|
الحكومة والمعارضات و الفشل سالم حسن سالم/باريس
|
صحيح ان الحكومة و بعد ربع قرن من السيطرة و الوعود قد فشلت و افلست و ليس لها ما تقدمه للشعب السوداني, اي ان النظام قد فقد بالفعل مبرر بقاءه في السلطة و استمراره في حكم البلاد , و بنفس القدر فشلت المعارضات العسكرية في اسقاطها بالقوة تماما كما اخفقت المعارضة السياسية في اقناع الشعب السوداني بانها بديل افضل و من ثم حشد الناس خلفها بغرض التغيير , اذن فلماذا لا تعقد الحكومة و بالاتفاق مع المعارضات المختلفة مؤتمرا وطنيا يدعى له علماء السودان في السياسة و القانون و الاقتصاد و المجتمع و الزراعة و الصناعة... الخ و يمكن الاستعانة بعلماء اجانب اكفاء و بالمنظمات الدولية ذات الصلة و بالامم المتحدة و الدول الصديقة لاجل اعادة تشخيص مشكلة السودان و ايجاد الحلول المناسبة و تضمينها ورقة عمل او خطة اصلاح وطنية شاملة و ملزمة للجميع تعمل كل الاطراف الوطنية على تنفيذها لاخراج السودان من النفق المظلم و الدائرة الشريرة التي لا زلنا حبيسين فيها, فمما لا شك فيه هو اننا وصلنا الى طريق مسدود حيث لا افق بلغنا مرحلة الازمة في كل الميادين الازمة في الامن و السياسة و الاقتصاد و المجتمع و حتى الثقافة و الفنون و يجانب الصواب بعض المحللين السياسيين للشان السوداني الذين يرون ان مصدر هذه الازمات هي فقط الازمة السياسية و تحديدا فشل النخب السياسية الوطنية بعد الاستقلال في ادارة البلاد , ان التركيز على ابراز المشكل السياسي و الصراع بقوة على السلطة شوش على ازمات اخرى في مجتمعنا لا تفل خطورة و اهمية فمثلا هناك ازمة هوية و درجة عالية من الشوفينية و التعالي و رفض الاخر المختلف بل و حتى احتقاره و التعدي عليه و توجد درجة ملحوظة من التمييز العنصري على المستوى الرسمي و الشعبي في البلاد ازمة الاقتصاد يتمظهر اكثر في تدني مستوى المعيشة و ارتفاع معدلات الفقر و شلل و ليس فسل المشاريع الانتاجية الزراعية و الصناعية و الخدمية و خير دليل على الازمة التراجع الكبير جدا و المستمر لسعر صرف العملة الوطنية و ارتفاع اسعار السلع و الخدمات في مقابل اجور متدنية و غير مواكبة (انهيار القوة الشرائية) و ايضا الاجراءات التقشفية التي تتبناها الحكومة (تعلن عن بعضها و تنفذ اكثرها دون اعلان) من زيادات في الضرائب و رفع للدعم عن سلع و خدمات ضرورية و ما صاحب ذلك من مظاهرات منددة و رافضة و حتي المطالبة باسقاط النظام بالتاكيد وجود ازمة امنية يعتبر نتاج طبيعي لفشل في السياسة و لكن استمرارها يؤزم السياسة و الاقتصاد و يخلق مشاكل اخرى في المجتمع لا تقل خطورة وما ادل على على ازمة الثقافة في السودان من انصراف الناس عنها الى كسب معاشهم و اعتبار الانشغال بها من الترف الزائد و ظهور الغناء الهابط و فساد الذوق الفني salimsudaf @yahoo.com
|
|
|
|
|
|