أقول لهم أنهم غير قادرون على إحداث التغيير المنشود داخل مؤسساتهم الحزبية التي يمارسون داخلها ديكتاتوية البقاء في القمة،، ذلك لا يتسق مع ما ينادون به من ديمقراطية وضرورة اتاحة الحريات والتبادي السلمي للسلطة،، لا يمكن أن تسلب حق آخرين في الصعود إلى قيادة الحزب وتطالب بالديمقراطية، فالمكيال واحد.. دورتين رئاسيتين في أي حزب سياسي كفيلة بأن يقدم أي شخص ما لديه لحزبه ويدع المجال لزملاء آخرون قادرون على العطاء.
اللفتة البارعة التي قام بها الشباب بتكوين حكومة الظل، برغم بعض التحفظات عليها،، إلا أنها دليل على مدى الوعي السياسي في قطاع الشباب، ومدى قدرتهم على العطاء في المستقبل القريب.
عن السوداني الصادرة الخميس 9/1
|
|
|
|
|
|