|
القاتل الأول صلاح عمر شنكل
|
القاتل الأول صلاح عمر شنكل الإنسان يموت كل لحظة بل الآلاف يموتون في بضع دقائق في أطراف الكرة الأرضية ، حتى أصبح خبر موت ابن آدم أو قتله أمرا اعتياديا يمثل المادة الأساسية لوسائل الإعلام ولو لا القتل المستمر ليل نهار لما وجدت وسائل الإعلام شيئا تقدمه للمتلقي . البحث العلمي تباطأ إن لم يكن قد توقف عن إيجاد وسائل لحفظ حياة الإنسان وأخذ يركز على وسائل قتل الإنسان وتدميره ، فأين البحوث والدراسات والاكتشافات التي تتحدى أمراض العصر ؟ لا أثر لها ، لكن أثر الأسلحة الفتاكة والأدوية القاتلة وتركيب السموم والمخدرات المدمرة والطائرات بلا طيار هي التي تقضي على البشر وتنهي حياة الملايين، وتصرف مقابلها أموال لو أنفقنا معشارها لإيجاد علاج للأمراض الفتاكة لعاشت البشرية في سعادة أبدية قديما كنا نعرف أن الإنسان يموت مرضا أو غرقا أو بالحروب ، الآن تعددت الأسباب وتطورت الوسائل ، وكثير من أسباب الموت هي من صنع الإنسان وان كان مئات الآلاف اليوم يموتون بنيران حكامهم، والأصل أن يوجه ذلك السلاح لحمايتهم ضد أي اعتداء خارجي ، ولكن أصبح سلاح بعض الدول ضد شعوبها اليوم من أبرز أسباب الموت. في القرن الماضي برز طاعون العصر "الايدز" كأكبر قاتل للبشرية ، ويظن الكثيرون أن "السرطان هو القاتل الثاني ، لكن الملاريا تأبى إلا أن تتصدر القائمة بعد الايدز مباشرة في القتل ، إذا استثنينا الحروب باعتبارها أمرا طارئا ، على الرغم من أن حروب بعض الدول ضد شعوبها أصبحت أمرا مألوفا ، وكذلك تدخل جيوش بعض الدول الكبرى التي تبيد شعوب بعض الدول الفقيرة تحت ذرائع مصطنعة أصبح أمرا اعتياديا وليس استثنائيا . وفي زحمة أسباب الموت التي تتجدد وتتعد يبرز تلوث الهواء كقاتل أول للبشرية في غفلة من وعي العالم ، حيث أكد المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية كانديه يومكيلا إن تلوث الهواء يتسبب في وفيات أكثر من الايدز والملاريا مجتمعين، وأغلب ضحايا التلوث يكون داخل المنازل ناجم عن حرق الخشب والمواقد البدائية في الدول النامية خصوصا النساء والأطفال . ووفقا لدراسة صادرة عن الأمم المتحدة فإن 3،5 مليون شخص يموتون سنويا جراء تلوث الهواء الداخلي ، و3،3 مليون جراء تلوث الهواء الخارجي .وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد الوفيات المرتبطة بمرض الايدز بلغت 1،7 مليون عام 2011م فيما قتلت الملاريا 660 ألف شخص عام 2010م ، وبذلك يتصدر التلوث قائمة القتلة في حياة البشر، وكثيرا ما يستتر القاتل أو يختفي ، لكن القاتل هنا من صنع أيدينا ، تماما مثل الايدز الذي هو من صنع الإنسان، وكذلك سلاح بعض الدول ضد شعوبها الذي أصبح ظاهرة في كثير من دول الربيع العربي ، وهذا جعل الكثيرين يكرهون فصل الربيع الذي كان يتغنى به الجميع وذلك لارتباطه بالموت والإبادة. القاتل الأول يستتر في البيوت وفي المطبخ وفي كل مكان يوجد فيه تلوث هواء فاحذروه لأن الجزئيات السامة تؤدي إلى الوفاة بالتسبب في الإصابة بأمراض مثل الالتهاب الرئوي أو السرطان.
|
|
|
|
|
|