· منذ نحو ثلاثة أشهر أو يزيد بدأت ألاحظ أن نيمار صار يصنع الفرص لزملائه أكثر من ميسي نفسه. · صحيح أنه لا يسجل بنفس معدل تسجيله مع منتخب بلاده، لكنه أصبح أكثر فاعلية في المراوغة المجدية وكسر التكتلات الدفاعية والتمريرات الحاسمة. · وربما أن البعض كانوا يرون ما رآه صديقان عزيزان بأن نيمار يكثر من ( الحركات) وأنه ليس في قامة برشلونة. · لكن بعد ملحمة باريس سان جيرمان لا أشك في أن الكثيرين وأولهما صديقاي قد اقتنعوا تماماً بأن ( نيمار لاعب فلتة). · اعتقادي أنه كان ذكياً عند انضمامه لبرشلونة كحال زميله سواريس بحدثيهما الإيجابي المستمر عن النجم الأول في النادي الذي طورا معه علاقة وطيدة أعانتهما كثيراً في مشوارهما. · كان نيمار صبوراً فعمل وثابر حتى يظهر موهبته ويؤكد اسهاماته الكبيرة في الفريق كما يجب. · وهذا أكثر ما ساعد النجم البرازيلي في التطور السريع. · والآن أرى أن حقبة نيمار قد بدأت بالفعل في برشلونة وخارطة كرة القدم العالمية. · ولعلنا جميعاً قد لاحظنا كيف أن غيابه أمام ديبورتيفو أمس الأول قد ساهم بشكل كبير في النتيجة السيئة التي انتهى عليها اللقاء. · لم يكن أنصار البرشا يتوقعون سوى فوز سهل ومريح على ديبورتيفو بحكم الحالة المعنوية الممتازة لللاعبين وجهازهم الفني وكل أنصار الفريق. · بالطبع لم يكن غياب نيمار السبب الوحيد في تلك الهزيمة. · فقد أسهمت التشكيلة الخاطئة التي بدأ بها انريكي اللقاء فيها أيضاً. · وهذا أحد أخطاء انريكي التي تكررت كثيراً هذا الموسم. · ففي كل مرة يعاني فيها فريقه من غياب لاعب مهم، كنا نجده بدلاً من الدخول للملعب بتشكيلته المثالية، يختار لاعبين لم يثبتوا أقدامهم حتى اللحظة في النادي الكبير. · بسبب هذا الخطأ المتكرر لإنريكي أوشك الناس أن يحكموا عليه في أوقات سابقة بقلة الذكاء. · لكنه فاجأ الجميع بقرار شجاع عكس حالة ذكاء غير عادية يوم أن أعلن تنحيه عن تدريب برشلونة قبل مباراة باريس سان جيرمان وفي يوم حقق فيه الفريق فوزاً كاسحاً. · لقد كان لذلك القرار القدح المعلى في العودة من رباعية باريس ليقصي البرسا النادي الفرنسي من البطولة في تلك الأمسية الملحمية. · ومثل هذا القرار الذي اتخذه انريكي، والتوقيت الذي أعلنه فيه أمور يجب أن نتعلم منها جميعاً في بلدنا مدربين ولاعبين وجمهور وإعلام. · أسهم القرار في تحرير الكل من الضغوط ودخل جميع اللاعبين في التحدي الكبير ليحققوا مرادهم في النهاية. · وقد كان نيمار بطل تلك الأمسية مع غياب شبه كامل للأسطورة ميسي. الفرعون الساذج · شاهدت في اليومين الماضيين فيديويين لمصريين استوقفاني كثيراً. · الأول كان لرئيس نادي الزمالك، مرتضى منصور الذي يراه البعض فريد زمانه، وهو في رأيي غير ذلك. · عبر منصور عن حالة سخط وغضب غير عادية تجاه النجم الاستثنائي ميسي بسبب زيارته لمصر وتصريحه المقتضب للإعلامي عمرو أديب. · كان أديب قد طلب من ميسي خلال حواره معه أن يتفوه بعبارة ( I love Egypt)، فجاءه رد الأرجنتيني بالرفض. · أغضب ذلك مرتضى منصور فراح يزبد ويرغي قائلاً " مش حا تقول! ده أنت بجزمة قديمة برا.. أُمال إنت جاي ليه.. إنت جاي عشان مصر.. نحن مش شعب عبيط ومش شعب هايف.. مش شعب ريالة.. نحن شعب محترم"!! · ولك أن تتخيل عزيزي القارئ درجة ( الهيافة) في كلام رئيس أحد أكبر الأندية في قارتنا الأفريقية. · هذا هو مرتضى منصور الذي يعتقد البعض واهمين أنه شخصية استثنائية، وهو في نظري ليس أكثر من مهرج. · صحيح أن زيارة ميسي تمزج ما بين الفكرة التجارية والعمل الإنساني. · لكن لا تنسى يا عزيزي مرتضى أن الدافع الأهم وراء زيارة ميسي هو قضية مكافحة مرض التهاب الكبد الوبائي الفتاك الذي انتشر في بلدكم بسبب ري المحاصيل الزراعية بمياه المجاري. · فدعك من النفخة الكذابة والحديث عن الشعب المحترم وخلافه وكف عن مثل هذا التهريج الذي يضحك عليك الآخرين. · ليس هناك ما يجبر ميسي على قول عبارة ( أحب مصر) حتى وإن دُفع له عشرة مليون يورو وليس مليوناً واحداً. · ولا تتوهم أن سبك لميسي سوف يقلل من مكانته أو يضعف شعبيته وسط محبي كرة القدم في العالم. · التسجيل الآخر الذي بين سذاجة صاحبه بصورة لا تربأ للشك كان لأحد مذيعي قناة الحياة. · قال المذيع ( الهُمام) أن على ميسي أن يخرج على ( التويتر بتاعو) ليقول شكراً مصر. · أتدرون لماذا يتوجب على ميسي شكر مصر؟! · فقط لأن هذا الدعي يتوهم أن الـ ( comeback) (الماحصلش) لبرشلونة أمام باريس سان جيرمان تحقق بتأثير زيارة ميسي للهرم وأبو الهول!! · وأضاف مذيع الغفلة ( عشان تعرفوا أن الفراعنة لسه سرهم باتع)!! · ههههههه. · أي سذاجة وأي عبط بالله عليكم عبر عنه هذا المذيع الذي لو كنت مكان القائمين على أمر القناة لأبعدته نهائياً عن الشاشة حتى لا يُضحك العالم على شعب مصر. · أولاً فات على المذيع (الساذج) (البسيط) أن ميسي لم يكن إطلاقاً أحد رجال تلك المباراة، بل على العكس قدم الأسطورة مباراة دون الوسط أمام باريس. · ومعنى ذلك أننا إن اقتنعنا بأثر الفراعنة، فلابد أن نؤكد أنه كان أثراً سلبياً للغاية وليس العكس كما توهم المذيع. · وطالما أن أبي الهول والفراعنه يتمتعون بكل هذه القدرات الخارقة فلما لم يعينوا يا هذا منتخب مصر نفسه على تحقيق فوز أمام الكاميرون ليعودوا بكأس أمم أفريقيا في نسختها الأخيرة ويهدونها لأبي الهول؟! · أنت تخاطب الناس عبر قناة واسعة المشاهدة، فكُف عن العبط يا رجل وكن إعلامياً مُحترماً ومقنعاً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة