|
الذكري السادسة لواقعة (كرري الثانية )... (الزراع الطويل) قف وتامل!! بقلم: أحمد عبدالرحمن ويتشي
|
[email protected]
تمر علينا هذه الايام الذكري السادسة لمعركة (الزراع الطويل) التي قادها ثوار السودان والتي جرت تفاصيلها في ذات المكان التي وقعت فيه معركة "كرري الاولي" بين قوات (الانجلو مصرية سودانية) والجيش الوطني بقيادة الرئيس عبدالله التعايشي والاسباب التي ادت الي اندلاع معركة كرري الاولي هي ذاتها التي دفعت بثوار السودان لقود معركة الزراع الطويل الاسطورية وما يجعلنا نصر علي تسمية معركة الزراع الطويل بكرري الثانية! هو ان المعركتين متشابهتان كثيرا من حيث جغرافية المكان واسبابهما ودوافعهما والذين قادوها وانعكاساتهما كذلك!! جغرافيا: نجد ان مكان المعركتين هي مدينة (امدرمان) وتقريبا في نفس مكان المعركة الاولي في العام(1899م)!! عسكريا : من قادوا (الزراع الطويل) هم احفاد جنود وقيادات من قادوا (كرري الاولي) طبعا بعد طواطوء الذين باتوا يزيغون الاخرين عذاب اليم فيما بعد!! الاسباب والدوافع : نفس الاسباب التي ادت الي اندلاع (كرري الاولي) وهي رفض العبودية والاستبداد الانعكاسات :هي مصادرة الممتلكات بشكل انتقائي والاعتقالات الانتقائية والتعذيب بعد انتهاء المعركتين مع مراعاة الفارق الزمني من العام (1899م)الي (2008م) وقد يقول البعض هذا اجحاف بحق تضحيات شهداء معركة كرري الاولي ولكنني اقول بان الشهداء في كرري الاولي تم الاجحاف بحقهم عندما تم تضمين سير (اولائك النفر ) في كتب التاريخ كابطال!!وهذه حقيقة يعلمها حتي (حامد ممتاز) القيادي الحالي في المؤتمر الوطني وهو حفيد (ممتاز باشا ) الحاكم التركي الذي حكم السودان بيد من حديد وكان ذو باس عظيم !! ومن هنا اعرف الذين يعترضون علي تسمية الزراع الطويل بكرري الثانية لذلك اقول (زيتنا في بيتنا )!! لان الشهداء في كرري الاولي معروفون وفي كرري الثانية اي (الزراع الطويل) ايضا معروفون نعود الي معركة الزراع الطويل التي هي موضوعنا والتي نعيد التذكير بها الي ان ينجلي الغيوم الملبد في سماء بلادنا منذ اكثر من (115)!! لان بعد معركة الزراع الطويل لاحظنا نظام(الاستعمار الداخلي) قام بتوجية كل امكانياته لتدمير الثوار الذين قادوا معركة الزراع الطويل وايضا قام بزرع الالاف من الجواسيس وسط الثوار لضرب اسفين الثورة من الداخل واصبح شغل نظام الشاغل هو كيفية التخلص من ابطال معركة الزراع الطويل سواء كان بشراء الضعفاء او باغتيال قيادات عسكرية داخل الميدان عبر ازرعه وقد دفع النظام مبلغ (482) مليون دولار بعد ان استاجر طيارون مرتزقة ثمنا لاغتيال الرمز الكبير لثوار السودان !! والغريب في الامر نجد ان بعض قيادات النظام قد تاسفوا بشدة لعملية الاغتيال!! كما تاسف بعض قيادات الاستعمار القديم (الانجلو مصرية) لاغتيال قائد الثوار حينها في معركة (امدبيكرات) التي جاء فيه اللورد( كتشنر ) ووقف امام جسد الشهيد المسجي علي الارض والقي عليه (التحية العسكرية) وقال (لم نهزمك بل قتلناك)!!وبالتالي تسمية هذه المعركة بكرري الثانية في مكانها والان بعد ستة سنوات من واقعة الزراع الطويل التي حير حتي ابرز قيادات الجيش الامريكي الذي قال اعتقد بان هولاء الرجال (مؤمون بقضيتهم )!! محتارا من الذين قادوا الواقعة وعندما اخبره البعض بان الذين قادوا هذه الواقعة هم احفاد الذين قطعوا راس (غردون باشا) من قبل عندها توقف هذا الجنرال وابتسم وقال (يبدو هولاء الرجال لهم مطالب عادلة ويؤمنون بقضيتهم ومن يرفض تلبية مطالبهم قد يخسر الكثير)!! لماذا ؟! لان (غردون باشا ) الذي يعتبر من اعظم جنرلات الانجليز في مستعمراتهم الان يدرس سيرته في اكاديمية الحرب الامريكية واكيد قد درسه الجنرال الامريكي (المحتار) !! لقد اثبت ثوار السودان من خلال عملية الزراع الطويل انهم ليسوا ضد احد بل ضد الاستعمار والاستعباد والقهر فقط وبالتالي تغيرت الصورة النمطية المرسومة في اذهان الكثيرون من (المرتاحين في المدن) ونظرتهم السالبة والمريبة تجاه الحركات الثورية بسبب تصرفات بعض الحركات الثورية في افريقيا الذين غالبا لا يفرقون بين المواطن والشرطة المدنية والجيش في (حروب المدن) ولكن في يوم السبت العاشر من مايو(2008) تلاشت هذه الصورة تماما عندما دخل ثوار السودان الي مدينة (امدرمان) في محاولة لارسال واضحة مفادها ان بامكانهم فعل كل المستحيل لكسر اغلال العبودية مهما كلفهم من تضحيات لذلك لم نستغرب بتاتا عندما جاء ابطال الزراع الطويل الي امدرمان بكامل قيادة الثوار بدءا برئيسهم وابرز القيادات السياسية والعسكرية ونصف اعضاء المكتب التنفيذي وهولاء جميعا كانوا في الصفوف الامامية (39) منهم يحملون درجات (الماجستير والدكتوراة) في مختلف التخصصات!! لاول مرة في تاريخ الحركات الثورية في كل ارجاء العالم تدخل حركة ثورية الي العاصمة دون استهداف (الشرطة المدنية) لاحظنا رجال المرور يمارسون عملهم كالمعتاد علي الرغم من انهم يحسبون كقوات نظامية!!ولم نستغرب طالما ان الثوار يقودهم ذلك الرجل القادم من كوكب اخر وقد كشف معركة الزراع الطويل مدي انضباط الثوار ومدي احترامهم لمواثيق حقوق الانسان المتمثلة في معاملة الاسري الذين تم القبض عليهم وجل اسري نظام الاستعمار الجديد قد استسلموا قبل بدء المعركة لذلك تم تجريدهم من السلاح والملابس العسكرية وتم اطلاق سراحهم ووجد الثوار الكثير من رجال الامن التابعين لنظام الاستعمار الداخلي (عرايا) وبعضهم مرتدين (الملابس النسائية)!! اما مخانيث المليشيات الاخري قد هربوا مبكرا وتركوا مدينة امدرمان خالية تماما والمؤسف في الامر ان هروبهم كان لمخطط خطير وهي قصف المدينة بالمدفعية الثقيلة والدبابات من خلف الكباري حماية لراس نظام الاستعمار الداخلي وقد عرضوا حياة الملايين لخطر عظيم والتي اضطرا معها الثوار الي الانسحاب حفاظا علي حياة المدنيين وهذا يبين كيفية تعامل الثوار مع المواقف الصعبة لدرجة ان ينسحبوا من معركة نتيجتها كانت محسومة لصالحهم بنسبة (100%)!! لانه لا احد من مليشيات ومرتزقة النظام يستطيع مقاومة الثوار باستثناء المندسين وسط المدنيين !!وانتهت تلك المعركة التاريخية باستشهاد عدد(6) من عناصر الثوار و(3) منهم (اعدموا بعض اسرهم ) وتم اسر (8) اخرين الذين هم خلف القضبان حتي لحظة كتابة هذا المقال ولن نتحدث عن خسائر نظام الاستعمار الداخلي لان كل من حاول المقاومة فقد حياته وقد شاهدت المقبرة الجماعية لمليشيات النظام في (جبل مرخيات ) والتي ضمت اكثر من (1482) مليشيا ومرتزق!! و بعد انسحاب الثوار تم التنكيل بكل من هو يحمل (سحنات الثوار) وتم مصادرة ممتلكات الكثيرين من الابرياء بشكل انتقائي بتهمة التخابر ومساعدة ثوار الزراع الطويل!!! طبقا لما حدث في العام (1899م) بعد معركة كرري الاولي التي تم فيه مصادرة ممتلكات كل من هو يحمل (سحنات ثوار كرري الاولي) بتهمة التخابر ومساعدة (الجيش الوطني) حينها! الم اقل لكم ان الزراع الطويل هي بمثابة كرري الثانية؟؟!! وكما اسلفت انا لا اريد التغني علي امجاد الزراع الطويل فحسب بل نستغل هذه الذكري لقراءة مافي صفوف (الثوار العظماء ) لان نفس ابطال الزراع الطويل قد قاموا بعمليات اخري (شبه مستحيلة) كعملية(وثبة الصحراء)!! لانقاذ قائد الثوار الكائن تحت (الاقامة الجبرية) في ليبيا العقيد وقتها وفي ظل وجود الترسانات والاقمار والطائرات الحديثة التابعة لحلف الشمال الاطلسي الذي يعتبر اقوي وامتن جيش تسليحا في التاريخ في الماضي والحاضر والمستقبل ايضا بلا شك !!! وهنالك عمليات نوعية اخري كعملية (امروابة)!! القريبة من الخرطوم وعملية شل النظام في(هجليج)الذي يعتبر عصب اقتصاد النظام وعملية(ابو زبد) والذي فقد فيها الثوار الشهيد العظيم (وود الغرب) البار الجنرال (فضيل رحومة)عليه رحمه الله وعملية (ابوكرشولا) والاخيرة هي عملية وثبة الوفاء لشهداء الثورة في (مليط) بالطبع جرت كل هذه العمليات بقيادة الحلف الراسخ (الجبهة الثورية) التي ضمت ثوار الزراع الطويل وهذا يعني بان سلاح المقاومة بكل تشكيلاتها المختلفة في تقدم كبير ويثبت الثوار يوما بعد يوم بان لا حل غير (انهاء العبودية المزمنة) لان التحالف الحالي الذي يضم كل المستعبدين التاريخيين في بلادنا قد يستطيع فعل المستحيل اذا ما رفض نظام الاستعمار الداخلي تلبية المطالب التاريخية.!! وقبل ذلك الجلوس مع المستعمر الداخلي ضرورة مرحلة لرؤية جوف (وثبته) لعل واسي يرضخ اخيرا
**وثبة** بعدما اعلن زعيم الاستعمار عن وثبة الحوار المزعوم رايت التصريحات التي خرجت من بعض القوي السياسية تشير الي ان الصراع مع النظام الحالي مجرد صراع ايدولوجي بين اليمين واليسار ويرون في هذا النظام كمجرد نظام سياسي فاسد وفاشل يجب (تغييره ) باخر !! وانا لا ادري عن اي ايدولوجيا يتحدث هولاء؟؟!! ومليشيات النظام علي بطون اخواتنا وامهاتنا وطائرات النظام فوق روؤس اطفالنا وكبار السن وجيش النظام تعيث قتلا وفسادا في ارضنا وتحرقه (شجرة شجرة) ومنذ متي كان للاستعمار ايدولوجية ؟؟!!
وهذا المقال ليس بالضرورة يمثل عن راي احد من تنظيمات الجبهة الثورية السودانية
|
|
|
|
|
|